عاد !

طارق على فدعق

أو بالأصح هيا عاد! كلمتان تعكسان قمة الاعتراض المهذب في لغة أهل الحجاز التاريخية..وجدتهما أفضل ما يمكن قوله نحو بعض ما ينشره الإعلام العربي ليتسبب في القشعريرة العامة لبدن أي محب للقدس وأي مؤمن بالقضية الفلسطينية، وإليكم بعضها:
- يقولون إن السلطات الإسرائيلية ستزيل المباني «غير الشرعية» في المستوطنات حول القدس وفي الضفة الغربية..يا جماعة حسب علمي أن المستوطنات برمتها غير شرعية..كل سنتيمتر مربع منها غير شرعي..ولذا فأقول عفوا قننوا كلامكم قبل أن تنشروا.
- يقولون إن هناك خطة إسرائيلية لتوسعة ساحة «حائط المبكى» في القدس..وأقول لا مؤاخذه حتى اليهود أنفسهم لا يسمونه «حائط المبكى» بل يسمونه بالعبرية «الكتل» بضم الكاف وشد التاء..ويسمونه أيضا «الحائط الغربي» لمعبدهم المزعوم، والأصح أن اسمه حائط «البراق» وفضلا تذكروا معجزة الإسراء والمعراج.
- يقولون إن قبة المسجد الأقصى الذهبية ذات القاعدة الثمانية المميزة مهددة من إجراءات السلطات الإسرائيلية..وأقول لا مؤاخذة إن قبة المسجد الأقصى ليست ذهبية، بل فضية، وقاعدتها ليست ثمانية فالوصف يرمز إلى قبة الصخرة وليس المسجد الأقصى.
- يقولون «إسرائيل» فعلت وعملت إلى آخره..وأقول إن إسرائيل هو اسم النبي يعقوب، والاسم الصحيح الذي مفروض أن نستخدمه هو السلطات المحتلة.
- يقولون إن النجمة السداسية الشهيرة بالكلمة العبرية «ماجن دافيد» هي نجمة داود الإسرائيلية..وأقول إن الصهاينة تبنوها منذ أقل من مائة سنة، وأن لا علاقة لها بتاريخهم وفي الواقع ستجدها في محراب العديد من المساجد التاريخية حول العالم.
- أكثر كلمة متداولة بين الصهاينة هي «شالوم» وفى الواقع فالتحية العبرية التقليدية هي «شالوم عاليكوم» وكأنها «السلام عليكم».. وأقول أي سلام هذا الذي تتبنونه في ظل الإساءات الإنسانية البالغة للشعب الفلسطيني.
- يصفون الجدار الذي يطوق المدن الفلسطينية «بالسور الحامي».. وأقول هو الصحيح هو أنه «جدار سجن وتطويق» الشعب الفلسطيني في أكبر استهتار عالمي باستخدام العمران لتطويق الإنسان.
- يصفون القوات الصهيونية بمصطلح «جيش الدفاع الإسرائيلي».. وكل ما نراه هو أنشطه هجومية على المدنيين وفي الواقع فاستخدام كلمة «دفاع» لا تليق بما تفعله هذه القوات.. وفي الواقع فمصطلح الدفاع يستخدم ليبرر أنشطة القوات المسلحة أثناء الأعياد الدينية مثل «الشبات» الذي يبدأ بعد غروب الشمس يوم الجمعة من كل أسبوع وينتهي نهاية اليوم التالي.
- يصفون بعض المستوطنات بأسمائها العبرية وعلى سبيل المثال لا الحصر «هار هوما» في جنوب القدس ومعناها «الجبل المسور».. وأقول يا جماعة تبينوا الحقائق فهذه المستوطنة هي جبل «أبي قبيس» الفلسطيني اسما، وترابا، وصخرا، وعشبا، وتاريخا.
أمنيـــــة
من أخطر المعارك الخفية الخطيرة هي صراعات الكلمات والمعاني، فعندما تتراكم المغالطات اللغوية، يتم تمهيد أرضية خصبة لزرع عناصر التاريخ المزيف، وإغفال حقائق تاريخية أساسية.. أتمنى أن نتأهل ونتأهب إعلاميا لمواجهة التغيرات الخطيرة التي تهدد الحقائق وراء الكلمات والجغرافيا والتاريخ والحقوق في فلسطين وفي كل مكان.
والله من وراء القصد.

للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 122 مسافة ثم الرسالة