إحياء ميناء القنفذة لمعالجة تكدس البضائع في جدة

تفاعلا مع حسين ابو راشد ... أول ميناء تأسس 1341هـ وتوقف في نهاية الثمانينيات

اطلعت على ما نشر في يوم الأحد الموافق 8/5/1430هـ، في صحيفة عكاظ الاقتصادية في عددها (15590)، للكاتب حسين أبو راشد تحت عنوان: "أين الحقيقة وراء تكدس الموانئ"، وسرني في هذا الطرح الصراحة المبدعة حيث حرص الكاتب على إبراز الحقائق من خلال هذا الطرح الذي وضح وبين فيه المواطنة الصالحة والغيرة على مصلحة الوطن والمواطن بوضوح تام، فتكدس البضائع في ميناء جدة وإلحاق الضرر ببعض المواد غير القابلة للتخزين يسبب ضررا كبيرا يلحق بالمستورد، وكذلك رسو البواخر لمدة طويلة واتجاه البعض منها لتفريغ حمولتها في ميناء علي ودبي، هذا شيء لا يليق بسمعتنا الدولية ونحن محط أنظار العالم.
إن عبور الناقلات مرة أخرى لتفريغ أحمالها في الموانئ المجاورة شيء غير مقبول وغير معقول لماذا تجاهلت المؤسسة العامة ومصلحة الجمارك دور ميناء القنفذة الذي قام بتأسيسه وتنشئته الملك المؤسس عبد العزيز يرحمه الله، الذي عرف أهمية هذا الميناء، وهو أول ميناء تأسس في عام 1341هـ، وأعطى وازدهرت تجارته حتى عمت جميع مدن ومحافظات وقرى المملكة، ألم تكن سجلات هذا الميناء موجودة لدى المسؤولين في الجمارك والمؤسسة العامة للموانئ؟ وهل تناسوا دوره في خدمة المجتمع ولمدة تقارب الخمسين عاما؟.
كان الملك عبد العزيز طيب الله ثراه قد وضعه في المكان المناسب ما بين ميناءي جدة وجازان ليستقبل الحجيج والبضائع، فهو يخدم كل القرى التهامية أيضا وعسير وقراها والباحة وقراها حتى وصلت خدمات هذا الميناء إلى مكة المكرمة وإلى بيشة.
إن إحياء الميناء وإعادة تأسيسه هو تخليد ذكرى من قام بتأسيسه أولا وينبغي أن يطلق عليه اسم ميناء الملك عبد العزيز لأن أهالي المحافظة إلى يومنا هذا وهم يطلقون اسم الملك عبد العزيز رحمه الله على هذا المكان.
إن تأسيس ميناء القنفذة في عام 1341هـ واستمراره إلى نهاية الثمانينيات تعطيه الحق والأولوية في الإعادة وممارسة دوره الحيوي ليكون رافدا معينا إلى جانب ميناء جدة، وحتى تنفك عملية التكدس التي أشار إليها الأخ حسين وكل من وزير النقل ومدير الجمارك، ومنه أيضا تنشيط الحركة التجارية ما بين جدة والقنفذة.
ولله در خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يحفظه الله حينما أعلنها مدوية لجميع العاملين في الدولة من المسؤولين والمناط بهم مسؤوليات النهوض بالدولة في تفعيل دور التنمية ليظهر أثر ذلك على الوطن والمواطن، وأنه من أوجب الواجبات على المسؤولين في المؤسسة العامة ومصلحة الجمارك الالتفات إلى ميناء القنفذة وعدم تجاهله.
ولقد تحدث الأخ حسين عن انتقاد كل من المؤسسة العامة ومصلحة الجمارك عملية التكديس والبحث عن الحقيقة، فإذا كان هناك من حل بديل فلا بد من إعادة دور ميناء القنفذة والنظر للمصلحة العامة.
عبد الله محمد عبد الواحد
مدير ثانوية القنفذة (متقاعد)