صرخة عكاظ العابرة... وصرخات الآباء الدائمة..!!
الجمعة / 04 / جمادى الآخرة / 1427 هـ الجمعة 30 يونيو 2006 20:39
عبد العزيز بن فهد الفيصل الفرحان ال سعود
كانت صرخة عكاظ في عددها (14518) ليوم السبت 29/4/1427هـ، الموجهة إلى وزير التربية والتعليم، كمن يغرس سكيناً في جراح يُعاني منها الجميع.. والمتمثلة في تعليم أبنائنا، وأخص الصغار منهم.. والذين هم الأساس في العملية التعليمية.. والأرض البكر.. والتربة الخصبة لبداية مشوار الحياة.. الذي ينطلق منه الطفل أو الطفلة إلى مستقبله.. لاشك أن التعليم المبني على أساس متين، ورؤية صحيحة، هو عنوان نهضة الأمم.. وهو الجسر الذي تقوم عليه كل مجالات التقدم والتطور.. غير أن ما نراه في واقعنا الحالي، ومناهج تعليمنا.. هو غير ما كنا نبغي.. إننا نسوق أبناءنا وبملء إرادتنا إلى نفق مظلم.. لا ندري نهايته.. إننا ندفع بهم -دون أن نعي- إلى مستقبل لا يعلم إلا الله ما يكون عليه من سوء..!
ها أنا «كولي أمر»: أطلق صرخة من عكاظ: بأن التعليم المبني على التلقين، لا تكون نتيجته إلا كما سمعنا: إلى تشكيل لجان للنظر في مخرجاته.. إنه لا يؤدي في النهاية بأجيالنا إلا إلى الجهل والتشتت الفكري.. وقتل المواهب.. وتثبيط الطموحات.. إنه قطعاً لا يقود إلى أنواع العلم الذي يتطلبه عصرنا: من فنون التقنية.. والإبداع.. وتنمية المواهب في كل المجالات، إنني كوالد لتلميذ وكذلك كل الآباء لا نبالغ حين نقول: بأننا نعاني أشد المعاناة في مساعدة المدرسة في تلقين أبنائنا معلومات فرضت علينا..! حتى غدت كأنها قرآن منزل من السماء.. متناسين أنها كتبت وفق رؤية مؤلفين: منهم من عاش في قرون مضت..!! ومنهم من قضى نحبه منذ عشرات السنين..! رغم كل ذلك بقيت مفروضة علينا.. إنه من المؤسف أن تصبح مدارسنا، وخاصة الابتدائية منها، عبارة عن كلية شرعية مصغرة..! أو جمعية تحفيظ قرآن فقط لاغير..! أو لمعرفة تاريخ وجغرافية جنوب وأواسط افريقيا..! حينها تبدأ نتائج وإفرازات هذا التعليم تؤثر على الطالب الصغير سلباً.. بل قد تؤدي إلى تدمير الطالب أسرياً، وتجعله وهو في هذه السن المبكرة، يثير جدلاً ومعارضة لأهله في تصرفاته.. وحياته اليومية.
إنه مما لا شك فيه، بأنه لا سبيل إلى المزايدة في المشاعر تجاه الناشئة.. إنني على يقين بأن كل أب وكل أم يحبون الخير لأبنائهم، ويحرصون على مستقبلهم، أكثر بكثير من حرص وزارة التربية والتعليم.. تخيلوا معي هذا الموقف: ابني في السنة الخامسة يقول لي: إن الملائكة لا تدخل منازلنا، لأن فيه صوراً معلقة..! وإننا في السفر لا يجوز لنا أن نتكلم مع النصارى.. أو نبادرهم بالتحية.. وأظل أناقشه وأقنعه، بأن هذه الصور ليست إلا كالمرآة وليس فيها شيء.. وأن ديننا لا يمنعنا من الحديث مع أصحاب الأديان الأخرى.. أليس رب العالمين قد أمر نبيه موسى بأن يقول لفرعون: قولاً لينا.. وتخيلوا معي معاناة الآباء عندما يتم فرض حفظ سور طويلة من القرآن الكريم على الطفل في الصف الثاني الابتدائي.. لا يستطيع حفظها خريجو الجامعات.. وقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: لا ترغموا صغاركم على حفظ القرآن فينفروا منه.. إذا كان هذا عصر ابن عباس فكيف بطفل يعيش في عصر «دعارة» الإعلام.. وقد سألني ابني الذي هو في السنة الثانية وهو يبكي كعادته كل صباح.. بسبب فرض الحفظ عليه سؤالاً أثار خوفي.. لقد أشفقت عليه، وخنقتني عبرة، حينما قال ببراءة متناهية: لو أصبحت «كتابياً» فهل أُعفى من الحفظ..!؟ تُرى هل يحتاج طفل في الصفوف المبكرة إلى تلقينه السير الذاتية لرواة الحديث..؟ وأين ولدوا وأين ماتوا..؟! إننا نحن الآباء نصرخ: بأن رسولنا وقدوتنا لم يطلب منا سوى أمر الابن بالصلاة لسبع، وضربه عليها لعشر.. إننا نحن الآباء والأمهات نصرخ: بأننا نحب أولادنا حباً لا يساومنا فيه أحد.. وإننا نحرص على تعليمهم أصول دينهم الأصول التي يستطيعون فهمها.. وتلائم سنهم وتفكيرهم.. حرصنا عليهم لا يجارينا فيه أحد.. وصرختنا العالية: نوجهها إلى ولي أمرنا.. والأمين على أمتنا.. بأن الأمر يحتاج إلى قراره السياسي الحاسم.. وليس إلى تشكيل لجان..! فالواقع يقول: إذا أردت أن تقتل مشروعاً فشكل له لجنة.. وإنه والله لأضعف الإيمان أن «تتكرم» وزارة التربية والتعليم بأن تعطي «الزمام» للمدارس الخاصة التي اخترناها بملء إرادتنا لندفع أقساطاً كبيرة من مالنا حرصاً منا.. وحباً لأبنائنا بأن ينهلوا من العلم الذي ينفعهم، ويجعلهم بناة حقيقيين، لمستقبل مشرق..! إنني لواثق بأن هناك من يخالفني.. وأن هناك آخرين يؤيدون.. ولكني أشهد الله أنني كتبت هذا انطلاقاً وحباً لديني ووطني وأبنائي.. والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل.
