كيف يتفاوض اليهود؟

نجم الدين أحمد ظافر

أختار الرئيس الأمريكي باراك حسين اوباما المملكة كأول دولة عربية في زيارته للشرق الأوسط, سافر بعدها لمصر في محاولة منه لترسيخ خطوات السلام المعقد (جاءت الزيارة متزامنة مع المناورة العسكرية لإسرائيل وقبيل بدء الانتخابات اللبنانية, سبقتها زيارة بعض أعضاء الكونجرس الأمريكي لدمشق, بعد أن بلغت حالة العداء للولايات المتحدة مداها) حاملا معه قرار مولد الدولة الفلسطينية سبقه إلى ذلك الرئيس بوش!, وقرار وقف الاستيطان لكنه لم يتطرق للمستوطنات التي مزقت الضفة!, وأثبتت المقاومة في غزة وجنوب لبنان إمكانية تعديل المعادلة السياسية. فعلم أن هناك أوراقا أخرى بيد العرب غير المبادرة العربية التي منحت السلام الشامل مقابل إعادة كامل الاراض المحتلة عام 1967م, لكن كل الدلائل تصب في عكس هذا المنطق, فإسرائيل وحتى اليوم لم تقبل بالمبادرة, بل تسعي جاهدة لحذف مشاهد المبادرة والمقاومة من الواقع السياسي والعسكري بالمنطقة، فأجرت أضخم مناورة عسكرية في تاريخها لتذكر بأنها الأقوى لتزرع الخوف وترسخه داخلها وخارجها! رغم أن الصراع العربي الإسرائيلي لم يصبح صراع وجود بقدر ما هو صراع حدود، وهذا بحد ذاته مكسب كبير لدولة إسرائيل لكنها لا تراه كذلك بل ترى ضرورة إضعاف المقاومة وإلغائها من المعادلة من خلال ضرورة الاستمرار في سياسة الضغوطات التي اتبعها الرئيس بوش علي سوريا لكي تدفعها لرفع يدها عن حزب الله وحماس، فهددت بعدم حضور أي مؤتمر فيه ممثلون لهما, وهذا عكس قيم الديموقراطية.
ولأنها ترغب في الهدايا بالمجان تري صعوبة وقف الاستيطان وعودة اللاجئين، فالأردن يجب أن يكون البديل!.
أما الجولان ولكون دمشق تشترط إعادتها كاملة حتى شواطئ طبريا,فلا مانع لدي إسرائيل فقد سبق والمح بيريز وباراك واولمرت ونيتنياهو ومن قبلهم وديعة رابين بإمكانية ذلك لكن يحتاج الأمر لهدية كزيارة تاريخية للقدس من الرئيس بشار شبيهه بزيارة الرئيس السادات دون تحملها لعبء التفاوض في ظل حكومة اليمين المتطرف لترضى واشنطن عن دمشق فتسقطها من دول محور الشر بعد أن سقطت ورقة لبنان وأصبح لسوريا سفارة فيه وباشر سفير لبنان عمله في دمشق. هكذا يفكر اليهود, يريدون التنازلات منا. فكيف ستتحقق رؤية الرئيس اوباما للسلام!؟

najmzafer@hotmail.com

للتواصل ارسل sms الى الرقم 88548 الاتصالات أو الرقم 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمـــز 102 مســافـــة ثــم الرســــالــــة