«وصمة عار» يلاحق «شركاء الخراب» بالترميز السياسي

قراءة: هشام عليوان ـ بيروت

لا يقل المسلسل السوري الجديد «وصمة عار» إثارة وتشويقا واستخداما للعبة الترميز السياسي عن الجزء الأول من مسلسل «شركاء يتقاسمون الخراب»، الذي لعب الفنان قصي الخولي فيه دور زعيم المافيا، مقابل الرجل الطيب ماكسيم خليل. ويتمتع العمل الجديد ـ كما السابق ـ بقوة في السيناريو ومشاركة النجوم المعروفين، ومن بينهم قصي الذي يلعب أيضا دور الشرير، مع فارق أنه هنا لن يكون له الدور الأوحد في هذا (الكاراكتر)، بل سيكون الأداة الظاهرة، باعتباره مدير جريدة «عالم شفاف»، للإيقاع بالنائب يعرب قحطان (خالد تاجا) بعد جريمة اغتصاب وقتل تعرضت لها ابنة الرجل الذي رعاه قحطان. وكانت الفتاة المغدورة اختطفت قرب فيلا النائب ثم ألقيت جثة هامدة على الشاطئ بالقرب من الفيلا نفسها، لتبدأ حملة إعلامية لتشويه سمعة النائب المشهور بمواقفه القومية تجاه الجزائر وفلسطين. أحداث متعاقبة ولاهثة تظهر ملامحها الرئيسية، كذلك الاتجاهات منذ الحلقة الأولى، بل تتبدى خلال جنريك المسلسل، لمزيد من التشويق وربما التوضيح، إذ هي ليست إضافة تقليدية في عالم التشويق البوليسي الدرامي، مع ما يشير أكثر إلى أن الموضوع الأساسي المطلوب توصيله إلى المتلقي المشاهد، هو الترميز السياسي الذي دأبت عليه الدراما السورية في انطلاقتها التجديدية المعاصرة، أي منذ مسلسل «الجوارح»، مطلع التسعينات.
في الظاهر، تبدو القصة كلاسيكية، حيث يتآمر أحد خصوم رجل أعمال ناجح وهو في الوقت نفسه عضو في مجلس الشعب، من أجل تشويه سمعته وإثارة الشبهات الإعلامية حول تورطه المزعوم بجريمة خطف واغتصاب وقتل، من أجل تحطيمه وإخراجه من السوق، كي يملأ الفراغ المتآمرون عليه. وأداة التشويه هنا هي الصحافة المأجورة التي تخرج من طور الموضوعية والأمانة إلى تلفيق الإشاعات والأكاذيب.
لكن القصد هو أعمق من ذلك بالتأكيد، فالنائب الضحية هو يعرب قحطان، وهو معروف بدعمه لقضية تحرير الجزائر، وقام برعاية فتاة فلسطينية قضى أهلها في عدوان إسرائيلي، فيما الفتاة المغدورة هي ابنة شقيق زوجته والذي تولى رعايته أيضا. إذن لدينا شخص يمثل الرعاية الأبوية العربية، وقد تكون الجامعة العربية أو الرابطة العربية بشكل أعم.
ومن جهة ثانية، يتناول المسلسل الوجه الآخر للإعلام الذي يدعي الشفافية، فيما يعزم على نشر الأكاذيب لأغراض مدفوعة الثمن سلفا أو لاحقا. والمفارقة أن «عالم شفاف» هو عنوان الصحيفة الصفراء التي تتولى حملة التشويه، وكأنه نوع من التضاد الواقعي أو شيء من السخرية المتهكمة.