المستثمر العقاري.. والهنود الحمر.. والوسيط العقاري

ياترى لو وضعت بين يديك فرصة عقارية استثنائية، تجعلك تربح سريعا مليون ريال، ما الذي سأحصل عليه؟
سؤال يطرحه وسيط عقاري على مستثمر عقاري؟
من الحقائق التاريخية المذكورة أن الهنود الحمر، ساكني الولايات المتحدة الأمريكية (الأصليين)، عندما قدم إلى أرضهم الغزاة الجدد من القارة العجوز (أوروبا)، كان الهنود الحمر، وبطيبة، يساعدونهم بأغطية بدائية، وعندما طالبوهم بردها بعد فترة أنكروا، ورفضوا ردها.
وبالمثل نجد أن بعضا من المستثمرين العقاريين، وليس الوسطاء العقاريين، يقومون بفعل مماثل، المستثمر العقاري هو رجل أعمال يبحث عن فرص في السوق، وعيونه في الحصول على هذه الفرص. أما الوسطاء العقاريون فهذا يخبره عن فرصة ما زالت في المهد لاقتناصها، وآخر يدله بالمشورة إلى استثمار عقاري واعد قد يكون شراء مجموعة أراض في موقع يرى الوسيط بنظرته الثاقبة وخبرته أن هناك فرصة كامنة فيها.
والمستثمرون العقاريون في السوق يتمتعون بنوعين من الذكاء:
الذكاء السلبي، والذكاء الإيجابي.
وبالتأكيد أن صاحب الذكاء الإيجابي هو من يحقق أرباحا أضعاف ما يحققه صاحب الذكاء السلبي بسبب الفارق في أسلوب التعاطي مع الأمور، فما هو الذكاء الإيجابي، وما هو السلبي؟
الذكاء السلبي هو أن تجد وسيطا عقاريا نشيطا متحركا يقتنص لك فرصة عقارية أرباحها 100 ألف ريال، وتجد المستثمر العقاري بما يعتقده ذكاء لا يكافئ ذلك الوسيط بشكل تشجيعي، بل تجده وبطريقة يكتنفها عدم الحصافة يفاوض الوسيط في التقليل من حصوله على عمولته النظاميه 2.5 في المائة، والسؤال الذي لم يسأله ذلك المستثمر لنفسه في حال تكرر هذه الفرصة مستقبلا أمام الوسيط العقاري نفسه هل سيجعله خياره الأول؟ الإجابة بالطبع لا.
والذكاء الإيجابي أن تجد مستثمرا عقاريا يغدق على نفس الوسيط السابق مكافأة تحفيزية، إضافة إلى عمولته المستحقة فتجده (أي المستثمر)، وقد دلف إلى قلب الوسيط وأعطاه الأولوية في عرض الفرص العقارية، ومع الوقت تجد أن الاثنين يسبحان في قارب الصفقات المربحة الأول يبحث، والثاني يقتنص.
قاعدة عقارية بسيطة يجهلها أو يتجاهلها بعض المستثمرين.
ما الذي يضيرني لمن جعلني أربح مليون ريال أن أعطيه 50 ألف ريال ليستمر في البحث، واستمر في الاقتناص، وأصبح خياره الأول.
ذلك هو الفرق بين من يفكر بنفسه فقط، ومن يفكر بنفسه والآخرين في نفس الوقت.
وذلك الفرق بين من أراد أن يتقدم إلى الأمام قفزا، ومن أراد أن يتقدم إلى الأمام حبوا.

المهندس أحمد الفقيه
alfageeh@tmleek.com