حادث على طريق السفر!

خالد السليمان

كنت أقرأ وأسمع عن مصابي حوادث طرق السفر الذين يقضون ساعات وأياما في مراكز القرى النائية الصحية دون أن يحصلوا على موافقة مستشفيات المدن لنقلهم إليها وتلقي الإسعاف والعلاج اللازم، وهو أمر تسبب في كثير من الحالات في موت المصابين أو تضاعف إصاباتهم، لكنني لم أصدق أنني سأعايش التجربة عن قرب!!
بالأمس تعرضت أسرة شقيقتي لحادث مؤلم على طريق سفر يبعد عن الرياض 300 كم فبقي المصابون في مستشفى بلدة "الرفيعة" ساعات طويلة دون أن ينجح المستشفى في الحصول على موافقة أي مستشفى حكومي أو خاص في الرياض لنقلهم إليه خاصة وأن بعض الحالات تتطلب رعاية لا تتوفر إمكاناتها في هذا المستشفى الذي رغم إمكاناته المحدودة إلا أنه كان عملاقا في إنسانية وإخلاص أطبائه والعاملين فيه لتقديم الرعاية الطبية للمصابين على قدر الإمكانات المتوفرة!!
كان الأمر يتطلب الاتصال بفلان وعلان لتنفتح الأبواب المغلقة للمستشفيات وتتوفر الأسرة التي كانت بقدرة قادر قبل الاتصالات غير متوفرة، والمضحك أن جميع المستشفيات كانت تعتمد على تقارير مستشفى محدود الإمكانات لتحديد قبولها من عدمه لاستقبال الحالات بينما يتطلب تشخيص مدى خطورة الإصابات استخدام أجهزة كشف حديثة ودقيقة، وهو بالفعل ما حدث عندما تم قبول مصابي الأسرة "بالواسطة" في أحد مستشفيات الرياض الشهيرة فوجدوا أن أحد الأطفال الذي يعاني من الغيبوبة مصاب بكسر في الجمجمة يتطلب تنويمه في العناية الفائقة بعد أن كان التشخيص السابق مجرد إصابته بارتجاج بالمخ!!
أخرج بخلاصة واحدة من هذه التجربة المؤلمة وهي : مسكين من كان لا يملك الواسطة في القطاع الصحي!!

Jehat5@yahoo.com



للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى الرقم
88548 تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة