تواصلت اللقاءات السعودية ـ الأمريكية دون انقطاع من منطلق الحرص على تعزيز الشراكة بين الرياض وواشنطن، والسعي لاستنباط حلول عادلة وشاملة لأزمة الشرق الأوسط، واستعادة الحقوق الفلسطينية والعربية المشروعة، إضافة إلى حسم قضايا الأمتين العربية والإسلامية، وبحث المستجدات التي تشهدها الساحة الدولية. ودشنت أول قمة سعودية ـ أمريكية في تاريخ العلاقات جمعت بين الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ والرئيس فرانكلين روزفلت عام 1945م على ظهر المدمرة الأمريكية «كوينسي»، التي نقلته إلى مؤتمر يالطا، لإرساء قواعد السلام بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، ورسم استراتيجية بين الرياض وواشنطن. وأعقب هذا اللقاء التاريخي سلسلة من اللقاءات، إذ كان الملك سعود ـ رحمه الله ـ أول ملك سعودي يزور الولايات المتحدة عام 1957، والتقى الرئيس الأمريكي أيزنهاور، وتناولت القمة السلام في الشرق الأوسط وسبل تعزيز العلاقات بين البلدين. وفي فبراير 1962م زار الملك سعود واشنطن ثانية، واجتمع مع الرئيس جون كنيدي. وفي 1966م عقدت قمة بين الملك فيصل ـ رحمه الله ـ والرئيس جونسون. وساهم هذا اللقاء في تأسيس شراكة سعودية ـ أمريكية في المجالات: الاقتصادي والتجاري والنفطي والعسكري. وأتى العام 1971م، ليلتقي الملك فيصل الرئيس ريتشارد نيكسون. ويعد نيكسون أول رئيس أمريكي يزور المملكة عام 1974م. وجرى خلال هذه الزيارة تأسيس اللجنة الاقتصادية السعودية ـ الأمريكية المشتركة. وزار الرئيس جيمي كارتر المملكة عام 1978والتقى الملك خالد ـ يرحمه الله ـ وكانت تطورات عملية السلام في الشرق الأوسط الموضوع الأبرز في اللقاء. وعقدت قمة بين الملك فهد بن عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ والرئيس رونالد ريجان في واشنطن عام 1985م. وكانت الأزمة الأفغانية الملف الذي حظي بالبحث. وبعد أزمة الغزو العراقي للكويت عام 1990 قام الرئيس جورج بوش (الأب) بزيارة للمملكة، واجتمع بالملك فهد، وبحثا جوانب الغزو العراقي للكويت، وجرى خلال اللقاء مناقشة السبل الكفيلة لإنهاء الغزو وتحرير الكويت.
وعقدت قمة بين الملك فهد والرئيس كلينتون عام 1994.
واجتمع الملك عبد الله (كان ولي العهد آنذاك) بالرئيس جورج بوش الابن الذي استضافه في مزرعته في كروفورد في ولاية تكساس عام 2002م، ويعتبر هذا اللقاء هو الأول بعد أحداث 11 سبتمبر.
والتقى الملك عبد الله بن عبد العزيز بالرئيس بوش الابن في مزرعة كروفورد ثانية عام 2005م، وتأتي القمة السعودية ـ الأمريكية اليوم في لندن، على هامش القمة العشرينية تتويجا للعلاقات بين الرياض وواشنطن، التي يؤكد المراقبون أنها ستعمل على إحداث نقلة نوعية وتدشين مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين.