وادي دهـوان..قصة الثراء والعراء
الأربعاء / 26 / رمضان / 1430 هـ الأربعاء 16 سبتمبر 2009 20:07
وادي دهوان الذي يعتقد الكثير من العامة بأنه مدفون تحت رماله الذهب أو الألماس مما جعلهم يطلقون عليه وادي الثراء.
هذا الحلم الذي روّع الجميع وأوقع جيرانه في مناوشات ومهاترات للظفر بجزء من رماله اللؤلؤية، وبات الأطفال يبحثون في صفحات الكتب معتقدين بأن دهوان أحد مناجم الذهب أو الفحم، ظلوا يحلمون بحفنة من رماله الذهبية لتمكنهم من شراء بعض اللعب أو قطع من الحلوى والشوكولاته، والبعض الآخر يعتقد أن تلك الشوكولاته قد تكون مدفونة هناك.
هذا الوادي الذي يعد أحد مخرجات وكنوز تلك المعمورة وثرواتها المعدنية والزراعية وغيرها من الجبال والأودية والمياه بآبارها العذبة والمالحة وأشجارها من نخيل الدحن وأقحوان خلب وصيمران ووزاب دهوان كل هذه المقومات جعلها الله تساعد الإنسان على العيش ومقاومة الفقر وشقاء الحياة.
هذا الوادي الذي تطاولت عليه الأيادي لتخريب معالمه وتضاريسه، أصبح اليوم أشبه بدهاليز تحوم فيها الحيوانات السائبة بعد أن اعتادوه الناس مصلى للعيد، جسّد العديد منهم قصصا وحكايات الماضي العذب ببساطة الناس وعاداتهم وتقاليدهم الأصيلة. فلماذا؟ لا يبقى بصورته تلك؟ ولم يحفر؟ يحدثني الكثير بأنه كان وما زال متنزها جميلا للذكريات المدرسية برحلات الطلاب إليه! حيث كان فصلا لحصص التاريخ والجغرافيا ولفنون الرياضات والألعاب المختلفة. واليوم؛ طريقه وعرة مخيفة بحفرها العميقة ورماله المتراكمة، أصبح سوقا مفتوحة للتبادل التجاري رمالا وماء.
إنه في تدهور متدرج، لا بأس أن خصص جزءا منه لبيع رماله الذهبية! لكن في موقع آخر بعيد عن الضرر بمصالح الناس وأخطار الطريق.
والكارثة الكبرى عند هطول المطر وتدفق الّسيل تشاهد العجب والعجائب من المخاطر وتعثر المسير؟! فأين السياحة؟ وأين أصدقاء البيئة؟ بل غابت المواصلات وغرق الدفاع المدني وسلبت الثروة المعدنية! فعندما يأتي المطر الكل يفرح وينتعش برائحة تراب الأرض؛ باحثا عن مجرى ومستقى للماء ليروي الجميع حقولهم وبينما الفرحة ترتسم على الكل، وإذا بخبر وفاة واحتجاز أقارب أسرة ما داخل بطون الأودية، وتتبدد الفرحة بحرمان صديق من زواجه ومنع حضور زواج صديق آخر ولا يتوقف الحال على ما هو عليه، ففي الصباح فاجأني وفاة سبع طالبات وهم في طريقهن إلى المدارس، وفي المساء يصدمني خبر وفاة زوج وزوجته بحضور الجماهير وأول مرّة أشاهد الموت بجماهيره، والمعروف أن الجمهور لا يكون إلا في مدرجات الملعب، لكن هذه المرة رأيت بأم عيني رجلا وزوجته يصارعون الموت وسط صيحات الجماهير وهم ينادوننا أين الدفاع المدني؟ وأين صفارات إنذاراته؟ وأين طائرات الإنقاذ؟ كلها أسئلة تردد حتى في تشييع جنازة ضحايا السيول في صورة تتكرر كل عام، بينما يتساءل آخرون عن الجسور وعن وعود الطرق وعن تلك الأرقام التي تعلن في ميزانيات كل عام ولا نرى شيئا على أرض الواقع إلا القليل في مواقع الواجهة والوسط؟ إلى متى يستهان بقتل الأنفس؟ أليس لأرواح البشر كرامة؟ صارحني أحدهم بقوله: قمنا بإصلاح الطرق على حسابنا الخاص؛ فالكل هنا يدفع من دم قلبه ومن قوت يومه من أجل أن يصل إلى المكان الذي يريده بأمان؟
أحمد زيلعي ــ جازان
هذا الحلم الذي روّع الجميع وأوقع جيرانه في مناوشات ومهاترات للظفر بجزء من رماله اللؤلؤية، وبات الأطفال يبحثون في صفحات الكتب معتقدين بأن دهوان أحد مناجم الذهب أو الفحم، ظلوا يحلمون بحفنة من رماله الذهبية لتمكنهم من شراء بعض اللعب أو قطع من الحلوى والشوكولاته، والبعض الآخر يعتقد أن تلك الشوكولاته قد تكون مدفونة هناك.
