انتهت انتخابات مجلس الامة الكويتي الى خسارة جسيمة للحكومة وتكتل النواب المستقلين المدعومين منها كما ان الاسلاميين عززوا من مكاسبهم من بين ملتزمين ومتعاطفين معهم في تفوق عددي قد يصل الى اكثر من 20 نائبا.كانت مشاركة المرأة الكثيفة من ابرز مميزات الانتخابات ولوحظ حماس نسائي واقبال من قبل الناخبات في مختلف الدوائر على صناديق الاقتراع لكن ايا من المرشحات لم تحقق مركزا متقدما يذكر.
سجلت الانتخابات عودة قوية لصقور المعارضة في التكتل الشعبي حيث ضاعف اعضاؤه الاصوات التي حصلوا عليها مقارنة بالانتخابات الماضية، وحققوا جميعا المراكز الاولى في دوائرهم اضافة الى نجاح نائبين سينضمان اليه هما عدنان عبدالصمد واحمد لاري.
غير ان ذلك لم يحل دون وقوع مفاجآت كبيرة ـ ومدوية احيانا ـ في هذه الانتخابات ابرزها في نسبة التغيير الكبيرة التي شهدتها في وجوه نواب المجلس الجديد وبلغت 38 في المائة وكذلك الاطاحة بنواب سابقين بارزين في مقدمتهم سيد حسين القلاف والوزير السابق الدكتور يوسف الزلزلة وعبدالوهاب الهارون والدكتور فهد الخنة (زعيم السلفيين) وصلاح خورشيد ود. عواد برد وعصام الدبوس وعلي الخلف وسالم الحماد ومخلد العازمي.
وشهدت الانتخابات ايضا حضورا قويا لممثلي الحركة الدستورية التي اصبح لها في المجلس الجديد سبعة نواب فبالاضافة الى النائبين العائدين د. ناصر الصانع ود. محمد البصيري نجح من مرشحي الحركة الجدد كل من دعيج الشمري ود. جمعان الحربش وخضير العنزي والدكتور سعد الشريع العازمي وجمال الكندري.
السلف تبادلوا المواقع مع الاخوان فبعدما كان الخيرون اقلية بنائبين فقط في المجلس الماضي انعكس الوضع وبات السلفيون هم الاقلية بنائبين فحسب هما النائب السابق احمد باقر والوجه الجديد علي العمير والدكتور وليد الطبطباني.
كتلة المستقلين هي الخاسر الاكبر في انتخابات الامس فاضافة الى خسارتها ثلاثة نواب سابقين في الفرعيات خسرت سبعة نواب في الانتخابات فيما حققت كتلة العمل الشعبي انتصارا ساحقا بعودة جميع نوابها كما عوضت غياب عضوها السابق وليد الجري الذي اعتزل الحياة البرلمانية بنجاح النائب السابق عدنان عبدالصمد الذي سينضم اليها، واحمد لاري
اما الليبراليون فقد نجح منهم محمد الصقر وفيصل الشايع وعلي الراشد ومشاري العنجري وعبدالله الرومي، فيما خسروا عبدالوهاب الهارون.
خسارة كتلة المستقلين الموالين بطبيعتهم للحكومة يجعل المجلس الجديد مصدر تأزيم بين السلطتين بعكس ما ارادته -وسعت اليه- الحكومة كما انه يكشف عن ملامح توجهاته واولوياته حيث ستكون قضية الدوائر على رأس تلك الاولويات واذا صحت التهديدات التي سبق ان تسربت عن كتلة الـ29 فإن المجلس الفائز سيقر في اولى جلساته تعديل الدوائر الانتخابية الى خمس في الاغلب ثم يقدم نواب الكتلة ومن يناصرهم استقالتهم لتقام انتخابات جديدة على اساس الدوائر الخمس.
يعزز من هذه الهواجس ان كتلة الـ29 عادت بنفس تركيبتها السابقة تقريبا اذ لم تخسر سوى النواب عبدالوهاب الهارون وباسل الراشد ود.عواد برد وفهد الخنة، والاخيران كانا محسوبين عليها شكلا ولم يكونا معها فعليا لكنها كسبت مكانهما عددا مضاعفا بالتأكيد بفوز مرشحين اسلاميين وليبراليين جدد وهو ما سيزيد عددها بدلا من ان ينقصه. وفيما يتعلق بنتائج النساء المرشحات فقد خسرن جميعا ولكن حققت مرشحة الدائرة العشرة الدكتورة رولا دشتي نتيجة جيدة، واذ حصلت على المركز الخامس ب1539 صوتا تلتها بين اصوات النساء المرشحة في الدائرة نفسها نبيلة العنجري حاصلة على 1057 صوتا كما حصلت مرشحة الدائرة الرابعة فاطمة العبدلي على 794 صوتا وحلت خامسة بين 14 مرشحا فيما حلت فاطمة الحساوي في الدائرة في المركز السابع ب697 صوتا.وحققت مرشحة الدائرة 25 ليلى الراشد نتيجة جيدة نسبيا اذ حصلت على 499 صوتا وحلت رابعة متقدمة على اثنين من المرشحين الرجال وفي الدائرة السابعة كيفان حلت عائشة الرشيد اخيرة وحصلت على 325 صوتا وفي الدائرة السابعة عشرة حصلت نوال البخيت على 101 من الاصوات، وفي الدائرة الخامسة حصلت طيبة الابراهيم على 63 وحلت عاشرة متقدمة على فالح المسعود، وفي الدائرة الحادية عشرة حلت شيخة الغانم تاسعة بـ170 صوتا وتلتها نبيلة العميري بـ127 صوتا متقدمتين على سعود العصفور، في حين نالت ذكرى المجدلي 25 صوتا وحلت في المركز 12 ما قبل الاخير وفي الدائرة 15 نالت آمال الرشيدي 157 صوتا ونورة الدرويش 51 صوتا وحلتا اخيرتين بفارق كبير عن المرشحين الآخرين، وفي الدائرة التاسعة حققت غنيمة الحيدر 330 صوتا وسلوى السعيد 32 صوتا ونوال المقيحط تسعة اصوات وفي الدائرة 18 حصلت خالدة الخضر على المركز الثامن بـ381 صوتا، ونزيهة البذلي على 54 صوتا، وفي الدائرة الثانية عشرة نالت هند الدعيج 88 صوتا وتقدمت على اربعة مرشحين ذكور وفي الدائرة 21 حصلت فاطمة المطيري على 335 صوتا وسلوى المطيري على 182 صوتا وحصلت هند بن الشيخ في العاشرة على 225 صوتا ومريم شعيب على 53 صوتا ونوال البدر على 45 صوتا ونعيمة الحاي على 37 صوتا، وفي الدائرة 16 حصلت نورية الشمري على 320 صوتا وحلت سابعة.