البحث عن سرير (2)
السبت / 14 / جمادى الأولى / 1430 هـ السبت 09 مايو 2009 20:57
صالح الفهيد
هل مر أحدكم بتجربة البحث عن سرير في المستشفيات الكبرى في الرياض، لإنقاذ قريب له يصارع الموت في أحد مستشفيات مدن الأطراف؟
أنا لم أجربها ولله الحمد، لكني كنت قريبا من تجارب كثيرين من موقعي كصحفي يلجأ له بعض الذين تحكم عليهم الأقدار بخوض التجربة، عندما يجيئون طالبين نشر مناشدة عاجلة عبر الصحيفة للمسؤولين، وفجأة دون أن أدري أصبح ضمن خلية العمل التي غالبا ما يشكلها ذوو المريض للتعامل مع الحالة، وتبدأ المهمة عادة بعد أن تسوء حالة المريض في قسم العناية المركزة في المستشفى البائس، فيبدأ الزوار في لوم أقربائه: (لماذا لم تنقلوه للرياض ؟)، وبأسلوب توبيخي يضيفون: (الحقوا عليه قبل ما يموت عليكم، لا تتركونه في هذه المجزرة)، وأمام هذا الضغط، وفي مثل هذه الظروف التي تصطدم فيها العاطفة الجياشة تجاه المريض بحقائق الواقع المرير لمستشفيات مدن الأطراف، يركض هؤلاء في كل اتجاه، بدءا بطلب نقل المريض بواسطة طائرة الإخلاء الطبي التي دائما تكون جاهزة لمثل هذه المهمة، إلا أن الأمر الأهم هو وجود سرير، وبدون وجود موافقة من أحد المستشفيات لقبول المريض، وحجز سرير له فلا جدوى من وجود الطائرة، فإلى أين ينقل؟.
وكما قلت سابقا إن الحصول على سرير مهمة شاقة دونها «خرط القتاد»، ولا يقوى عليها كل من (هب ودب)؛ فهي تحتاج إلى واسطة من العيار الثقيل جدا، والوصول للواسطة أما مباشرة أو عن طريق واسطة توصل إلى واسطة أخرى، وأحيانا يحتاج بعضهم ثلاث واسطات للوصل إلى الواسطة الكبيرة، كل حسب إمكانياته. وفي حين ينجح بعضهم في إنقاذ أقربائهم من الموت في العثور على سرير في أحد المستشفيات ذات الإمكانيات المتقدمة، ونقلهم إليه ليحصلوا على الرعاية الطبية التي يحتاجونها، فإن آخرين ترتطم محاولاتهم بتعقيدات الواقع، وتنتهي جهودهم قبل أن تكتمل عندما يموت المريض قبل أن يحظى بفرصة أفضل للعلاج، وتصبح مهمة خلية العمل هي توفير (نعش) لنقل الميت إلى المقبرة، والحمد لله، لا توجد لدينا أزمة نعوش.
أنا لم أجربها ولله الحمد، لكني كنت قريبا من تجارب كثيرين من موقعي كصحفي يلجأ له بعض الذين تحكم عليهم الأقدار بخوض التجربة، عندما يجيئون طالبين نشر مناشدة عاجلة عبر الصحيفة للمسؤولين، وفجأة دون أن أدري أصبح ضمن خلية العمل التي غالبا ما يشكلها ذوو المريض للتعامل مع الحالة، وتبدأ المهمة عادة بعد أن تسوء حالة المريض في قسم العناية المركزة في المستشفى البائس، فيبدأ الزوار في لوم أقربائه: (لماذا لم تنقلوه للرياض ؟)، وبأسلوب توبيخي يضيفون: (الحقوا عليه قبل ما يموت عليكم، لا تتركونه في هذه المجزرة)، وأمام هذا الضغط، وفي مثل هذه الظروف التي تصطدم فيها العاطفة الجياشة تجاه المريض بحقائق الواقع المرير لمستشفيات مدن الأطراف، يركض هؤلاء في كل اتجاه، بدءا بطلب نقل المريض بواسطة طائرة الإخلاء الطبي التي دائما تكون جاهزة لمثل هذه المهمة، إلا أن الأمر الأهم هو وجود سرير، وبدون وجود موافقة من أحد المستشفيات لقبول المريض، وحجز سرير له فلا جدوى من وجود الطائرة، فإلى أين ينقل؟.
وكما قلت سابقا إن الحصول على سرير مهمة شاقة دونها «خرط القتاد»، ولا يقوى عليها كل من (هب ودب)؛ فهي تحتاج إلى واسطة من العيار الثقيل جدا، والوصول للواسطة أما مباشرة أو عن طريق واسطة توصل إلى واسطة أخرى، وأحيانا يحتاج بعضهم ثلاث واسطات للوصل إلى الواسطة الكبيرة، كل حسب إمكانياته. وفي حين ينجح بعضهم في إنقاذ أقربائهم من الموت في العثور على سرير في أحد المستشفيات ذات الإمكانيات المتقدمة، ونقلهم إليه ليحصلوا على الرعاية الطبية التي يحتاجونها، فإن آخرين ترتطم محاولاتهم بتعقيدات الواقع، وتنتهي جهودهم قبل أن تكتمل عندما يموت المريض قبل أن يحظى بفرصة أفضل للعلاج، وتصبح مهمة خلية العمل هي توفير (نعش) لنقل الميت إلى المقبرة، والحمد لله، لا توجد لدينا أزمة نعوش.