إنزيمات التسلط في المجتمع السعودي
الأحد / 05 / ذو الحجة / 1430 هـ الاحد 22 نوفمبر 2009 01:02
عبدالله مغرم
أولم نبتل بالمديرين البيروقراطيين الذين يسيئون تفسير الأنظمة والمواد والأحكام لتوسيع نفوذهم؟
أولم نبتل بأفراد يسعون إلى إحباط غيرهم من أجل السيطرة عليهم لتحقيق نفع مادي أو نفوذ اجتماعي؟
أولم نبتل بأسر متسلطة سببت الفشل لأبنائها وضياعهم؟
التسلط هو أكسيد النهضة وآفة الطموح، وهو بكل تأكيد اللص الذي سلب إرادة المجتمع واحترامه لذاته، ومع ذلك يسير بريئاً هارباً من العدالة لعدم كفاية الأدلة.
يستخدم المتسلطون طرقاً عدة للسيطرة على البشر، أبرزها طريقة الشك، التي يسعى المتسلط من خلالها إلى افقاد الضحية ثقته بنفسه وبما يدور حوله، ومن ثم تسهل السيطرة عليه، وطريقة التعميم، وهي تضخيم الحقائق الصغيرة، ومقاطعة الحديث، والرسائل المزدوجة التي تهدف إلى الحديث عن موضوع ما ليفتح للعقل جبهة أخرى تسبب الإحباط لتسهيل السيطرة، والتعظيم والتحطيم بحيث يسعى المتسلط إلى إكتساب ثقة الضحية ليديره حسب مصالحه، وأكبر الكوارث التي نجنيها من المتسلطين هو تحول الضحايا مع الأيام إلى متسلطين جدد، ولكم أن تصفوا حالة المجتمع عندما ينتشر فيه مثل هذا الورم الاجتماعي.
يرى جيه كارتر في كتابه الشهير الأرذال أن ضحايا التسلط مع الأيام قد يصابون بأمراض نفسية وأخرى جسدية كالقرحة والقلب والسرطان، والعجيب أن 1 في المائة فقط من المتسلطين يعلمون أنهم يمارسون التسلط والمتبقين لا يعلمون ما يسببونه من أذى للأخرين، ما يعني أن واجب الجميع مكافحة التسلط في المجتمع حتى لا يتمدد إلى جميع مفاصل الحياة الاجتماعية.
سبب انتشار التسلط هو المكاسب التي يحققها المتسلطون في الأجل القصير، والمتسلطون هم الفاشلون الذين لم يستطيعوا منافسة الآخرين فيبادرون إلى تقليمهم وإحباطهم والتصغير من نجاحاتهم؛ حتى يتسلقوا على أكتافهم، ويبقى المجتمع تحت سيطرتهم ورهن بمدى تطورهم، وينتشر بشكل أكبر وأعمق لدى الأفراد المنغلقين، فهم لا يعلمون بعلقم التسلط الذي ينتشر بينهم؛ لأنهم لم يروا سواه لفترات طويلة، ويتوقع بعضهم أن الظروف الاقتصادية التي تمر عليهم هي التي تسبب التعب النفسي الذي يعكر صفوهم، والحقيقة أن التسلط هو من كبل خطاهم ومزق إرادتهم وسلب حريتهم.
تختلف شخصيات المتسلطين، فبعضهم متسلط أصيل واضح، وبعضهم غير واضح، ويسيطرون على الضحايا تحت ستار الصداقة أو الزمالة أو القرابة، وكثيراً ما يتقلبون حتى لا يشك في غاياتهم، مع العلم أن الوقت الذي يستنزفونه للوصول إلى أهدافهم أحياناً أطول من سعيهم للنجاح بجدارة، ولكنها قد تكون ثمن الانغلاق.
أكثر الشعوب سعادة أقلها تسلطاً، وكثير من الضحايا لا يعلمون أنهم وقعوا فريسة للمتسلطين، وهي حرب نفسية وضيعة لا يمكن إدانة نتائجها؛ لعدم وجود جرم جنائي يمكن المحاسبة عليه، وليس من سبيل لمكافحته سوى تحرك أخصائيي علم النفس والاجتماع؛ ليساهموا في رسم خارطة الطريق لوقف المد التسلطي لحماية حاضر المجتمع ومستقبل الوطن والأجيال القادمة.
maghrammba@gmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 246 مسافة ثم الرسالة
أولم نبتل بأفراد يسعون إلى إحباط غيرهم من أجل السيطرة عليهم لتحقيق نفع مادي أو نفوذ اجتماعي؟
أولم نبتل بأسر متسلطة سببت الفشل لأبنائها وضياعهم؟
التسلط هو أكسيد النهضة وآفة الطموح، وهو بكل تأكيد اللص الذي سلب إرادة المجتمع واحترامه لذاته، ومع ذلك يسير بريئاً هارباً من العدالة لعدم كفاية الأدلة.
يستخدم المتسلطون طرقاً عدة للسيطرة على البشر، أبرزها طريقة الشك، التي يسعى المتسلط من خلالها إلى افقاد الضحية ثقته بنفسه وبما يدور حوله، ومن ثم تسهل السيطرة عليه، وطريقة التعميم، وهي تضخيم الحقائق الصغيرة، ومقاطعة الحديث، والرسائل المزدوجة التي تهدف إلى الحديث عن موضوع ما ليفتح للعقل جبهة أخرى تسبب الإحباط لتسهيل السيطرة، والتعظيم والتحطيم بحيث يسعى المتسلط إلى إكتساب ثقة الضحية ليديره حسب مصالحه، وأكبر الكوارث التي نجنيها من المتسلطين هو تحول الضحايا مع الأيام إلى متسلطين جدد، ولكم أن تصفوا حالة المجتمع عندما ينتشر فيه مثل هذا الورم الاجتماعي.
يرى جيه كارتر في كتابه الشهير الأرذال أن ضحايا التسلط مع الأيام قد يصابون بأمراض نفسية وأخرى جسدية كالقرحة والقلب والسرطان، والعجيب أن 1 في المائة فقط من المتسلطين يعلمون أنهم يمارسون التسلط والمتبقين لا يعلمون ما يسببونه من أذى للأخرين، ما يعني أن واجب الجميع مكافحة التسلط في المجتمع حتى لا يتمدد إلى جميع مفاصل الحياة الاجتماعية.
سبب انتشار التسلط هو المكاسب التي يحققها المتسلطون في الأجل القصير، والمتسلطون هم الفاشلون الذين لم يستطيعوا منافسة الآخرين فيبادرون إلى تقليمهم وإحباطهم والتصغير من نجاحاتهم؛ حتى يتسلقوا على أكتافهم، ويبقى المجتمع تحت سيطرتهم ورهن بمدى تطورهم، وينتشر بشكل أكبر وأعمق لدى الأفراد المنغلقين، فهم لا يعلمون بعلقم التسلط الذي ينتشر بينهم؛ لأنهم لم يروا سواه لفترات طويلة، ويتوقع بعضهم أن الظروف الاقتصادية التي تمر عليهم هي التي تسبب التعب النفسي الذي يعكر صفوهم، والحقيقة أن التسلط هو من كبل خطاهم ومزق إرادتهم وسلب حريتهم.
تختلف شخصيات المتسلطين، فبعضهم متسلط أصيل واضح، وبعضهم غير واضح، ويسيطرون على الضحايا تحت ستار الصداقة أو الزمالة أو القرابة، وكثيراً ما يتقلبون حتى لا يشك في غاياتهم، مع العلم أن الوقت الذي يستنزفونه للوصول إلى أهدافهم أحياناً أطول من سعيهم للنجاح بجدارة، ولكنها قد تكون ثمن الانغلاق.
أكثر الشعوب سعادة أقلها تسلطاً، وكثير من الضحايا لا يعلمون أنهم وقعوا فريسة للمتسلطين، وهي حرب نفسية وضيعة لا يمكن إدانة نتائجها؛ لعدم وجود جرم جنائي يمكن المحاسبة عليه، وليس من سبيل لمكافحته سوى تحرك أخصائيي علم النفس والاجتماع؛ ليساهموا في رسم خارطة الطريق لوقف المد التسلطي لحماية حاضر المجتمع ومستقبل الوطن والأجيال القادمة.
maghrammba@gmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 246 مسافة ثم الرسالة