الحب والصداقة في الحياة الزوجية

صالح عبدالعزيز الكريِّم

كنت أتساءل: لماذا عندما يتحدث الرجل مع امرأة غير زوجته يكون غاية اللطافة والأدب والتجاذب؟ ولماذا عندما تتاح الفرصة لامرأة الحديث مع رجل غير زوجها تتأدب وتتلاطف وتتجاذب؟ طبعا ليس شرطا أن نوعا كهذا من الحديث سببه أن أحدهما يحب الآخر، كلا، بل هو الشعور بروح الصداقة وهو ما يحتاجه الزوجان للرقي في علاقتهما مع بعضهما. إن غياب التعامل بروح الصداقة عن الحياة الزوجية يمثل غياب الكالسيوم عن الجسم مما يؤدي للإصابة بهشاشة العظام.
إن هشاشة الحياة الزوجية أحد أسبابها الرئيسية هو البعد عن تناول وممارسة التعامل بالصداقة، هذا بالإضافة إلى أن المحبة القلبية تبقى كامنة بالقلب ما تفعل باللقاءات الرومانسية، وقد يسأل البعض ما المقصود بالتعامل بالصداقة وكيف يفعل الحب باللقاءات الرومانسية؟ إن من أبجديات الصداقة والتعامل بها الاحترام والتوقير والأدب ولين القول والجانب والتشاور والمفاهمة والتحمل وقد يعبر عن ذلك كله بحسن العشرة «كسر العين» وكما أن هناك أصدقاء مخلصين وراقين في تعاملهم، فكذلك هناك أصدقاء سيئون وغير وفيين، وعلى ضوئه فهناك أزواج ذوو صداقة عالية، ومخلصون لزوجاتهم، راقون في التعامل معهن والعكس بالعكس، كما أن هناك سيئين وغير وفيين من الطرفين.
أما كيفية تفعيل الحب باللقاءات الرومانسية، فيجب أولا تدريب النفس على فن النظرة والابتسامة واللمسات وإشاعة الحب العاطفي في البيت بين الأب والأم واعتباره ثقافة تستحق النشر، ومن ثم تهميش وتقبيح بعض العادات، كالأخذ بيد الأم وإشعارها بحقها في الحب والكلام المعسول وكذلك إبرام مواعيد أمام أبنائها وبناتها بأن من حقهما كزوجين بأن يستمتعا معا بسفرات خاصة بهما ولقاءات تخصهما وتزيد من ارتباطهما وحياتهما الزوجية.
إن الحب والصداقة في الحياة الزوجية يضطردان وتزيدان بحسن مكافأة كل زوج لأقارب وأهل الزوج والزوجة خاصة الوالدين..
ومنحهما حقهما من الاحترام والزيارة والسؤال عنهما والاهتمام بهما، إن تأثير ذلك كله تيار غير مرئي يسري في القلب فيشعلها ويشغلها بحب الآخر فهل نستطيع إيصال الحرارة والكهرباء للقلوب عبر القلوب؟.
skarim@kau.edu.sa



للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 120 مسافة ثم الرسالة