الأمير نايف: علاقة الوزراء مع المواطنين تعاقدية
الأحد / 23 / ربيع الثاني / 1430 هـ الاحد 19 أبريل 2009 22:26
عائض الردادي
هذه المقولة وردت في لقاء صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية مع رؤساء تحرير الصحف الذين هنؤوه بتعيينه نائبا ثانيا يوم 15/4/1430هـ حيث قال سموه: «إنه يرى نفسه وبقية الوزراء وزراء للمواطنين، وأن العلاقة بيننا كوزراء ومسؤولين مع كل مواطن علاقة تعاقدية نخدمهم بها ونحمي مصالحهم».
هذه العلاقة التعاقدية تتفاوت من شخص لآخر لدى المسؤولين، فهناك من يرى نفسه خادما للمواطن، حاميا لمصالحه، ساهرا عليها، يقض مضجعه ألا يأخذ المواطن حقه من الخدمة المطلوبة من القطاع، ويعمل ويفكر من أجل الحصول على الخدمة بأيسر سبيل بل هو يرى نفسه مواطنا شرف بخدمة مواطن، فبابه مفتوح، وصندوق الاقتراحات مفتوح، ومدير مكتبه بشوش، وهناك مسؤول آخر وجد في الوظيفة سبيلا للوجاهة، وتكبير الرأس ممن حوله، وإيهامه أن له تميزا عن الآخرين بحصوله على المنصب، ولذا يختار مدير مكتب يحسن تصريف الناس، ولا يقوّم نجاح قطاعه أو إخفاقه في تسهيل الخدمة، قد يحسن الاعتذار إذا طال حصول المواطن على الخدمة ولا يبحث عن أسباب التأخر ويعالجها، هما نموذجان موجودان: واحد يخدم ويحمي المصالح ولا يرى لنفسه إلا شرف الخدمة لبلاده ومواطنها والآخر يراها وجاهة وبروزا قد يذكيها من حوله فيزين له أن علاقته مع موظفيه هي علاقة الولاء له والتفنن في مديحه والثناء عليه.
عندما بايع المسلمون أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال في خطبته «لقد وليت عليكم ولست بخيركم» مع أن خيريته شهد له بها سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، ولكنه نظر للمسؤولية إلى أنها تعاقدية حملته كثيرا من الأعباء الدينية والدنيوية المتعلقة بخدمتهم وحماية مصالحهم.
بعض المسؤولين إن اطلع على رأي حول خدمة قطاعه في حوار أو كتابة صحفية بادر إلى بحث الموضوع والمساءلة حوله فإن وجده حقا عمل على إصلاحه وإلا أعلن أن حدود طاقته الإدارية والمالية تقف عند حد ما قام بإنجازه، وبعض آخر يوجه سهامه لمن أدلى بالرأي وقد يصل إلى تزكية عمله، وتصميم حملة إعلامية تلمع القطاع، ولكنها لا تتناول أوجه الإنجاز أو التعثر والأسباب، وما سيكون من معالجة، فلا يخرج المتطلع للخدمة بشيء.
وزارة الداخلية على أهمية عملها ودقته كرست مفهوم المتحدث الرسمي في قطاعاتها، ولكن كثيرا من القطاعات التي تضيق بإبداء الملحوظات على أدائها ليس لديها ناطق رسمي يوضح ما ورد في الحوار أو الكتابة الصحفية، وقد تلجأ إلى «صرح مصدر مسؤول» ولا يزيد الإيضاح عن أن ذلك موجود في الخطط أو سيدرس، وهل يبل ذلك لسانا لعطشان؟ّ!
علاقة المسؤول أيا كان موقعه، وأيا كانت وظيفته علاقة تعاقدية، أساسها خدمة المواطن وحماية مصالحه، ووسائلها متعددة منبعها خطط التنمية واستراتيجياتها، سواء أكانت فكرية أم ثقافية أم خدمة عامة، وإذا وضع المسؤول أمامه «وليت عليكم ولست بخيركم» فإن إنتاجه سيخدم المواطن إن أحسن أسلوب الأداء، أما إن نظر إلى أن الوظيفة بروز وتلميح ووجاهة في الأداء وفي العلاقة مع الآخرين فهنا منبع الخلل في الخدمة التعاقدية.