ها أنا «كولي أمر»: أطلق صرخة من عكاظ: بأن التعليم المبني على التلقين، لا تكون نتيجته إلا كما سمعنا: إلى تشكيل لجان للنظر في مخرجاته.. إنه لا يؤدي في النهاية بأجيالنا إلا إلى الجهل والتشتت الفكري.. وقتل المواهب.. وتثبيط الطموحات.. إنه قطعاً لا يقود إلى أنواع العلم الذي يتطلبه عصرنا: من فنون التقنية.. والإبداع.. وتنمية المواهب في كل المجالات، إنني كوالد لتلميذ وكذلك كل الآباء لا نبالغ حين نقول: بأننا نعاني أشد المعاناة في مساعدة المدرسة في تلقين أبنائنا معلومات فرضت علينا..! حتى غدت كأنها قرآن منزل من السماء.. متناسين أنها كتبت وفق رؤية مؤلفين: منهم من عاش في قرون مضت..!! ومنهم من قضى نحبه منذ عشرات السنين..! رغم كل ذلك بقيت مفروضة علينا.. إنه من المؤسف أن تصبح مدارسنا، وخاصة الابتدائية منها، عبارة عن كلية شرعية مصغرة..! أو جمعية تحفيظ قرآن فقط لاغير..! أو لمعرفة تاريخ وجغرافية جنوب وأواسط افريقيا..! حينها تبدأ نتائج وإفرازات هذا التعليم تؤثر على الطالب الصغير سلباً.. بل قد تؤدي إلى تدمير الطالب أسرياً، وتجعله وهو في هذه السن المبكرة، يثير جدلاً ومعارضة لأهله في تصرفاته.. وحياته اليومية.
إنه مما لا شك فيه، بأنه لا سبيل إلى المزايدة في المشاعر تجاه الناشئة.. إنني على يقين بأن كل أب وكل أم يحبون الخير لأبنائهم، ويحرصون على مستقبلهم، أكثر بكثير من حرص وزارة التربية والتعليم.. تخيلوا معي هذا الموقف: ابني في السنة الخامسة يقول لي: إن الملائكة لا تدخل منازلنا، لأن فيه صوراً معلقة..! وإننا في السفر لا يجوز لنا أن نتكلم مع النصارى.. أو نبادرهم بالتحية.. وأظل أناقشه وأقنعه، بأن هذه الصور ليست إلا كالمرآة وليس فيها شيء.. وأن ديننا لا يمنعنا من الحديث مع أصحاب الأديان الأخرى.. أليس رب العالمين قد أمر نبيه موسى بأن يقول لفرعون: قولاً لينا.. وتخيلوا معي معاناة الآباء عندما يتم فرض حفظ سور طويلة من القرآن الكريم على الطفل في الصف الثاني الابتدائي.. لا يستطيع حفظها خريجو الجامعات.. وقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: لا ترغموا صغاركم على حفظ القرآن فينفروا منه.. إذا كان هذا عصر ابن عباس فكيف بطفل يعيش في عصر «دعارة» الإعلام.. وقد سألني ابني الذي هو في السنة الثانية وهو يبكي كعادته كل صباح.. بسبب فرض الحفظ عليه سؤالاً أثار خوفي.. لقد أشفقت عليه، وخنقتني عبرة، حينما قال ببراءة متناهية: لو أصبحت «كتابياً» فهل أُعفى من الحفظ..!؟ تُرى هل يحتاج طفل في الصفوف المبكرة إلى تلقينه السير الذاتية لرواة الحديث..؟ وأين ولدوا وأين ماتوا..؟! إننا نحن الآباء نصرخ: بأن رسولنا وقدوتنا لم يطلب منا سوى أمر الابن بالصلاة لسبع، وضربه عليها لعشر.. إننا نحن الآباء والأمهات نصرخ: بأننا نحب أولادنا حباً لا يساومنا فيه أحد.. وإننا نحرص على تعليمهم أصول دينهم الأصول التي يستطيعون فهمها.. وتلائم سنهم وتفكيرهم.. حرصنا عليهم لا يجارينا فيه أحد.. وصرختنا العالية: نوجهها إلى ولي أمرنا.. والأمين على أمتنا.. بأن الأمر يحتاج إلى قراره السياسي الحاسم.. وليس إلى تشكيل لجان..! فالواقع يقول: إذا أردت أن تقتل مشروعاً فشكل له لجنة.. وإنه والله لأضعف الإيمان أن «تتكرم» وزارة التربية والتعليم بأن تعطي «الزمام» للمدارس الخاصة التي اخترناها بملء إرادتنا لندفع أقساطاً كبيرة من مالنا حرصاً منا.. وحباً لأبنائنا بأن ينهلوا من العلم الذي ينفعهم، ويجعلهم بناة حقيقيين، لمستقبل مشرق..! إنني لواثق بأن هناك من يخالفني.. وأن هناك آخرين يؤيدون.. ولكني أشهد الله أنني كتبت هذا انطلاقاً وحباً لديني ووطني وأبنائي.. والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل.