«أنا قلبي دليلي» يكشف رفض ليلى مراد للصهيونية

يتوقع له أن يكون البطل في مسلسلات رمضان

«أنا قلبي دليلي» يكشف رفض ليلى مراد للصهيونية

علي فقندش، هناء بنهاوي ـ القاهرة

لازالت مسلسلات السيرة لشخصيات الحياة الفنية العربية هي سيدة الموقف في خريطة البرامج الرمضانية إذ أن نجاح تجربتي أم كلثوم ــ أسمهان: في أعوام مضت كانت سببا رئيسيا لدوران كاميرات المخرجين استعدادا لرمضان المقبل من أجل عملين مهمين الأول عن «بليغ حمدي» والثاني عن «ليلى مراد».. بعنوان (قلبي دليلي) وهو العمل الذي يرأس إدارة الكاميرا فيه المخرج محمد زهير رجب أحد مخرجي مدرسة نجدة أنزور الإخراجية عن قصة صالح مرسي.. والذي كتب له السيناريو والحوار فيه مجدي صابر وتنتجه روتانا خليجية، ويتم تصويره حاليا في مدينة الإنتاج الإعلامي في القاهرة ويصور فيها وخارجها في مواقع عدة مثل ترعة المريوطية.. وتشارك في بطولته النجمة السورية الشابة صفاء سلطان التي من المتوقع أن يكون العمل وتجسيدها لدور ليلى مراد.. الانطلاقة الحقيقية لها في الحياة الفنية إلى جانب نجوم عديدين هم أحمد راتب وعبد العزيز مخيون وعزت أبو عوف وأحمد فلوكس.
تعليم الخياطة
وتقول صفاء سلطان التي التقتها «عكاظ» في موقع التصوير: لاشك أن ليلى مراد كفنانة وكإنسانة تركت وراءها بصمة واضحة على الأغنية والحياة الفنية العربية وكلي فخر بأن أقوم بتجسيد دورها الذي يحكي عن كونها مولودة في العام 1918 من أب يهودي (زكي مراد) جاء مع أسرته من المغرب إلى مصر وكان مطربا معروفا، وعندما ضاق به الحال قرر السفر إلى أمريكا لإقامة بعض الحفلات تاركا أسرته الكبيرة دون مورد رزق، وطالت الرحلة حتى اضطرت زوجته لبيع عفش البيت وإخراج الأبناء من المدارس الأجنبية التي يدرسون بها لعدم قدرتها على دفع المصاريف مما تسبب في حزن ليلى، حيث اضطرت للعمل في مدرسة للخياطة للإنفاق على أسرتها وبعدها اشترت ماكينة خياطة بالتقسيط واعتبرت نفسها المسؤولة عن أمها وإخوتها.. وذات يوم يعود الأب مفلسا ومديونا لايملك من الدنيا شيئا كما نسيه الجمهور في مصر، ولكنه يكتشف حلاوة صوت ابنته ليلى فيفكر في احترافها الغناء رغم سنها الصغير فيذهب بها لعبد الوهاب الذي يعجب بصوتها. ويطلب من أبيها صقل موهبتها فيعلمها العود ويحفظها الأغاني ثم يقيم لها حفلا على مسرح يوسف وهبي وكان عمرها 14عاما وينجح الحفل ويسافر الأب بابنته إلى المحافظات لتغني في الأفراح والحفلات ويستمر ذلك لخمس سنوات وبعدها غنت ليلى مراد في الإذاعة المصرية وأصبح لها جمهورها واسطواناتها. وتاتي خطوة تقديم ليلى مراد دراميا استمرارا لجذب عالم السياسية والجاسوسية جمهور المشاهدين العاشقين للدراما لما فيها من عناصر تشويق وإثارة واستعادة لملامح فترات تاريخية مؤثرة في حياة الشعوب، وتشتد عناصر الجذب والإثارة قوة، خاصة إذا ما ارتبطت بحياة فنان مشهور عاش دنيا الفن الصاخبة وفرضت عليه ظروف عصره أن يدخل معترك السياسة رغم أنفه، وهذا ما حدث مع مسلسل السيرة الذاتية «أسمهان» الذي عرضته الفضائيات رمضان الماضي.
واستكمالا لهذا الخط الدرامي في استلهام السيرة الذاتية للفنانين التي تمزج بين الفن والسياسية يأتي المسلسل الرمضاني «قلبي دليلي» الذي يجسد مسيرة الحياة الشخصية والفنية لنجمة الغناء الراحلة ليلي مراد، والذي يتوقع له أن يكون البطل في دراما رمضان المقبل.
