العمل الخيري والعمل الشري

يكتبها: فهد عافت

الخبر مختصرا: ( وزارة الداخلية تعلن اعتقال شبكة إرهابية، من «43» سعوديا، ومقيما، بعضهم يحمل شهادات عليا، و استغلوا العمل الخيري، في تمويل أنشطتهم الإجرامية ) ..
ما الذي يلفت انتباهك، في الخبر، بالنسبة لي أتوقف عند أمور ثلاثة، يستوجب أولها، تقديم الشكر الجزيل، و الامتنان العميق، لرجال وزارة الداخلية، التي لم نعد نشك، أنها أكثر وزارات الدولة، نشاطا فاعلا، و عملا إيجابيا، و كلما قرأت خبرا، مثل هذا، استشعرت الخط، شديد النحافة، الفاصل بين الحياة و الموت، الذي يسير عليه رجل الأمن السعودي، في سبيل ضمان ليلة هانئة، جديدة، للناس، و شعرت بتقصير كلماتي، و تواضعها في التعبير، بالرغم من ذلك، أردد ما سبق لي كتابته شعرا:
(رجل الأمن اللي على مهرة الشيمه لكد
... حي فاله يوم يجتث روس ممحله
هو حزام ظهورنا في المهمات الأشد
... ثوب الأمن اللي لبسناه، بالعمر : غزله)
الأمر الثاني الذي يستوقفني، هو حمل بعض هؤلاء المنحرفين، لشهادات عليا، الأمر الذي يثير ريبة، في التعليم، أو المساواة في الفرص، أو تصادم الحضارات، بدلا عن تلاقحها، وربما تلاقت جميعها، بنسب متفاوتة، في تشكيل مثل هذه الانحرافات، القاتلة، و كأن على وزارة الداخلية، برجالها، الذين أثبتوا شدة مراس، لا مثيل له، دائما، تحمل أعباء هفوات، وفجوات، وزارات، وإدارات حكومية أخرى، فرجل الأمن، هذا الواقف في الشوارع الواسعة، والضيقة، أو المأمور بالانقضاض، واقتحام، وكر إجرامي، لا يتعامل مع أسباب الجريمة، لكنه يتعامل مع نتائجها، فقد نشأت وكبرت، بعيدا عن سلطته، وهو موكل فقط بالرؤوس التي أينعت، ولو أن أمورا كثيرة في حياتنا اليومية، مرت، و نحن في حالة يقظة، و استنفار ضمير، لما أينعت، ولما حان قطافها، بل ربما كان بالإمكان انتظار قطاف ثمرها الخصب، الأخضر، المحب، والمفتوح على الحياة، وسلام البشر،..
الأمر الثالث، هو في ذلك الاستغلال البشع، للعمل الخيري، وفي هذا يمكن للحديث أن يطول، لكنني سأذهب إلى خاتمته مباشرة، اختصارا : لا تتوقف عن عمل خير، مهما كان صغيرا، وبسيطا، فالنار تتقى بشق تمرة، لكن انظر حولك، في الغالب، يمكنك التنبه، إلى قريب محتاج، فإن وجدت فاحمد الله، وإن لم تجد فضاعف الحمد والشكر، وابحث عن معرفة، أو صديق، أو عائلة في حارتك، أو الحارة المجاورة، من غير المعقول أن لا تجد من تعرفه، وتعرف حاجته، ذلك خير من أن تدفع ثمنا، لما تحسبه وسادة لفقير، أو بئرا يقال لك أنها تحفر في الهند، أو في أفريقيا، ثم تكتشف أنك دفعت ثمن بندقية، يحشوها مختل، منحرف، متصنم الفكر، برصاصة، أنت من دفع ثمنها أيضا، ويجهزها ليصوبها، في رأسك، ورأسك : قلب الوطن

صندوق بريد: 375225
الرياض الرمز البريدي: 11335

Fahadaafet@hotmail.com