قياديو الفصائل: الإرادة السياسية مطلب لإدارة الأزمات المستعصية

لجان الحوار الفلسطيني تستهل أعمالها

أيمن جريس ـ القاهرة

انطلقت أعمال اللجان الفلسطينية الخمس المنبثقة عن الحوار الوطني الفلسطيني في القاهرة أمس وسط تباين في الرؤى والمواقف، إذ كشفت آراء المشاركين عن تباعد كبير حول عدد من الملفات. وقال القيادي في حركة حماس محمود الزهار لـ "عكاظ" إن استمرار الاعتقالات السياسية في الضفة الغربية لا يساعد على نجاح عمل اللجان، وأضاف أن حماس كانت تتوقع تجاوبا من جانب السلطة الفلسطينية مع الأجواء الايجابية التي سادت انطلاق الحوار الوطني الفلسطيني في الشهر الماضي. وتابع قائلا: " نحن توافقنا على ضرورة إنهاء ملف الاعتقالات السياسية لكن منذ هذا التاريخ لم تتجاوب السلطة الفلسطينية مع هذا الملف رغم إجماع الفصائل الفلسطينية على ضرورة إنهاء ملف المعتقلين السياسيين كضرورة لإنجاح الحوار الوطني الفلسطيني". ونفى الزهار وجود أسماء مقترحة لرئاسة الحكومة المتوقع تشكيلها نهاية الشهر الجاري. وحول ما تردد في قاعات مقر عمل اللجان عن ترشيح جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لرئاسة الحكومة الفلسطينية الانتقالية، أوضح الزهار أن ذلك لا يعدو مجرد كلام، وأن اجتماعات لجنة الحكومة هي التي يمكن أن تتفق على رئيس الوزراء المرتقب. وعبر الناطق الرسمي باسم وفد حماس في القاهرة الدكتور صلاح البردويل عن ذات الموقف قائلا إن الخطوة التي تخدم الحوار الوطني في القاهرة هي إطلاق سراح المعتقلين السياسيين من أبناء وأنصار الحركة من سجون السلطة في الضفة الغربية ، معتبرا أن استمرار احتجاز السجناء السياسيين في الضفة الغربية لا يخدم الحوار الوطني الفلسطيني. من جانبه، أفصح عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية جميل مزهر عن تفاؤله بنجاح المصالحة وتوصل تلك اللجان لحلول لجميع القضايا. وأضاف: " نعم هناك صعوبة في الملفات المختلفة ونحتاج لإرادة سياسية قوية للتغلب على هذه المشكلات " ، لافتا إلى أن الاختلاف في وجهات النظر السياسية أمر طبيعي، وقال إن الحوار هو السبيل الوحيد للتوافق الفلسطيني حول جميع الخلافات .
ووصف القيادي في الجبهة الديمقراطية رمزي رباح التحضيرات بالجيدة وتبرز الحاجة إلى أمرين هما، قانون الانتخابات الجديد، واعتماد التمثيل النسبي، والاتفاق على مواعيد الانتخابات التشريعية والرئاسية بما لا يتجاوز الموعد المقرر في 25 يناير 2010 ، مؤكدا أن الاتفاق على أجندة الحكومة الانتقالية وسياستها وآليات عملها أهم بكثير من شخص رئيس الوزراء الذي سيكون عليه تنفيذ ما تتفق عليه الفصائل الفلسطينية .
وأفاد الأمين العام للجبهة العربية الفلسطينية جميل شحادة قائلا : "نحن جاهزون للحوار وحاولنا إيجاد القواسم المشتركة" ، رافضا التسريبات التي تتحدث عن تأجل الانتخابات.
من جانبه، أقر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور محمود إسماعيل أنه لا مكان للفشل في عمل اللجان ، مضيفا إن جميع الخلافات يمكن التغلب عليها بالحوار وتغليب المصلحة العليا على المواقف الحزبية والفصائلية ، مؤكدا أن وجود إرادة سياسية لدى المشاركين في أعمال اللجان سيساعد على حسم القضايا الخلافية مبكرا .
وحول ضمانات نجاح أعمال اللجان خاصة في ظل الخلافات الواضحة بين حماس وفتح، ألمح إسماعيل إلى أن هناك الكثير من الجوانب الإيجابية التي تدفع بالحوار نحو النجاح، منها حاجة المجتمع الفلسطيني إلى الاتفاق على رؤية واحدة لإدارة مستقبل القضية الفلسطينية في ظل التحديات التي تواجة الشعب الفلسطيني، ووجود حكومة إسرائيلية يمينية متطرفة لا تؤمن بالسلام ، بالإضافة إلى الحاجة إلى سرعة إعمار قطاع غزة وتجاوز مرحلة الانقسام السياسي والجغرافي في الساحة الفلسطينية.