حتى لا تتكرر كارثة 1969 ترحيل الأسطول الجوي اللبناني إلى الأردن

هشام عليوان (بيروت)

للمرة الاولى منذ اجتياح إسرائيل للبنان عام 1982، يصبح مطار بيروت الذي بات يحمل اسم مطار رفيق الحريري الدولي هدفاً إسرائيلياً رئيسياً في الحملة التي تسميها تل أبيب «الثمن الرادع» والتي تتضمن محاصرة لبنان براً وبحراً وجواً فبعد قصف مدرجيه الشرقي والغربي أول من أمس، تابعت البوارج الحربية مساء ما بدأته صباحاً فضربت خزانات الوقود في المطار بالتوازي مع قصف خزانات الفيول في معمل الجية الحراري لتوليد الكهرباء جنوباً لتحكم الحصار تماماً من دون التسبب بأضرار جسيمة دائمة بالبنية التحتية الجوية. الإيقاف العسكري لحركة المطار يفضي إلى تكبد خسائر تقدر بملايين الدولارات، فكل الحجوزات ألغيت او حولت إلى مطارات مجاورة، وكانت حوالى 20 شركة اجنبية عاملة إضافة إلى شركة الميدل إيست الوطنية فتوقفت كل الشركات الأجنبية عن العمل في بيروت حتى إشعار آخر فيما اتخذت الشركة اللبنانية المعنية قراراً بترحيل طائراتها الخمس إلى الأردن أمس الجمعة رغم الأضرار التي أصابت المدرجين وقد أقلعت الطائرات اللبنانية من منتصف المطار على جزء من المدارج المقصوفة ذلك لتجنيب لبنان كارثة شبيهة بالتي حدثت عام 1969 عندما دمر الأسطول الجوي اللبناني على أرض المطار، بعملية إسرائيلية غادرة.
وبالمقابل اتهمت إسرائيل حزب الله باستخدام المطار لجلب أسلحة وذخائر من الخارج وهذه تهمة دأبت إسرائيل على تردادها في كل عدوان وكان المطار يتردد اسمه كهدف إسرائيلي محتمل في كل مرة، وبخاصة عام 1999 عندما قصفت الطائرات المعادية محطة الكهرباء في الجمهور والتي تغذي مناطق واسعة في بيروت ولبنان. وكان مطار بيروت خضع لعملية تطوير كبرى كلفت أكثر من 500 مليون دولار، وتبلغ طاقته الاستيعابية ستة ملايين مسافر في العام.