الخيرون والعمل الخيري الغائب

جهير بنت عبدالله المساعد

إعلان خيري تبثه القنوات المصرية الفضائية، وتبعتها في تحصيل أجره قنوات أخرى غير مصرية التمويل! يقدم الإعلان الفريد من نوعه، بالصوت والصورة ما قامت به التبرعات الخيرية لمستشفى سرطان الأطفال بمصر، حيث يقوم الإعلان بزيارة للمستشفى يشاركه في الزيارة شخصية معروفة يقابلون الأطفال المرضى ويتبادلون معهم الأحايث، وينقل الإعلان كل ذلك حيا على الهواء، وبذلك يرى المشاهدون الإنجازات التي تحققت بالتبرعات مما يكون له تأثير على محبي الخير من المحسنين.
ومن لم يتبرع منهم يبادر للتبرع! طريقة إعلانية خيرة ومفية ومؤثرة وبليغة المعنى!
لأن المتبرع يرى بأم عينه أين ذهب تبرعه حتى لو كان زهيدا! ويطمئن أن ما يقدمه من خير لوجه الله يصل إلى مستحقيه ويتحقق منه نفع عظيم.. ويعود ريعه لأطفال مصابين عاجزين لا حول لهم ولا قوة! وفي الحقيقة، الإعلان هذا بكل ما فيه من صور حزينة ومؤلمة.. معبر ومفيد وفي مضمونه رسالة تصل للناس ويعد وسيلة فعالة لترجمة العلاقة بين المحسنين وبين العمل الخيري للمحتاجين على أنها علاقة في النور وعلى رؤوس الأشهاد ولا تخضع للتوقعات أو التخمينات أو الشكوك أو الغيبيات! كما إن الإعلان يركز على تصوير المكان الذي استلم التبرع واستفاد منه، أي الصور في الإعلان تهتم بمضمون الأفعال وتعتمد على هذا المضمون، ولا تعتمد على حركات الأجساد!! عكس كل الإعلانات التي تستخدم إثارة الغرائز في الدعاية والترويج بين الناس! مما يجعلني في هذه العجالة أقف مع الإعلانات الخيرية في صحفنا وقنواتنا العربية المحلية.. لاحظوا الدعوة إلى التبرع كيف تتم عبر الوسيلة الإعلامية! كل ما يظهر على الملأ.. إعلان في حيز صغير تقدمه الجمعية الخيرية الراغبة في التبرع لها ومعه رقم الحساب! يعني ما على المتبرع سوى أن يدفع! ادفع واسكت كما لو كنت أمام (كاشير) أو محصل النقود في سوبر ماركت! ولا شيء يذكر عن الإنجازات التي تحققت بالتبرعات وإن ذكرت فهي حبر على ورق ينشر بطريقة مختصرة وغير واضحة! وكل ما يحسه المتبرع المحسن من خلال الشعور الذي يوحي به الإعلان ينحصر في عبارة واحدة (أعطنا تبرعك وما عليك من شيء) يعني تبرع واصمت! لا يزال العمل الخيري القائم على عطاءات المحسنين يركز على التحصيل المادي أكثر من اعتماده على الجهود ويقدمها للجمهور! ولا يزال المقياس لدينا كم تعطي وكم أعطيت وكم تتبرع! ولا أحد يتحدث عن الكيف! لا شك أن الجهود الجبارة التي يبذلها المتطوعون والمتطوعات أعضاء الجميعات الخيرية محل التقدير والإعجاب لكن لابد من نقلها إلى الجمهور واعتباره «شريك» وليس ضرعا حلوبا! حق للناس أن تعرف للعمل الخيري استراتيجية وأهدافا.. وحق لها أن تشارك وأن تعرف ما دامت قد أعطت أن المزيد من الأضواء على الأعمال الخيرية ينقيها من الشوائب... وسلامتكم.

للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة