إيران فوق بركان.. والإعلام آخر من يعلم

شيراز ..أصفهان بعد طهران والبقية تتململ

إيران فوق بركان.. والإعلام آخر من يعلم

ستار كريمي ـ طهران

تفاقم الوضع في إيران أمس ليأخذ طابع انتفاضة شعبية عارمة تأييدا لمرشح انتخابات الرئاسة الإيرانية الإصلاحي مير حسين موسوي على غرار ثورة 1979. وبدأت مسيرة الاحتجاجات أمس في طهران في أعقاب تقارير أذاعها التلفزيون الإيراني الناطق باللغة الانجليزية عن مقتل سبعة أشخاص وسقوط كثير من الجرحى في نهاية مسيرة الاثنين التي شارك فيها مئات الآلاف عندما حاولت مجموعات مهاجمة موقعا للجيش في وسط طهران.
وقال مصور إيراني من موقع الأحداث: إن أفراد ميليشيا إسلاميين فتحوا النار عندما هاجم أشخاص في الحشد مركزا لميليشيا الباسيج.
وسمعت أصوات المزيد من طلقات النيران وهرعت سيارات الإسعاف في شوارع طهران في الساعات الأولى من صباح أمس الثلاثاء.
من جانبه، ألقى علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإيراني على وزير الداخلية مسؤولية الهجمات على المدنيين والطلاب الجامعيين في طهران، حسب ما أوردت وكالة الأنباء المحلية «ايلنا» أمس.
وقال لاريجاني أمام البرلمان: «ماذا يعني مهاجمة طلاب الجامعات في منتصف الليل في مهاجعهم وفي المجمعات السكنية المدنية».
وأضاف «أن وزير الداخلية مسؤول عن هذا ويجب عليه أن يرد» على ذلك.
ولليوم الرابع من المظاهرات منذ انتخابات الجمعة قال شهود عيان: إن المحتجين توجهوا نحو مبنى التلفزيون الحكومي رغم دعوة موسوي لهم بإلغاء المسيرة المزمعة. وسار المتظاهرون في صمت معظم الوقت دون ترديد الهتافات المعتادة.
وفي أول تنازل من السلطات على ما يبدو لحركة الاحتجاج أبدت أعلى هيئة تشريعية إيرانية استعدادها لإعادة فرز الأصوات لكنها استبعدت إلغاء نتائج الانتخابات.
كما التقى مرشد الجمهورية على خامنئي ممثلين لمرشحي الانتخابات الرئاسية الأربعة ودعاهم إلى الوحدة.
وفي محاولة على ما يبدو لمنع إعطاء المعارضة فرصة للإبقاء على قوة الدفع التي اكتسبتها احتجاجات الشوارع الحاشدة تجمع عشرات الآلاف من أنصار أحمدي نجاد في وسط طهران وهو الموقع الذي كان مؤيدو موسوي يعتزمون التجمع فيه مرة أخرى.
وقال أنصار موسوي في مسيرتهم أمس: إنهم يعتزمون التجمع أمام مبنى هيئة التلفزيون الإيراني في جنوب طهران. وذكر شهود عيان أن بعض مؤيدي موسوي تجمعوا بالفعل قرب المبنى الذي أحاطت به قوات الأمن.
وحمل أنصار موسوي الذين كانوا يضعون على معاصمهم عصابات خضراء بلون حملته الانتخابية صوره وأشاروا بعلامات النصر. وسار المتظاهرون في صمت أغلب الوقت خلافا لمسيرة الاثنين التي رددوا فيها شعارات مناهضة لأحمدي نجاد.
وسار المتظاهرون في صمت أغلب الوقت خلافا لمسيرة أمس الاثنين التي رددوا فيها شعارات مناهضة لأحمدي نجاد.
وقال التلفزيون الحكومي الإيراني: إن العناصر الرئيسية في الاضطرابات التي أعقبت الانتخابات قد اعتقلوا وعثر بحوزتهم على متفجرات وبنادق.
وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي دعا للتعامل مع إيران وطلب من قيادتها إرخاء قبضتها أمس تعقيبا على أعمال العنف: إنه يؤمن بأنه يتعين سماع صوت الشعب وألا يقمع في إيران. لكنه أضاف أنه لا يريد أن يعتبر متدخلا في الشؤون الداخلية الإيرانية.
وكانت السلطات الإيرانية حظرت تجمع المعارضة وعرض التلفزيون الحكومي لقطات حية للآلاف من مؤيدي أحمدي نجاد بعضهم لوح بالأعلام الإيرانية وتجمعوا في ميدان ولي العصر حيث كان من المقرر أن ينظم مؤيدو موسوي مسيرتهم.
وفي المسيرة اجتذب رئيس البرلمان السابق غلام علي حداد عادل الهتافات بقوله: إن طهران التي فاز فيها موسوي بمعظم الأصوات لا تمثل إيران ككل.
ولم تظهر إلى العلن من قبل حالة من الخلاف بهذه الصورة داخل النظام الحاكم في إيران. فمعسكر موسوي تدعمه شخصيات المؤسسة التقليدية مثل الرئيسين السابقين أكبر هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي وهي شخصيات قلقة من السياسة الخارجية التي يتبعها أحمدي نجاد وكذا السياسات الاقتصادية.
ويفضل الزعيم الأعلى في إيران اية الله علي خامنئي الذي يفترض أن يترفع عن هذه المشاحنات السياسية الرئيس أحمدي نجاد الذي يحظى أيضا بدعم الحرس الثوري وميليشيا الباسيج.
وقال وزير المخابرات غلام حسين محسني اجئي: إن الوزارة تلاحق فئتين من الناس الساعين لخلق حالة من عدم الاستقرار في البلاد إحداهما مدعومة من الخارج.
وأضاف للراديو الحكومي أرادت فئة تحقيق هدفها من خلال التفجيرات والإرهاب. وفيما يتصل بهذا جرى اعتقال 50 شخصا وجرى اكتشاف أكثر من 20 عبوة ناسفة. كانوا مدعومين من خارج البلاد.
وتابع أن الفئة الثانية كانت تتألف من جماعات معادية للثورة اندست إلى المقر الانتخابي للمرشحين واعتقل نحو 26 من هذه العناصر. وغالبا ما تتهم إيران الخصوم الغربيين بإثارة عدم الاستقرار داخلها.
وفيما يبين حساسية إيران تجاه الرأي العام العالمي حظرت السلطات أمس على الصحفيين الأجانب مغادرة مكاتبهم لتغطية احتجاجات الشوارع.
وقال متحدث باسم المجلس الذي يضم مجموعة من رجال الدين والخبراء في القانون الإسلامي: إنه مستعد لإعادة فرز صناديق الاقتراع المتنازع عليها من جانب بعض المرشحين في وجود ممثليهم.
وأضاف المتحدث عباس علي كادخودي: من الممكن أن يكون هناك بعض التغييرات في المحصلة بعد إعادة الفرز. وقال للتلفزيون الحكومي استنادا إلى القانون فإنه لا يمكن النظر إلى طلب هؤلاء المرشحين بإلغاء التصويت.
وقادت فرنسا وألمانيا وبريطانيا الحملة الأوروبية من أجل اقناع إيران بإزالة اللبس عن نتائج الانتخابات الإيرانية ولكن طهران استدعت أمس دبلوماسيا تشيكيا رفيعا يمثل الاتحاد الأوروبي لتقديم احتجاج على تصريحات الاتحاد الأوروبي التي تعد تدخلا وتمثل إهانة بشأن الانتخابات الإيرانية.
وعلى الرغم من حالة الفوضى في إيران سافر أحمدي نجاد إلى روسيا لحضور قمة منظمة شنغهاي للتعاون. وهنأت المجموعة التي تضم روسيا والصين أحمدي نجاد على فوزه.