ألبوم وحدك .. حداثة في روح فلكلورية
محمد عبده ينصاع في جديده لأوامر المصمم
الأربعاء / 18 / جمادى الأولى / 1430 هـ الأربعاء 13 مايو 2009 21:24
علي فقندش ـــ جدة
جاء ألبوم الفنان محمد عبده الأخير «وحدك» جديدا في كل شيء، مع ارتباطه بالشعبي وجدانيا، وما يتناسب مع متلقي اليوم. وفي عبارة أخرى الألبوم وجبة موسيقية حديثة غير منزوعة الدسم، لأنها ليست نبتا شيطانيا، وإنما تمتد جذورها إلى التراث، وهو ما عكف عليه فريق العمل، الذي ضم كلا من: محمد عبده، محمد شفيق، الأمير بدر بن عبد المحسن والأمير سعود بن عبد الله، ثريا قابل فهي تجربة غير منفصلة عن إبداع الكلمة في الحجاز مع ثريا قابل والنديم.
والتجديد في الألبوم، تجسد في الظهور المختلف لمحمد عبده في صور الغلاف، حيث انصاع لأوامر المصمم، كما خضع أيضا لتوجيهات المصور، فلم يتعامل مع العدسة، من منطلق (خذ صورة وخلصني)، بل اقتنع بأهمية «الفينشينج» في تقديم جديده بشكل عصري.
ألوان بحرية
يعتبر ألبوم محمد عبده، الذي طرح قبل أيام، كتلة ثالثة من العمل المشترك مع محمد شفيق، بعد اغنية «الساعات الحلوة» في مسلسل «أغاني في بحر الأماني ــ 1969» من كلمات الراحل محمد طلعت، ثم تواترت الأعمال الغنائية الشهيرة من كلمات الخفاجي «أه واهين.. يقول المعتني» و«تسلم لي»، وأغنية «سلم عليا بعينك» من كلمات سعود سالم، و«بسافر» من كلمات سعود بن عبد الله، إلى أن جاء عهد العمل بالكتلة، أي الكاسيت والمجموعة الغنائية التي بدأت منذ مجموعة «هلا بالطيب الغالي» منذ ربع قرن مضى، ثم «علمتها» منذ سنوات، وأخيرا مجموعتنا الجديدة محل الحديث «وحدك»، التي جاءت في ثماني مقطوعات غنائية مرتبطة ارتباطا وثيقا بالتراث الغنائي، لكن بأفكار موسيقية جديدة، من ألحان الموسيقار محمد شفيق.
وتعد الأغنية الأولى «الله العالم» واحدة من خمس أغنيات كتبها الأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن، ومن مقام الحجاز نوى في قالب مستقى من التراث، واللحن في مجمله أقرب إلى الغناء اليمني من جو «الا يا منيتي.. يا سلا خاطري» ويقول المطلع:
وين يا خذنا الهوى.. الله العالم
يا ترى جرح أو دوا.. الله العالم
قللي يا فجر ضوي
وين ياخذنا الهوى.
أما العمل الثاني «القلوب أصحاب»، فجاء من أجواء ولون الغناء البحري، وبدئ بموال قريب في لونه من الحدري الطائفي، ولحن الأغنية من مقام البيات حسيني، الذي يحلق فيه محمد عبده كونه في دمه وإحساسه. وسبق لفنان العرب تسجيل نجاحات واضحة في هذه النوعية من الأعمال الغنائية، التي استطاع محمد شفيق أن يقدمها بلحن مميز ومرتبط بالتراث يلبي رغبة المتلقي، وربما يتذكر المستمع أن محمد عبده أبدع كثيرا في مثل هذه الألوان البحرية، منذ تقديمه في السبعينات الميلادية «انا والحبيب.. لمن.. هجرني» من شعبيات وأغنيات الشيخ عبد الرحيم المسلوب من مصر، وهو اللون المرتبط بينبع. وللمسلوب أغنيات شهيرة مثل: «في مجلس الانس الهني» يقول مطلعها :
«البارحة والقلوب أصحاب
كنت القمر وأنت تمدحني
واليوم مدري وش الأسباب
كنك عدو بيفضحني».
