ماذا لو كنا نرى الجراثيم ؟!
الاثنين / 09 / جمادى الأولى / 1430 هـ الاثنين 04 مايو 2009 20:31
فاطمة بنت محمد العبودي
عند بدء الخليقة كان لله سبحانه الخيار في أن يحدد مدى حواس الإنسان، بمعنى.. أبعد مدى لرؤيته وأصغر جزيء يمكن أن يراه وأعلى صوت يسمعه وأخفض صوت، وهكذا بالنسبة لبقية الحواس. وخلق سبحانه الأشياء والكائنات وحدد منها ما يكون في مدى رؤية الإنسان وسمعه وما لا يكون. فعالمنا أو كوكبنا على وجه الخصوص يعج بكائنات لا حصر لها كل منها أمم أمثالنا، كائنات على سطح الأرض وكائنات تحت سطح الأرض وفي أعماق البحار وكائنات مجهرية لا ترى بالعين المجردة. أما خارج كوكبنا فتتجلى عظمة الخالق سبحانه في سعة الكون والله وحده يعلم عن وجود كائنات في الكواكب الأخرى ومدى تقدمها.
ما أفكر فيه هو الحكمة الإلهية وراء عدم رؤية ما لا نراه !! أو عدم سمع ما لا نسمعه!!
تخيل لو أننا نرى الكائنات المجهرية كالبكتيريا أو الفيروسات، لعشنا في هلع ونحن نحاول تجنبها وكيف نتعامل مع المريض ونحن نرى جراثيمه!! لربما لن يجد المرضى من يرعاهم، خشية العدوى، ولربما لم نستطع الجلوس أو النوم لرؤيتنا المخلوقات المجهرية تشاركنا مجالسنا ومفارشنا. ولو كنا نملك رؤية خارقة للجدران، فلن نستطيع العيش بدون خصوصية.
كذلك الروائح تخيل لو كنا نرى جزيئات الروائح وهي تنبعث، الروائح العطرة والكريهة ما موقف الناس وهم يرون من تنبعث من فمه أو إبطه أو شعره روائح كريهة، من المؤكد أن هذا الأمر سينعكس على تعامل الناس مع بعضهم، في المنازل أو في أماكن عملهم.
وما موقفنا لو كنا نسمع دبيب الحشرات أو رفرفة أجنحتها لعشنا في رعب، ولو كنا نسمع أصوات الجيران وهم يتحدثون في منازلهم، وهمس الهامسين ومناجاة المحبين، لكثرت المشاكل وانتشرت الفضائح وزاد القيل والقال، ولما استطاع الناس العيش في منازلهم بهدوء.
وقد أدرك الإنسان حقيقة وجود ترددات للصوت لا يستطبع سماعها وأشعة ضوئية فوق مدى رؤيته، وهي الأمواج فوق الصوتية والأشعة فوق البنفسجية وتحت الحمراء فسخرها لخدمته في الطب والملاحة والصناعة وغيرها، وما تقنية النانو التي بهرت العالم إلا مثال على جزيئات للمادة متناهية الصغر ليست ضمن مدى رؤية البشر، لكن الإنسان استطاع بما حباه الله من عقل اكتشافها واستثمارها لعمارة الأرض.
إن قول الله سبحانه في سورة القمر آية 49 «إنا كل شيء خلقناه بقدر» يشمل جميع مخلوقاته، ويمثل الإعجاز في خلقه، وما تقدير حدود حواس الإنسان إلا مثال بسيط على ذلك، وقد سخر الله الأرض وما فيها لعيش الإنسان وأمره بعمارتها بعد أن سهل له سبل ذلك، ودعانا إلى التفكر في مخلوقاته لإدراك عظمته وإدراك ما أسبغ علينا من نعم لنزدد إيماناً.
وما ذكرته في مقالي غيض من فيض، فنستطيع طرح مئات الأسئلة على شاكلة «ماذا لو» عن الكون وجسم الإنسان، تبين لنا إجاباتها أن الكون بما فيه يسير بنظام بديع متقن لا مجال فيه للخلل.
fma34@yahoo.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي تبدأ بالرمز 135 مسافة ثم الرسالة
ما أفكر فيه هو الحكمة الإلهية وراء عدم رؤية ما لا نراه !! أو عدم سمع ما لا نسمعه!!
تخيل لو أننا نرى الكائنات المجهرية كالبكتيريا أو الفيروسات، لعشنا في هلع ونحن نحاول تجنبها وكيف نتعامل مع المريض ونحن نرى جراثيمه!! لربما لن يجد المرضى من يرعاهم، خشية العدوى، ولربما لم نستطع الجلوس أو النوم لرؤيتنا المخلوقات المجهرية تشاركنا مجالسنا ومفارشنا. ولو كنا نملك رؤية خارقة للجدران، فلن نستطيع العيش بدون خصوصية.
كذلك الروائح تخيل لو كنا نرى جزيئات الروائح وهي تنبعث، الروائح العطرة والكريهة ما موقف الناس وهم يرون من تنبعث من فمه أو إبطه أو شعره روائح كريهة، من المؤكد أن هذا الأمر سينعكس على تعامل الناس مع بعضهم، في المنازل أو في أماكن عملهم.
وما موقفنا لو كنا نسمع دبيب الحشرات أو رفرفة أجنحتها لعشنا في رعب، ولو كنا نسمع أصوات الجيران وهم يتحدثون في منازلهم، وهمس الهامسين ومناجاة المحبين، لكثرت المشاكل وانتشرت الفضائح وزاد القيل والقال، ولما استطاع الناس العيش في منازلهم بهدوء.
وقد أدرك الإنسان حقيقة وجود ترددات للصوت لا يستطبع سماعها وأشعة ضوئية فوق مدى رؤيته، وهي الأمواج فوق الصوتية والأشعة فوق البنفسجية وتحت الحمراء فسخرها لخدمته في الطب والملاحة والصناعة وغيرها، وما تقنية النانو التي بهرت العالم إلا مثال على جزيئات للمادة متناهية الصغر ليست ضمن مدى رؤية البشر، لكن الإنسان استطاع بما حباه الله من عقل اكتشافها واستثمارها لعمارة الأرض.
إن قول الله سبحانه في سورة القمر آية 49 «إنا كل شيء خلقناه بقدر» يشمل جميع مخلوقاته، ويمثل الإعجاز في خلقه، وما تقدير حدود حواس الإنسان إلا مثال بسيط على ذلك، وقد سخر الله الأرض وما فيها لعيش الإنسان وأمره بعمارتها بعد أن سهل له سبل ذلك، ودعانا إلى التفكر في مخلوقاته لإدراك عظمته وإدراك ما أسبغ علينا من نعم لنزدد إيماناً.
وما ذكرته في مقالي غيض من فيض، فنستطيع طرح مئات الأسئلة على شاكلة «ماذا لو» عن الكون وجسم الإنسان، تبين لنا إجاباتها أن الكون بما فيه يسير بنظام بديع متقن لا مجال فيه للخلل.
fma34@yahoo.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي تبدأ بالرمز 135 مسافة ثم الرسالة