هذا الوادي الذي يعد أحد مخرجات وكنوز تلك المعمورة وثرواتها المعدنية والزراعية وغيرها من الجبال والأودية والمياه بآبارها العذبة والمالحة وأشجارها من نخيل الدحن وأقحوان خلب وصيمران ووزاب دهوان كل هذه المقومات جعلها الله تساعد الإنسان على العيش ومقاومة الفقر وشقاء الحياة.
هذا الوادي الذي تطاولت عليه الأيادي لتخريب معالمه وتضاريسه، أصبح اليوم أشبه بدهاليز تحوم فيها الحيوانات السائبة بعد أن اعتادوه الناس مصلى للعيد، جسّد العديد منهم قصصا وحكايات الماضي العذب ببساطة الناس وعاداتهم وتقاليدهم الأصيلة. فلماذا؟ لا يبقى بصورته تلك؟ ولم يحفر؟ يحدثني الكثير بأنه كان وما زال متنزها جميلا للذكريات المدرسية برحلات الطلاب إليه! حيث كان فصلا لحصص التاريخ والجغرافيا ولفنون الرياضات والألعاب المختلفة. واليوم؛ طريقه وعرة مخيفة بحفرها العميقة ورماله المتراكمة، أصبح سوقا مفتوحة للتبادل التجاري رمالا وماء.
إنه في تدهور متدرج، لا بأس أن خصص جزءا منه لبيع رماله الذهبية! لكن في موقع آخر بعيد عن الضرر بمصالح الناس وأخطار الطريق.
والكارثة الكبرى عند هطول المطر وتدفق الّسيل تشاهد العجب والعجائب من المخاطر وتعثر المسير؟! فأين السياحة؟ وأين أصدقاء البيئة؟ بل غابت المواصلات وغرق الدفاع المدني وسلبت الثروة المعدنية! فعندما يأتي المطر الكل يفرح وينتعش برائحة تراب الأرض؛ باحثا عن مجرى ومستقى للماء ليروي الجميع حقولهم وبينما الفرحة ترتسم على الكل، وإذا بخبر وفاة واحتجاز أقارب أسرة ما داخل بطون الأودية، وتتبدد الفرحة بحرمان صديق من زواجه ومنع حضور زواج صديق آخر ولا يتوقف الحال على ما هو عليه، ففي الصباح فاجأني وفاة سبع طالبات وهم في طريقهن إلى المدارس، وفي المساء يصدمني خبر وفاة زوج وزوجته بحضور الجماهير وأول مرّة أشاهد الموت بجماهيره، والمعروف أن الجمهور لا يكون إلا في مدرجات الملعب، لكن هذه المرة رأيت بأم عيني رجلا وزوجته يصارعون الموت وسط صيحات الجماهير وهم ينادوننا أين الدفاع المدني؟ وأين صفارات إنذاراته؟ وأين طائرات الإنقاذ؟ كلها أسئلة تردد حتى في تشييع جنازة ضحايا السيول في صورة تتكرر كل عام، بينما يتساءل آخرون عن الجسور وعن وعود الطرق وعن تلك الأرقام التي تعلن في ميزانيات كل عام ولا نرى شيئا على أرض الواقع إلا القليل في مواقع الواجهة والوسط؟ إلى متى يستهان بقتل الأنفس؟ أليس لأرواح البشر كرامة؟ صارحني أحدهم بقوله: قمنا بإصلاح الطرق على حسابنا الخاص؛ فالكل هنا يدفع من دم قلبه ومن قوت يومه من أجل أن يصل إلى المكان الذي يريده بأمان؟
أحمد زيلعي ــ جازان