بحر العيون
وتتغير تشكيلات الإيقاع في الأغنية الثالثة «بحر العيون»، حيث جاء اللحن من مقام البيات على النوى، وتتواصل الروح الشعبية في العمل الثالث أيضا، وذلك في مجمل الأغنيات الثلاث الأولى، وجميعها مذهبية ومن أشعار الأمير بدر، ويقول مطلع الأغنية:
«تقول اللي طرف عينك أنا مدري هدب أو عود
أحس اني من اللي صابها ما شوف قدامي»،
والأغنية في لحنها كنزل أصالة في الروح، والتناول الشعبي القريب من القلب، وفي أغنية «البارحة»، من أشعار الأمير الدكتور سعود بن عبد الله، خرج محمد شفيق عن الشعبي بلون كلاسيكي رومانسي الطابع على مقام «عجم»، ويقول نص المطلع:
البارحة كانوا كثير.. كان الحكي شوق وغرام
أحد حكى عني بخير.. وأحد ظلمني بالكلام.
إيقاع الخبيتي
وفي الأغنية الخامسة «سلم»، عودة لشعر البدر ومقام «راست» رصد النوى وإيقاع الخبيتي، يعود الملحن للأجواء الشعبية؛ ليقدم لحنا قريبا من الوجدان، وهو الجو الموسيقي الذي قدمت منه العديد من الأغنيات الشعبية، ويقول المطلع:
يا حابس النور فـ كفوفك سلم عسى ينجلي همك
أنس الزعل خلنا نشوفك.. مد العتب نسبح في يمك.
أما الأغنية السادسة للأمير بدر أيضا «وحدك»، فهي من مقام حجاز ـ دوكاه، وجاء التوزيع الموسيقي فيها مبرزا للحن الذي يحير المتلقي بين تقليدي نمطي، وحديث في لوحته الجميلة جدا، ويقول المطلع:
لا هوى قبلك
لاسيما إلا عيونك ولا ترى في وعدك.. أنت كل الناس وحدك.
ومن الجميل اتجاه محمد شفيق ومحمد عبده، لتطعيم الألبوم بإبداعات ثريا قابل، حيث تجيء أغنية «وحشني زمانك»، لتذكرنا بإبداعات مضت للتعاون المشترك بين ثريا ومحمد عبده وفوزي محسون في «لا.. لا يا حبيبي.. لا.. لا وربي»، والأغنية من مقام الصبا المصور على درجة «المي» القريب من القلب، ويقول المطلع:
حطني جوه بعيونك..
شوف بيا الدنيا كيف
أحلى من شوقي وجنونك
ولما أجي لك يوم ضيف
والله واحشني زمانك
جلستك حضنك حنانك.
وآخر الأغنيات «شى أخبارك» من كلمات «النديم» من مقام نهاوند على درجة «اللا»، وجاء اللحن فيها مزخرفا في البدء كتمهيد، ثم يتواصل نسيجها الشعبي الذي لا يفصلها عن المجموعة في الألبوم، ويقول المطلع:
يسعدها المسا ويومك
وش أخبارك وش علومك
ثلاثة أيام ما شفناك
من حقي أنا ألومك.
والتجديد في الألبوم، تجسد في الظهور المختلف لمحمد عبده في صور الغلاف، حيث انصاع لأوامر المصمم، كما خضع أيضا لتوجيهات المصور، فلم يتعامل مع العدسة، من منطلق (خذ صورة وخلصني)، بل اقتنع بأهمية «الفينشينج» في تقديم جديده بشكل عصري.
ألوان بحرية
يعتبر ألبوم محمد عبده، الذي طرح قبل أيام، كتلة ثالثة من العمل المشترك مع محمد شفيق، بعد اغنية «الساعات الحلوة» في مسلسل «أغاني في بحر الأماني ــ 1969» من كلمات الراحل محمد طلعت، ثم تواترت الأعمال الغنائية الشهيرة من كلمات الخفاجي «أه واهين.. يقول المعتني» و«تسلم لي»، وأغنية «سلم عليا بعينك» من كلمات سعود سالم، و«بسافر» من كلمات سعود بن عبد الله، إلى أن جاء عهد العمل بالكتلة، أي الكاسيت والمجموعة الغنائية التي بدأت منذ مجموعة «هلا بالطيب الغالي» منذ ربع قرن مضى، ثم «علمتها» منذ سنوات، وأخيرا مجموعتنا الجديدة محل الحديث «وحدك»، التي جاءت في ثماني مقطوعات غنائية مرتبطة ارتباطا وثيقا بالتراث الغنائي، لكن بأفكار موسيقية جديدة، من ألحان الموسيقار محمد شفيق.
وتعد الأغنية الأولى «الله العالم» واحدة من خمس أغنيات كتبها الأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن، ومن مقام الحجاز نوى في قالب مستقى من التراث، واللحن في مجمله أقرب إلى الغناء اليمني من جو «الا يا منيتي.. يا سلا خاطري» ويقول المطلع:
وين يا خذنا الهوى.. الله العالم
يا ترى جرح أو دوا.. الله العالم
قللي يا فجر ضوي
وين ياخذنا الهوى.
أما العمل الثاني «القلوب أصحاب»، فجاء من أجواء ولون الغناء البحري، وبدئ بموال قريب في لونه من الحدري الطائفي، ولحن الأغنية من مقام البيات حسيني، الذي يحلق فيه محمد عبده كونه في دمه وإحساسه. وسبق لفنان العرب تسجيل نجاحات واضحة في هذه النوعية من الأعمال الغنائية، التي استطاع محمد شفيق أن يقدمها بلحن مميز ومرتبط بالتراث يلبي رغبة المتلقي، وربما يتذكر المستمع أن محمد عبده أبدع كثيرا في مثل هذه الألوان البحرية، منذ تقديمه في السبعينات الميلادية «انا والحبيب.. لمن.. هجرني» من شعبيات وأغنيات الشيخ عبد الرحيم المسلوب من مصر، وهو اللون المرتبط بينبع. وللمسلوب أغنيات شهيرة مثل: «في مجلس الانس الهني» يقول مطلعها :
«البارحة والقلوب أصحاب
كنت القمر وأنت تمدحني
واليوم مدري وش الأسباب
كنك عدو بيفضحني».
بحر العيون
وتتغير تشكيلات الإيقاع في الأغنية الثالثة «بحر العيون»، حيث جاء اللحن من مقام البيات على النوى، وتتواصل الروح الشعبية في العمل الثالث أيضا، وذلك في مجمل الأغنيات الثلاث الأولى، وجميعها مذهبية ومن أشعار الأمير بدر، ويقول مطلع الأغنية:
«تقول اللي طرف عينك أنا مدري هدب أو عود
أحس اني من اللي صابها ما شوف قدامي»،
والأغنية في لحنها كنزل أصالة في الروح، والتناول الشعبي القريب من القلب، وفي أغنية «البارحة»، من أشعار الأمير الدكتور سعود بن عبد الله، خرج محمد شفيق عن الشعبي بلون كلاسيكي رومانسي الطابع على مقام «عجم»، ويقول نص المطلع:
البارحة كانوا كثير.. كان الحكي شوق وغرام
أحد حكى عني بخير.. وأحد ظلمني بالكلام.
إيقاع الخبيتي
وفي الأغنية الخامسة «سلم»، عودة لشعر البدر ومقام «راست» رصد النوى وإيقاع الخبيتي، يعود الملحن للأجواء الشعبية؛ ليقدم لحنا قريبا من الوجدان، وهو الجو الموسيقي الذي قدمت منه العديد من الأغنيات الشعبية، ويقول المطلع:
يا حابس النور فـ كفوفك سلم عسى ينجلي همك
أنس الزعل خلنا نشوفك.. مد العتب نسبح في يمك.
أما الأغنية السادسة للأمير بدر أيضا «وحدك»، فهي من مقام حجاز ـ دوكاه، وجاء التوزيع الموسيقي فيها مبرزا للحن الذي يحير المتلقي بين تقليدي نمطي، وحديث في لوحته الجميلة جدا، ويقول المطلع:
لا هوى قبلك
لاسيما إلا عيونك ولا ترى في وعدك.. أنت كل الناس وحدك.
ومن الجميل اتجاه محمد شفيق ومحمد عبده، لتطعيم الألبوم بإبداعات ثريا قابل، حيث تجيء أغنية «وحشني زمانك»، لتذكرنا بإبداعات مضت للتعاون المشترك بين ثريا ومحمد عبده وفوزي محسون في «لا.. لا يا حبيبي.. لا.. لا وربي»، والأغنية من مقام الصبا المصور على درجة «المي» القريب من القلب، ويقول المطلع:
حطني جوه بعيونك..
شوف بيا الدنيا كيف
أحلى من شوقي وجنونك
ولما أجي لك يوم ضيف
والله واحشني زمانك
جلستك حضنك حنانك.
وآخر الأغنيات «شى أخبارك» من كلمات «النديم» من مقام نهاوند على درجة «اللا»، وجاء اللحن فيها مزخرفا في البدء كتمهيد، ثم يتواصل نسيجها الشعبي الذي لا يفصلها عن المجموعة في الألبوم، ويقول المطلع:
يسعدها المسا ويومك
وش أخبارك وش علومك
ثلاثة أيام ما شفناك
من حقي أنا ألومك.