الفاكس: 012311053
IBN-JAMMAL@HOTMAIL.COM
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي تبدأ بالرمز 123 مسافة ثم الرسالة
هذه العلاقة التعاقدية تتفاوت من شخص لآخر لدى المسؤولين، فهناك من يرى نفسه خادما للمواطن، حاميا لمصالحه، ساهرا عليها، يقض مضجعه ألا يأخذ المواطن حقه من الخدمة المطلوبة من القطاع، ويعمل ويفكر من أجل الحصول على الخدمة بأيسر سبيل بل هو يرى نفسه مواطنا شرف بخدمة مواطن، فبابه مفتوح، وصندوق الاقتراحات مفتوح، ومدير مكتبه بشوش، وهناك مسؤول آخر وجد في الوظيفة سبيلا للوجاهة، وتكبير الرأس ممن حوله، وإيهامه أن له تميزا عن الآخرين بحصوله على المنصب، ولذا يختار مدير مكتب يحسن تصريف الناس، ولا يقوّم نجاح قطاعه أو إخفاقه في تسهيل الخدمة، قد يحسن الاعتذار إذا طال حصول المواطن على الخدمة ولا يبحث عن أسباب التأخر ويعالجها، هما نموذجان موجودان: واحد يخدم ويحمي المصالح ولا يرى لنفسه إلا شرف الخدمة لبلاده ومواطنها والآخر يراها وجاهة وبروزا قد يذكيها من حوله فيزين له أن علاقته مع موظفيه هي علاقة الولاء له والتفنن في مديحه والثناء عليه.
عندما بايع المسلمون أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال في خطبته «لقد وليت عليكم ولست بخيركم» مع أن خيريته شهد له بها سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، ولكنه نظر للمسؤولية إلى أنها تعاقدية حملته كثيرا من الأعباء الدينية والدنيوية المتعلقة بخدمتهم وحماية مصالحهم.
بعض المسؤولين إن اطلع على رأي حول خدمة قطاعه في حوار أو كتابة صحفية بادر إلى بحث الموضوع والمساءلة حوله فإن وجده حقا عمل على إصلاحه وإلا أعلن أن حدود طاقته الإدارية والمالية تقف عند حد ما قام بإنجازه، وبعض آخر يوجه سهامه لمن أدلى بالرأي وقد يصل إلى تزكية عمله، وتصميم حملة إعلامية تلمع القطاع، ولكنها لا تتناول أوجه الإنجاز أو التعثر والأسباب، وما سيكون من معالجة، فلا يخرج المتطلع للخدمة بشيء.
وزارة الداخلية على أهمية عملها ودقته كرست مفهوم المتحدث الرسمي في قطاعاتها، ولكن كثيرا من القطاعات التي تضيق بإبداء الملحوظات على أدائها ليس لديها ناطق رسمي يوضح ما ورد في الحوار أو الكتابة الصحفية، وقد تلجأ إلى «صرح مصدر مسؤول» ولا يزيد الإيضاح عن أن ذلك موجود في الخطط أو سيدرس، وهل يبل ذلك لسانا لعطشان؟ّ!
علاقة المسؤول أيا كان موقعه، وأيا كانت وظيفته علاقة تعاقدية، أساسها خدمة المواطن وحماية مصالحه، ووسائلها متعددة منبعها خطط التنمية واستراتيجياتها، سواء أكانت فكرية أم ثقافية أم خدمة عامة، وإذا وضع المسؤول أمامه «وليت عليكم ولست بخيركم» فإن إنتاجه سيخدم المواطن إن أحسن أسلوب الأداء، أما إن نظر إلى أن الوظيفة بروز وتلميح ووجاهة في الأداء وفي العلاقة مع الآخرين فهنا منبع الخلل في الخدمة التعاقدية.
الفاكس: 012311053
IBN-JAMMAL@HOTMAIL.COM
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي تبدأ بالرمز 123 مسافة ثم الرسالة