عصابات الجهالة والتحرر المطلق والتسييس خطفت وسطية الإسلام

الملك: الفكر المتشدد أعاد الأمة إلى الوراء وعازمون على تجفيف منابعه

عصابات الجهالة والتحرر المطلق والتسييس خطفت وسطية الإسلام

هاني اللحياني، سلمان السلمي ــ مكة المكرمة

شدد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على عزم المملكة محاربة الفكر الضال والمتشدد وتجفيف منابعه، كونه هو من أعاد الأمة للوراء، مؤكدا أن السعوديين يدا واحدة ضد الباغين على حدودنا الجنوبية وسط تأييد إسلامي وعربي. وتوجه الملك عبد الله في كلمة ألقاها بالنيابة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة، للحاضرين حفل افتتاح مؤتمر مكة المكرمة العاشر «مشكلات الشباب المسلم في عصر العولمة»، الذي دعت إليه رابطة العالم الإسلامي أمس في مقرها، بالقول: «أمامنا عداوتان، الأولى: في الخارج شوهت صورتنا على خلفية أعمال غير مسؤولة قامت بها فئة تنتمي إلينا، وهي بعيدة عن منهجنا، ولا تزال الأمة تدفع ضريبتها، والأخرى: في الداخل، تتمثل في خطف وسطية الإسلام من عصابات الجهالة، أو التحرر المطلق أو عصابات التسييس».

الفكر المنحرف
وأوضح خادم الحرمين الشريفين «أنه على الرغم من أن المملكة قامت على الاعتدال، وحققت وجودها تحت راية الإسلام، فقد عانت كثيرا من هذا الفكر المنحرف، الذي وفد إليها مندسا، لكنها قطعت ولله الحمد شوطا كبيرا في تجفيف الساحة الداخلية منه، وسدت الطرق أمام كل خططه، وحين انطلق المتسللون أخيرا من أرض اليمن الشقيق، يهاجمون حدودنا الجنوبية، يستولون على أرضنا، ويقتلون ويجرحون العزل من أبنائنا، ويحاولون ترويع الأمن والآمنين، وقف السعوديون جميعا ــ مدنيون وعسكريون ــ وقفة رجل واحد وسط تأييد عربي وإسلامي وعربي في وجه العدوان، ورد الله كيد المعتدين في نحورهم».
عالم مفتوح
ورأى أنه «في عالم السماوات المفتوحة، وما تتدفق به تقنيات الاتصالات المتجددة، لا يستطيع أحد ــ ولا من صالحه ــ أن يتقوقع على نفسه، أو يعيش معزولا»، داعيا الأمة الإسلامية ألا تغيب عن مشهد المعاصرة، و «أن تستأنف دورها مجددا في صنع الحضارة الإنسانية، وهذا يقتضي المزيد من الاهتمام بالتنمية البشرية، والانطلاق بتعليم شبابنا إلى آفاق العصر وعلومه وتقنياته، جنبا إلى جنب مع اهتمامنا بعلومنا الشرعية، والتمسك بدستورنا الإسلامي في الكتاب والسنة. ولا يعيبنا أن نأخذ ونطبق ونطور من علوم الآخر وتقنياته، وما يوافق منهج الوسطية في الإسلام، ونرفض ما دون ذلك، بل العيب ألا نبادر ولا نقبل المبادرة».
غالبية عظمى
وأشار إلى أن «الرابطة وفقت في اختيار موضوع المؤتمر عن الشباب، الذين يشكلون غالبية عظمى، تعقد عليهم الآمال، وبعضهم يتعرض للانحراف والانسياق إلى محاضن الفكر الضال، أو الإجرام، ولخطورة هذه الانحرافات، فإن العلماء مدعوون لمقاومة هذا الفكر وصناعه، ووقف مده بين الشباب في هذه المرحلة الحرجة».



وقال الأمير خالد الفيصل في مستهل الكلمة «يسعدني أن أنقل لكم تحيات خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي شرفني بالإنابة عنه في المؤتمر، وأن أرحب بالضيوف الأكارم، على أرض المملكة التي شرفها الله بخدمة الإسلام والمسلمين، وشرح صدرها وحماها بكتابه الكريم وسنة نبيه المطهرة، ووفقها إلى بذل كل عنايتها وتسخير إمكاناتها، لتطوير الحرمين والمشاعر والخدمات عامة، على النحو المشهود عاما بعد عام، وتذليل رحلة ضيوف الرحمن، كي ينصرف المسلم إلى أداء نسكه لربه كما أمر، في حال من كفاية الخدمات والأمن والطمأنينة، وبما يحقق المقاصد الشرعية للحج في جمع كلمة المسلمين وتوحيد صفهم، وتفعيل التعاون بينهم على البر والتقوى».
ووجه الشكر إلى رابطة العالم الإسلامي، وأمينها العام، والمنظمين، والمشاركين، والحضور سائلا المولى أن ينفع بهذا العمل الجليل، وأن يسدد خطاهم لما يخدم قضايا الشباب المسلم.