التجديد لا يعني اتهام الوزراء

صالح إبراهيم الطريقي

جاءت التغييرات الجديدة في مجلس الوزراء التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتؤكد على منهج الملك المجدد والمؤمن بأن السلطات التنفيذية تحتاج بين حين وآخر لضخ دماء جديدة على رأس هرم المؤسسات العامة/ الوزارات، فمهمة الوزير شاقة جدا وتحتاج لعمل قد يتطلب في بعض الأوقات لمتابعة ليست يومية طوال الأسبوع، بل وطوال ساعات اليوم.
وكان الأمر طبيعيا ومفرحا، لأن نهج الملك المجدد استمر على ما هو عليه في ضخ دماء جديدة، والوزارات تنهك الوزراء، وتصبح حياة الوزير ليست ملكه، حتى أسرته تدفع الثمن فوالدهم الذي كان يشاركهم أفراحهم ومشاكلهم لم يعد ملكا لهم، فالعمل سيسرقه منهم.
لكن ما هو ليس طبيعيا هو تصور الكتاب وكأن من غادر الوزارة شخص كان يعيق التطور، ويمنعنا من التقدم، ويضع العراقيل أمام عربة التطور.
أتفهم انطباع البعض حين تم توسيع هيئة كبار العلماء، وأصبح يمثل كل المذاهب السنية، وهذا ما أنتجه الحوار الوطني الذي استمر لسنوات، يعني أن أفراد المجتمع في أغلبه سيؤمن بالتعددية، وأن من يختلف معك في التفسير لا يعني أنه مختلف عنك بالعقيدة.
لكن ما لا أفهمه ردة فعل بعض الكتاب، والذي وبشكل ما يحبط أولئك الوزراء وأعضاء مجلس الشورى والمسؤولين الذين خرجوا من التشكيل الوزاري الجديد.
يحبطهم لأنهم حاولوا، فشلوا في بعض القرارات ونجحوا في البعض الآخر، وأكاد أجزم أنهم كانوا يتمنون أن كل قراراتهم صائبة وناجحة.
إن مشكلة بعض الكتاب، أنهم يبالغون في الفرح وفي المديح دون أن ينتبهوا أن هذا الفرح يؤلم "الوزراء وأعضاء مجلس الشورى والمسؤولين الذين خرجوا من التشكيل الوزاري الجديد"، فهو اتهام غير مباشر بأنهم سبب تأخرنا.
دون أن يتنبهوا أن التغيير والتجديد وضخ دماء جديدة في الوزارات هو منهج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله الذي يحب ويطالب دائما بأن يقدم الجميع النصيحة ، لأن هذا الوطن للجميع بما فيهم أولئك " الوزراء وأعضاء مجلس الشورى والمسؤولين الذين خرجوا من التشكيل الوزاري الجديد".
ومثل هذا الانطباع المبالغ فيه من البعض يبدو وكأنه لوم لأشخاص يستحقون الشكر وإن اختلفنا معهم حينما كانوا وزراء.
S_ alturigee@yahoo.com

للتواصل ارسل رسالة نصية sms الى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة