هل ينتهز العرب الفرصة التاريخية

لا يمكن لمنصف أن ينكر أو يتنكر للمضامين المنصفة التي وردت في خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما في جامعة القاهرة سواء كانت تلك المضامين تتعلق بعلاقة أمريكا بالعرب أو بالمسلمين أو بقضية الشرق الأوسط والصراع التاريخي بين الفلسطينيين والإسرائيليين وعلى الرغم من الصدى الإيجابي الذي لقيه خطاب أوباما على المستويين العربي والعالمي إلا أن ذلك لم يمنع بعض الأصوات أن تبدي تشككها في مضامين ذلك الخطاب رغم وضوحها وحين لم تجد ما تستدل به على ذلك التشكك راحت تتحدث عن المسافة بين النظرية والتطبيق وبين اللغة والممارسة حديثا لا يبرره إلا النظرة التشاؤمية وهي نظرة كرست لها السياسة الأمريكية في حقبة ماضية وكان الأولى الخلاص منها مادمنا نشهد تغييرا شاملا في السياسة الأمريكية يبدأ من نجاح أوباما في الوصول إلى الرئاسة الأمريكية وينتهي بخطاب أوباما نفسه والذي أكد هو أنه خطوة نحو بداية جديدة في العلاقات التي تربط بلاده بالعالمين الإسلامي والعربي.
لقد أكد أوباما على احترامه للإسلام وتثمينه للحضارة الإسلامية ودورها في تأسيس الحضارة العالمية الراهنة على نحو لم يسبق لزعيم غربي أن أكده كما أن حديث أوباما عن معاناة الشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته يكشف عن جدية الموقف الأمريكي من القضية الفلسطينية وهي جدية من المتوقع أن تلعب دورا واضحا في تحريك محادثات السلام في المنطقة بغية الوصول إلى حل عادل وشامل للصراع فيها.
إن خطاب أوباما يؤكد أننا أمام حقبة استثنائية في التاريخ الحديث وأننا أمام رئيس استثنائي في التاريخ الأمريكي وهو الأمر الذي من المفترض أن ينتهزه الفلسطينيون والعرب والمسلمون فيمنحوا أوباما ثقتهم دعما له في سياسة نعلم جميعا أنها ستواجه تعنتا إسرائيليا إن لم تجد معارضة من داخل أمريكا نفسها ومن قبل فلول اليمين المتطرف الذي لا يزال يجد من يمثله في الكونجرس.
لقد خذل رؤساء أمريكيون سابقون العرب كثيرا في مراحل سابقة وعلى العرب الآن أن لا يخذلوا رئيسا أمريكيا مد يديه لهم وخاطبهم مستفتحا حديثه بالسلام عليهم.

للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 212 مسافة ثم الرسالة