من التحفز إلى التحفيز

عابد هاشم

* ظهيرة الأحد الماضي لم يكن الطقس في قاعة القصر بفندق هيلتون جدة التي تشرفت بلقاء صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة بطلاب وطالبات ومنسوبي ومنسوبات تعليم جدة. أقول لم يكن طقس تلك الظهيرة في ذلك الزمان والمكان كما هو عليه الحال من درجة الحرارة. فقد استحال بفعل حب إنسانك يا سمو الأمير والإبداع إلى سحابة وغيم وهتان، وكأنما تلك الحشود المؤلفة من الحضور قد كسيت بجو بهي وبديع، ولم لا؟ وقد استمدت من بعض بعض سموكم، وانتشت احتفاء وولهاً وشوقاً لإطلالتكم. فرددت في أعماقي: حقاً لقد من الله على جدة بما حاكى مناجاتكم ذات يوم لـ"سحايب أبها":
يا سحايب سراة أبها تعدي شمال واستعيري دموعي سيلي كل وادي
غطي أرض الحبيب بالندى والجمال مثل ما هو مندي بالمحبة فؤادي
* فأنعم العلي العظيم ثم القيادة الرشيدة بهذا الفضل والمنة، فجئتم كسحاب رحمة لتغطي هذه البقعة الطاهرة ومحافظاتها ومن بينها جدة بالندى والخير، تماماً كما هو فؤادك لكن ليس مندياً فحسب بل مترعاً بالمحبة والعطاء والتضحية والتطلع والإنجازات.
* حين شرعت في كتابة هذه الكلمة المتواضعة حرت عن أي شيء أكتب من عظيم المناسبة المستمد من تشريفكم الكريم للتعليم بشكل عام وتعليم جدة على وجه الخصوص، وحرصكم على منح ذلك الوقت والاهتمام والاستماع بحس المسؤول والأب والإنسان لما لدى الطالبات والطلاب والمنسوبين من آراء وأسئلة وطروحات كانت متعطشة فأغدقتها بسلسبيل شفافيتكم وفيض تجاوبكم وفصيح لسانكم وصدق ووضوح إجاباتكم.
* لم يكن الوقت قصيراً لكن عظمة محبتكم التي غرسها الله لسموكم في حنايا القلوب هي من سرقت الوقت حتى أن نسبة من المنسوبين الذين تشرفوا بالحضور وأنا من بينهم ظنوا الساعات ثوان في غمرة استمتاعهم واستفادتهم من عظيم طرحك الذي يضاهي أعظم الدروس من أعظم الرموز في هذه المنطقة، وحقاً "قد سابقوا الساعة فسبقتهم" فنسوا حتى اللحاق بنيل شرف طرح ما لديهم من أسئلة ذُهلت معهم جراء تحليقكم بكل ما ومن في المناسبة على أجنحة الفكر الخلاق والتطلع المنشود.
* ولأن العظماء والمبدعين مثلكم من الاستحالة أن يمنحوا علامات الرضا والاستحسان إلا لما يرتقي لدرجاته ومعاييره، ولأن تعليم جدة قد حظي في هذه المناسبة بنيل شرف التقدير من سموكم ووفق بفضل الله ثم بجهود مسؤوليه ومنسوبيه بالظفر بذلك العرفان العظيم الذي جسدتم من خلاله حقيقة ومدلول: "من لا يشكر الناس لا يشكر الله"، وبنبل العظماء وسموهم وتساميهم جيرتم ذلك التحفز الذي جئتم تحملوه إلى تحفيز، وبكل شفافية وتواضع عبر سموكم عن هذه الحقيقة فالله ثم الله ثم الله ما أعظمكم.
* وكواحد من بين من فرحوا وابتهجوا بهذا التشريف والتقدير الذي حظي به تعليم محافظتنا جدة، ولأنني أتشرف بقيادة مدرسة الملك فهد المتوسطة الرائدة، ولأن المدارس الرائدة من بين البرامج التي نهضت بها الوزارة إلا أن تسريع مقومات برامجها وتحقيق أهدافها يتطلب بعد توفيق الله ثم جهود الوزارة والتعليم إلى دعم ورعاية وتبني من سموكم الكريم فإني أناشد سموكم فوق أفضالكم بتحقيق هذه الالتفاتة السامية والله من وراء القصد.
تأمل: من حبه الله سخر لحبه الناس والله يخص بنعمته من شكرها.



للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 الاتصالات أو الرقم 636250 موبايلي تبدأ بالرمز 124 مسافة ثم الرسالة