التفريط في المكتسبات بدعوى الاستثمار

الطائف المصيف الأول، الطائف المأنوس، الطائف أحلى، مدينة الورد، كلها أسماء جميلة أطلقت على هذه المدينة الرائعة التي تملك من الإمكانات والمقومات مايؤهلها لاحتلال موقع متميز ليس على مستوى المملكة فحسب ولكن على مستوى المناطق السياحية الشهيرة في العالم.
ولكن المراقب لحركة السياحة في الطائف يلاحظ تراجعا ملحوظا في جانب الخدمات السياحية الخاصة بما يعرف بالمثلث السياحي، المطاعم، المنتزهات، مدن الألعاب، فهذا الثالوث شهد خلال السنوات الماضية تراجعا واضحا في مستواه بعد تسليمه للمستثمرين في الوقت الذي كنا نتوقع أن تسهم فيه هذه الخطوة في تطوير وتأهيل وتهيئة المنتزهات..
وكان هذا سيحدث لولا أن المستثمرين قدموا مصالحهم الآنية على المصلحة المستقبلية لهم وللحركة السياحية بشكل عام.
فأول خطوة أقدموا عليها كانت عبارة عن فرض رسوم للدخول قبل أن يشرعوا في تطوير الموقع الذي استلموه مما ساهم في عزوف السياح عن تلك المنتزهات إما هربا من التكاليف أو عدم قناعة بأحقية المنتزه وخدماته التي يقدمها بالمبلغ المدفوع، الأمر الذي تحولت فيه أبرز منتزهات الطائف التي كانت تمثل عناصر جذب للسياح إلى مايشبه الأطلال، وتراجعت فيها الخدمات كثيرا مقارنة بتلك التي كانت البلدية تقدمها، وفقدت الكثير من بناها التحتية بفعل الإهمال وتراجع مستوى الصيانة، وفيما لو استمرت الحال على هذه الوتيرة سيأتي اليوم الذي لن يجد فيه السائح مكانا في الطائف يقضي فيه إجازته.
حميد ضيف الله الزايدي ـ الطائف