صباح الحُلم الأخضر للمرأة والوطن

ابتهال مبارك

ماذا كان يمكن لامرأة سعودية شغفت بالعلم وتفوقت فيه حتى حصدت شهادة دكتوراه في مطيافية أشباه الموصلات من جامعة ستراثكلايد بغلاسكو أن تمتهن حال رجوعها لبلدها ؟
على أحسن تقدير كانت أفضل الفرص المتاحة أمام الدكتورة إيمان روقان السعودية التي بدأت حياتها العلمية ببكالوريوس فيزياء وتعليم من جامعة أم القرى ، فعليها أن تقنع بوظيفة تعليمية أكاديمية في أي من جامعاتنا التي لاتعرف طريقا للبحث العلمي الحقيقي. لم يكن من الممكن لهذه الشابة السعودية الطموحة التي أنشأت خلال عملها على الدكتوراه روابطا للتعاون مع تسعة مختبرات دولية في أروربا العودة للوطن بعد كل ماحققته لم يكن أمامها سوى أن تتخير بين العديد من العروض التي حتما ستنهال عليها من أبرز مراكز أبحاث ومختبرات العالم لتكمل بحثها في بيئة تقدرها وتدعمها.
كان هذا قبل كاوست
الدكتورة إيمان روقان ستباشر عملها الأكاديمي خلال الأيام القليلة القادمة على أرض ثول تحديدا كأستاذ مساعد في علوم وهندسة المواد ضمن طاقم هيئة التدريس في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية كما نقل لنا موقع الجامعة الالكتروني الذي أدعو القراء والقارئات للوقوف على سيرتها الذاتية الغنية التي تحتوي على تفاصيل سيرتها العلمية الدقيقة من أشعة سينية المتشتتة في الطول الموجي وأشعة سينية مشتتة للطاقة لمطيافية التألق الكاثودي وغيرها الكثير مجالات فيزيائية هندسية لا أفقه فيها شيئا لذلك سأتوقف عند هذا الحد. مرفق بسيرتها على الموقع صورة شخصية للدكتورة إيمان بحجاب بني وابتسامة رزينة ملؤها الثقة تحمل لنا تباشير أبحاث قادمة ونقاشات علمية تحتدم في أروقة الجامعة العالمية التي ستسثمر في عقل الإنسان ومعرفته بغض النظر عن جنسه وعرقه، ما أجمل الاحتفال بالوطن في يومه شاهدين وثبته للمستقبل. أدرك جيدا أن هكذا مشروع يحمل بين طياته أحلام وطن، لا أستطيع أن أختصر أهميتها في وجود عنصر نسائي وطني ولكن مادام أن الحلم أصبح حقيقة فلا بأس إذن من الفخر بالدكتورة التي سنت سنة حسنة للكثيرات من فتياتنا الطموحات اللواتي يسعين بجد للحصول على مقعد جامعي في أهم مراكز الأبحاث العالمية على أرض بلدهم.
سيستمر احتفالنا بالجامعة الحلم التي افتتحها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله ــ حفظه الله ــ البارحة الأولى في عيدنا الوطني لسنوات طوال قادمة ينقلنا فيه هذا الحرم الجامعي الراقي ومختبراته إلى مستقبل طال انتظاره. العلم هو وحده من سيحملنا بسلاسة إلى مانريد وأكثر. لنتذكر أنه ومع الأسف الدولة الأكثر امتلاكا للتقنية والأبحاث في منطقة الشرق الأوسط هي إسرائيل التي عرف مؤسسوها أهمية المؤسسات العلمية من قبل حتى تأسيس دولتهم بسنوات طوال، فقبل تأسيس إسرائيل في العام 1948 أسسوا جامعتين إحداهما هي معهد إسرائيل للتكنولوجيا المنشأ عام 1924. وتوالت طبعا بعدها إنشاء عشرات معاهد الأبحاث ومختبرات التقنية التي نقلت دولة إسرائيل الحديثة التاريخ إلى مصاف دول العالم الأول حيث برعت ولا تزال تقدم آخر الأبحاث في مجالات علمية عديدة كالالكترونيات والطاقة الشمسية والهندسة وعالم الكمبيوتر والأدوية والزراعة وغيرها العديد. كما حصل على الأقل أربعة من علمائها على جوائز نوبل في العلوم.
من اليوم لن يكونوا وحدهم في الساحة فجامعة الملك عبد الله للتقنية بتخصصها في مجال البحث والدراسات العليا واستقطابها لأفضل الكفاءات من حول العالم وخلقها الجو العلمي المشجع للإبداع والحاضن للكفاءات الوطنية كالدكتورة إيمان وغيرها الكثير هي استثمار آني سنراه جميعا ونحصد ثماره عاجلا غير آجل فغالبية التخصصات تتخذ من مستقبل بلدنا قاعدة للبحث العلمي. هنيئا لنا بتحقيق حلم قائد مسيرتنا الملك عبدالله ــ حفظه الله ــ احتفالنا بسنتنا الـ «79» لتأسيس مملكتنا له نكهة أخرى في هذه السنة انطلقت من مدينة الحلم الوادعة ثول فمنها الوعد إلى مستقبلنا الأخضر.
ebtihalus@gmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 249 مسافة ثم الرسالة