للناس هموم.. من ثول إلى الجموم
الأحد / 18 / ربيع الأول / 1430 هـ الاحد 15 مارس 2009 21:53
عائض الردادي
(ثول) قرية لم يكن يسكنها غير أهلها في القرون الماضية لقسوة الحياة فيها: منهم من يبحر في البحر لشهور للصيد، وقد يعود وقد لا يعود، ومنهم من يعيش على الزراعة للحبحب والدخن إذا هطلت الأمطار على قطع أراض ورثها الأبناء عن الآباء والآباء عن الأجداد من مئات السنين، ومنهم من يعيش على رعي الأغنام. كانت حياتهم قاسية، ولم يكن غير أهلها يستطيع أن يسكن فيها حتى لو عُرضت عليه الأرض مجانا، فلم تكن مغرية لغير أهلها الذين ربطهم بها حب وطن الآباء والأجداد.
وامتدت يد التنمية إليها فجاءت إليها الشركات الكبرى وأنشئت فيها جامعة الملك عبد الله للعلوم، وتحولت من قرية إلى مدينة ستشهد تنمية متقدمة، وفرح أهلها لأن حياة الماضي القاسية ستتحول إلى حياة متقدمة تنسي سكانها قسوة الماضي، لكن الأمور لم تأت على ما هو متوقع، فقد قرأت مقال ابنها الزميل هاشم الجحدلي في «عكاظ» يوم 11/3/1430هـ وقد فهمت منه أن الحلم الذي توقعوه لن يتحقق، فالبلدية تنحَّت عن مسؤوليتها في تنظيم القرية وتخطيطها وتفرغت للاستثمار الذي يحسب حساب المستثمر الغني من المواطنين وغير المواطنين، ولم تحسب حسابا لاحتياجات الأهالي الذين عاشوا مرارة الماضي ويتطلعون لحلاوة الحاضر، فمشاريع البناء والكهرباء والهاتف والماء وتخطيط الأحياء، وكل ذلك مؤجل، والأولوية لتأجير أكبر قدر ممكن للشركات المستثمرة، وتحولت أراضي المنح الموعودة منذ 15 سنة إلى مواقع استثمار صناعي، وكما قال الزميل هاشم «إن البلدية استطاعت توفير مساحة لإنشاء مدن صناعية ولم تقم بتوفير قطعة واحدة لأهالي القرية حتى الأراضي التي توارثوها من أجدادهم أصبحوا محرومين من البناء فيها».
مشكلة البلديات أنها لا تعترف بالأراضي الموروثة من آلاف السنين ما لم يحضر الشخص صكا من المحكمة التي لم تعرفها بلادنا قبل النهضة الحديثة وتوحيد البلاد على يد الملك المؤسس، فهل كان الناس لا يسكنون ولا يزرعون؟ ومن أبطل الوثائق القديمة وشهادة الأعيان والكبار ومشايخ القبائل؟ والإرث سابق للاستثمار.
ومن ثول إلى قرى الجموم التي لا تبعد عنها كثيرا، وسكانها يقطنونها من آلاف السنين، وكما قال أحدهم: «نحن نقطن هذه القرى منذ عشرات السنين، من عهد الآباء والأجداد، ولا يوجد من ينازعنا في أملاكنا، وكل واحد منا يعلم جيدا حدود الآخر، ولا ينازعه في ملكه «الحياة 11/3/1430هـ ص7» وإذا كانت البلدية لا تعرف التاريخ فعليهم أن يعرفوه، وأن يبادروا لإنهاء مطالب اكثر من عشرة آلاف مواطن يعيشون في أكثر من 40 قرية بدون كهرباء في محافظة الجموم («المدينة» 11/3/1430هـ ص4») وأن يسهل منحهم الصكوك ما دامت موروثة ولا يوجد معارض.
قد لا يصدق أن قرى تجاور مكة المكرمة وجدة لا تعرف الكهرباء ولكن هذا حاصل ولن يُحلّ مادامت الكهرباء تطالب بشهادة من البلدية والبلدية تطالب بصك، ولا يعترف بسكن هؤلاء المواطنين أبا بعد جد، ولا ينازعهم فيها أحد، ولماذا لا يملك هؤلاء بصكوك ما دام الصك هو وسيلة الملكية، ولا يعترف بالإرث في الملكية.
أكثر مسؤولي البلديات لا يدركون أن قطعة السكن أو الزراعة على صغرها ورثتها الأجيال بعد الأجيال، ويقصرون الملكية على صك ويحرمونهم من الخدمات ولا بد من حسم الموضوع بتمليك كل من ورث أرضا في دياره الموروثة وشهد له الأعيان أو لديه وثائق قديمة، فالدولة حريصة على ما يسعد مواطنيها وعلى إيصال الخدمات، وعلى ما يشجعهم على البقاء في قراهم وعدم الهجرة للمدن. والموضوع بحاجة إلى حل جذري لهذه القرى وغيرها والاعتراف بالأملاك الموروثة.
IBN-JAMMAL@HOTMAIL.COM
للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي تبدأ بالرمز 123 مسافة ثم الرسالة
وامتدت يد التنمية إليها فجاءت إليها الشركات الكبرى وأنشئت فيها جامعة الملك عبد الله للعلوم، وتحولت من قرية إلى مدينة ستشهد تنمية متقدمة، وفرح أهلها لأن حياة الماضي القاسية ستتحول إلى حياة متقدمة تنسي سكانها قسوة الماضي، لكن الأمور لم تأت على ما هو متوقع، فقد قرأت مقال ابنها الزميل هاشم الجحدلي في «عكاظ» يوم 11/3/1430هـ وقد فهمت منه أن الحلم الذي توقعوه لن يتحقق، فالبلدية تنحَّت عن مسؤوليتها في تنظيم القرية وتخطيطها وتفرغت للاستثمار الذي يحسب حساب المستثمر الغني من المواطنين وغير المواطنين، ولم تحسب حسابا لاحتياجات الأهالي الذين عاشوا مرارة الماضي ويتطلعون لحلاوة الحاضر، فمشاريع البناء والكهرباء والهاتف والماء وتخطيط الأحياء، وكل ذلك مؤجل، والأولوية لتأجير أكبر قدر ممكن للشركات المستثمرة، وتحولت أراضي المنح الموعودة منذ 15 سنة إلى مواقع استثمار صناعي، وكما قال الزميل هاشم «إن البلدية استطاعت توفير مساحة لإنشاء مدن صناعية ولم تقم بتوفير قطعة واحدة لأهالي القرية حتى الأراضي التي توارثوها من أجدادهم أصبحوا محرومين من البناء فيها».
مشكلة البلديات أنها لا تعترف بالأراضي الموروثة من آلاف السنين ما لم يحضر الشخص صكا من المحكمة التي لم تعرفها بلادنا قبل النهضة الحديثة وتوحيد البلاد على يد الملك المؤسس، فهل كان الناس لا يسكنون ولا يزرعون؟ ومن أبطل الوثائق القديمة وشهادة الأعيان والكبار ومشايخ القبائل؟ والإرث سابق للاستثمار.
ومن ثول إلى قرى الجموم التي لا تبعد عنها كثيرا، وسكانها يقطنونها من آلاف السنين، وكما قال أحدهم: «نحن نقطن هذه القرى منذ عشرات السنين، من عهد الآباء والأجداد، ولا يوجد من ينازعنا في أملاكنا، وكل واحد منا يعلم جيدا حدود الآخر، ولا ينازعه في ملكه «الحياة 11/3/1430هـ ص7» وإذا كانت البلدية لا تعرف التاريخ فعليهم أن يعرفوه، وأن يبادروا لإنهاء مطالب اكثر من عشرة آلاف مواطن يعيشون في أكثر من 40 قرية بدون كهرباء في محافظة الجموم («المدينة» 11/3/1430هـ ص4») وأن يسهل منحهم الصكوك ما دامت موروثة ولا يوجد معارض.
قد لا يصدق أن قرى تجاور مكة المكرمة وجدة لا تعرف الكهرباء ولكن هذا حاصل ولن يُحلّ مادامت الكهرباء تطالب بشهادة من البلدية والبلدية تطالب بصك، ولا يعترف بسكن هؤلاء المواطنين أبا بعد جد، ولا ينازعهم فيها أحد، ولماذا لا يملك هؤلاء بصكوك ما دام الصك هو وسيلة الملكية، ولا يعترف بالإرث في الملكية.
أكثر مسؤولي البلديات لا يدركون أن قطعة السكن أو الزراعة على صغرها ورثتها الأجيال بعد الأجيال، ويقصرون الملكية على صك ويحرمونهم من الخدمات ولا بد من حسم الموضوع بتمليك كل من ورث أرضا في دياره الموروثة وشهد له الأعيان أو لديه وثائق قديمة، فالدولة حريصة على ما يسعد مواطنيها وعلى إيصال الخدمات، وعلى ما يشجعهم على البقاء في قراهم وعدم الهجرة للمدن. والموضوع بحاجة إلى حل جذري لهذه القرى وغيرها والاعتراف بالأملاك الموروثة.
IBN-JAMMAL@HOTMAIL.COM
للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي تبدأ بالرمز 123 مسافة ثم الرسالة