لا يوجد حمار علماني

خلف الحربي

تابعت حوار الزميل تركي الدخيل مع المفكر الإسلامي محمد الأحمري في برنامج إضاءات وفي لحظة تشبه المسافة الفاصلة بين الضحك والبكاء تحدث الأحمري مستغربا منع النساء في السعودية من قيادة السيارات قائلا: (السيارة أسهل للمرأة من الحمار)، ولكنني وجدت أن العكس هو الصحيح فالمطالبة بالسماح للمرأة بقيادة الحمار أسهل ألف مرة من المطالبة بالسماح لها بقيادة السيارة لأن الإنسان في الحالة الثانية يتهم بالعلمانية والتغريبية والليبرالية وغيرها من التهم التي يراد منها إخراج المسلم من دينه وملته دون وجه حق، أما في حالة الحمار فإن المسألة خالية تماما من الشبهات العلمانية إلا إذا حاولنا ربط هذا الموضوع بحمار الحزب الديمقراطي الأمريكي الذي أوصل أوباما إلى البيت الأبيض.
الدعوة إلى قيادة المرأة للحمار لا يمكن أن تفسر بأنها دعوة علمانية خبيثة، لذلك على النساء اللواتي يحلمن بقيادة السيارة أن يبدأن بالحمير ثم الخيول ثم الجمال وهكذا يتدرجن في الأمر حتى يصلن بعد جيل أو جيلين إلى مرحلة قيادة السيارة فطريق الألف ميل يبدأ بخطوة حتى لو كانت خطوة حمار.
معارضو قيادة المرأة للسيارة عادة ما يهربون من مناقشة هذا الموضوع بالقول: يا أخي مشاكلنا أكبر بكثير من مشكلة قيادة المرأة للسيارة.. لذلك على النساء اللواتي يمتطين الحمير أن يقلن لهؤلاء : خلاص ياجماعة.. حلينا مشكلة القيادة، تفضلوا حلوا المشاكل اللي كنتم تتكلمون عنها.
قيادة المرأة للحمار أو الحصان أو الجمل ليست حراما ولا عيبا بل هي سلوك يساهم في التخفيف من تلوث البيئة كما أنه يحد من الحاجة للسائقين الأجانب بالإضافة إلى كونه يشكل دعما مباشرا للموروث الشعبي، وما هو أهم من ذلك أن الدواب لا تتعطل ولا (تبنشر) و لاتصطدم ببعضها البعض!.

klfhrbe@gmail.com


للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم
88548 تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة