الرياض ترجمت رغبتها صادقة لوحدة لبنان وثوابته

عسيري سفير المملكة في بيروت لـ «عكاظ»:

الرياض ترجمت رغبتها صادقة لوحدة لبنان وثوابته

حاوره: زياد عيتاني ــــ بيروت

من باكستان إلى لبنان كانت رحلة السفير علي عواض عسيري، فمن عين العاصفة إلى العاصفة بحد ذاتها انتقل خادما لبلاده ولقيادتها، ومنذ قدومه إلى بيروت أحدث حراكا سياسيا لافتا عبر الانفتاح على كافة الفرقاء، كما أحدث تحولا كبيرا في عمل السفارة في بيروت لجهة متابعة أوضاع الرعايا السعوديين في لبنان، فكان علامة فارقة في بلد العمل فيه ليس بالأمر السهل.
«عكاظ» حاورت السفير علي عواض عسيري حول دور المملكة في لبنان، العلاقات بين البلدين، أوضاع الرعايا السعوديين، وما ينصح به السائحين القادمين من المملكة إلى لبنان.


ماذا يعني لبنان بالنسبة للمملكة العربية السعودية؟
لبنان يعني الكثير للمملكة فالأدلة كثيرة والتاريخ يشهد على العلاقة الثابنة والأخوية والعريقة التي تربط البلدين.
وما يميز العلاقة اللبنانية ــ السعودية أنها علاقة بين شعبين بعيدا عن أية عوامل أخرى سياسية أو اقتصادية، فالمحبة التي تربط الشعبين السعودي و اللبناني هي التي تمنح هذه العلاقة القوة والمتانة، ونحن في المملكة نفتخر بهذه العلاقة ونسعى إلى تطويرها على أن لا تكون علاقات دبلوماسية فحسب، بل نسعى إلى التفاعل التجاري بين القطاع الخاص، بمعنى أننا نسعى إلى علاقات مؤسساتية تستمر وتزدهر وتنمو بين جميع القطاعات في المملكة ولبنان.
الحراك السياسي
عند تسلمكم منصب سفير خادم الحرمين الشريفين في بيروت أحدثتم حراكا سياسيا من خلال الانفتاح على جميع الأطراف اللبنانية بخاصة في هذه اللحظة السياسية الحرجة كيف يمكن قراءة هذا الانفتاح؟
إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حريص كل الحرص على وحدة الصف اللبناني ووحدة لبنان، ومن هذا المنطلق يأتي تحركنا، إن الانفتاح على كافة الأطراف ليس جديدا بل هو تكريس للدور السعودي الهادف إلى التواصل مع كافة القوى اللبنانية من أجل المساعدة على توحيد الصف اللبناني، والمملكة ليس لها أية «أجندة» في لبنان سوى وحدة لبنان واستقراره ورفاهيته، وهذه توجهات القيادة الرشيدة في المملكة، وحرص خادم الحرمين الشريفين، ونحن علينا أن نترجمها على أرض الواقع لأنها رغبات صادقة في أن نرى لبنان موحدا وآمنا ومستقرا ومزدهرا.
حب واحترام
ما هو انطباعكم من هذه الجولات الانفتاحية خصوصا مع من هو متردد في علاقته مع المملكة العربية السعودية؟
معظم القوى السياسية التي تتحدث عنها لم أدخل بيوتها إلا وأجد صورا فوتوغرافية تاريخية للآباء والأجداد مع القيادة السعودية منذ أيام الملك عبد العزيز (رحمه الله) إلى يومنا هذا، وهذا خير شاهد على ترجمة مشاعر من يسكن في هذه البيوت تجاه المملكة العربية السعودية، وتجاه قياداتها وشعبها. وبالتالي فإن العلاقة والتواصل وما لمسته منهم في هذه اللقاءات هو تعبيرهم الصادق لما يكنونه من حب وتقدير لخادم الحرمين الشريفين ،وللدور الذي يبذله والمساعي التي سيبذلها من أجل لبنان، وأن كل القوى السياسية اللبنانية عبرت عن الحب والاحترام الذي ورثته هذه القيادات من آبائهم وأجدادهم. لأنها ليست وليدة اليوم، وقد طلبوا مني نقل تحياتهم وتقديرهم الصادق لخادم الحرمين الشريفين ولمساعيه التي يبذلها في سبيل لبنان.
مسافة واحدة
هناك قاعدة ثابتة في السياسة السعودية تقول إن المملكة على مسافة واحدة من جميع الفرقاء في لبنان. كيف ستكرسون هذه المقولة من موقعكم؟
اعتقد أنني ترجمتها واقعيا عندما قمت بزيارة كافة القيادات اللبنانية، ولا تزال عندي قائمة كبيرة سأزورها في المستقبل القريب، وهي قوى سياسية مختلفة من جميع الطوائف والفئات. قلوبنا مفتوحة وهذه السفارة وضعت لخدمة لبنان وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين بالحرص على هذه العلاقة مع الجميع هي خير شاهد على ما أقول، نحن نحرص على دعم استقرار لبنان ولا نتدخل بشأنه الداخلي، فهذا أمر لبناني، ويعالج لبنانيا.
خادم لبلدي
أتيتم من عين العاصفة في باكستان إلى العاصفة بحد ذاتها في لبنان. هل هذا استشعار من المملكة بخطورة الوضع في المنطقة أم أنه تكريس لتوجه جديد نحو هذه المنطقة؟
هذا شرف عظيم لي أن أنال ثقة خادم الحرمين الشريفين وأن أكون خادما لبلدي، لأنني أعرف ماذا تعني أهمية لبنان بالنسبة لخادم الحرمين الشريفين، باكستان ولبنان ظروفهما مختلفة ومتشابكة في بعض المواقع لكني أرى أن الوضع في لبنان والدور الذي تبذله سياسة المملكة يبشر بالخير.
وحدة عربية
هل نحن مقبلون على مرحلة جديدة من العلاقات العربية- العربية؟
أعتقد أننا لمسنا مبادرات خادم الحرمين الشريفين الشجاعة، ولا زالت الإدارة السعودية تهدف للم الشمل ونحن نتطلع إلى مستقبل أفضل في توحيد الصف العربي وما نلاحظه من جهود خادم الحرمين الشريفين ولقاءاته وبذل جهوده سواء الإقليمية أو الدولية فإن جميعها تصب في رغبته الصادقة من أجل وحدة عربية تخدم مصالح العرب.
كل الإمكانات
بالنسبة للجالية السعودية في لبنان هل تنصحون السياح السعوديين بالتوجه إلى لبنان وما هي إرشاداتكم لهم؟
سبق وحرصت في جريدتكم الغراء على التأكيد أن الوضع في لبنان جيد ومستقر وليس هناك أية محاذير من مجيء المواطنين السعوديين إلى لبنان، وبالتالي السفارة سخرت كل إمكاناتها لخدمة المواطن السعودي في لبنان، وقد وضعنا مناوبين في السفارة على مدى 24 ساعة لمتابعة شؤون المواطنين السعوديين، وهناك خط هاتف يتلقى أية شكوى واستفسار أو طلب من أي مواطن سعودي في أي ساعة من النهار، كما خصصنا موظفين لمقابلة أي مواطن سعودي يريد زيارة السفارة على مدار اليوم.
وأنصح الزوار السعوديين أن يحرصوا على جوازات سفرهم وما لديهم من نقود، وأن يعتمدوا في دفع فواتيرهم بشكل أساسي على استخدام بطاقات الائتمان «فيزا»، وأن يكونوا حريصين في تحركاتهم من أجل تلافي أية مشاكل تواجههم. والسفارة بكل إمكانياتها موجودة وعندها محام وطاقم إداري فاعل من أجل مساعدة المواطن السعودي في أي عارض يحصل له سواء كان عارضا صحيا أو فقدان جواز سفر أو سرقة.
القطاع الخاص
هل تشجع الطلاب السعوديين على متابعة دراستهم في لبنان؟
التعليم في لبنان جيد ونحن نشجع أبناء المملكة للتعلم في لبنان ونسعى أيضا لأن تكون لنا علاقات تجارية، ونأمل أن نرى القطاع الخاص في لبنان والقطاع الخاص في المملكة يتعاونان مع بعضهما لما فيه مصلحة البلدين، ولدينا خطة في هذا المجال، وبعد شهر رمضان المبارك بإذن الله سيكون هناك نشاط من ضمنه معرض تجاري وصناعي سعودي والحركة بين البلدين لن تكون سياحة فقط بل حركة تجارية، وثقافية.