كما أن هذا المسلسل يؤرخ لفترة تاريخية و مهمة انتقلت فيها مصر من نظام سياسي إلى آخر، وكانت ليلي مراد شاهدة عليه وجزء من تفاصيله، وقدم خلال مرحلة الانتقال بين المرحلتين تجربتها الغنائية الثرية وسط أساطين الطرب في ذلك الوقت.
وتتحدث الزميلة أمل علوان مسؤولة العلاقات والإعلام في القناة المنتجة، أن المؤشر الثاني في هذ المسلسل يقدم للطائفة اليهودية في مصر باعتبار أن ليلى مراد كانت أحد عناصرها قبل قرارها المؤثر بدخول الإسلام خلال زواجها بالراحل أنور وجدي. وبموجب ذلك تظهر في خطوط الدراما بهذا المسلسل 10 شخصيات يهودية حقيقية ضمن قرابة 250 شخصية فنية وسياسية، أبرزهم يوسف باشا قطاوي مؤسس الطائفة اليهودية وخليفته «شيكوريل» إلى جانب راقية إبراهيم وتوجو مزراحي وداود حسنى، وتبرز الأحداث في هذا السياق كيف حاول شيمون بيريز إبعادها عن الإسلام وإغراءها بأن يجري تعيينها سفيرا فوق العادة لإسرائيل.
إسلام ليلى
تبدأ أحداث مشاهد المسلسل، بقيام ثورة 19 وتنتهي باعتزال ليلي مراد، وتبرز في هذا السياق أن مشهد إسلام ليلي مراد من أكثر المشاهد تأثيرا، خاصة أن إسلامها جاء رغبة نفسية داخلية وقناعة تامة ودون ضغوط من أحد، كما تكشف عن ذلك تفاصيل السيناريو، حيث كانت تستمع لأذان الفجر وترقرقت عينيها بالدموع فسارعت لايقاظ زوجها أنور وجدي قائلة له «إصحى يا أنور أنا عاوزه أسلم».
وتحكي تفاصيل المسلسل، الظروف المادية القاسية التي عاشتها ليلي مراد في منزل لأسرة يهودية فقيرة تتكون من أب وأم وثمانية أطفال.. الأب زكي مراد ويؤدي دوره «عزت أبوعوف» وهو مطرب تمكنه شهرته من ارتياد الملاهي الليلية الضخمة والأندية الاجتماعية، الأم ربة منزل اسمها جميلة وتؤدي دورها هند عاكف.. الأبناء الثمانية أصغرهم ليلي مراد التي مضى على ميلادها عام واحد. وفي السابعة من عمرها تتحمل ليلي مراد مسؤولية أسرة كاملة بعد غياب الأب، وكيف تركت ليلي مدرستها للبحث عن عمل يساعد في رفع المعاناة عن أشقائها فعملت في مشغل تريكو صاحبته الفنانة الراحلة راقية إبراهيم مقابل سبعة قروش، وعدتها بزيادة إذا استطاعت إتقان الحرفة سريعا، لم تدرك راقية إبراهيم أن الطفلة التي تقف أمامها قد تصبح في يوم من الأيام منافستها في الفوز ببطولة أفلام الموسيقار محمد عبد الوهاب.
كما يكشف السيناريو كيف تبدلت حياة ليلى التي فقدت وظيفتها في مشغل راقية إبراهيم، أصبحت تطوف المحافظات والموالد والأفراح تغني ليجمع والدها المال الذي يريده. وتقف على المسرح في أول حفل، لتقدم أغنية «أنا الأمل» بينما يظهر محمد عبد الوهاب في الصفوف الأمامية لجمهور الحفل.
وتعكس المشاهد كراهية ليلى مراد تجاه رئيس الطائفة اليهودية الذي يؤدي دوره عبد العزيز مخيون الذي يحاول دفع أسرتها إلى الهجرة إلى إسرائيل بدعوي إنقاذهم من الفقر.. وتعلن ليلي رفضها التام لهذه الفكرة.
وتبدأ مرحلة جديدة من حياة ليلي مراد الشابة وتؤدي دوها في هذه الفترة السورية صفاء سلطان. تأتي الأحداث بلقاء مع موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، جلسة في حضور المخرج محمد كريم بعدها تحصل على بطولة فيلم «يحيا الحب». تتوالي الأحداث ليتعارف أنور وجدي وليلي مراد بداية عام 1941 وثمرته فيلم «ليلي بنت الريف». وعام 1945 يمثل ثمرة فيلم «ليلي بنت الفقراء وزواج ليلي وأنور».