بوش يقف وحيدا في الدفاع عن اسرائيل.. وغياب الدور الأمريكي يهدد استقرار الشرق الأوسط

الصحف الامريكية والبريطانية محذرة من خطورة الوضع المتفجر في المنطقة :

محمد بشير(الترجمة)

اولت الصحف العالمية اهتماما كبيرا بالوضع الخطير والمتفجر في الشرق الأوسط بعد اجتياح اسرائيل قطاع غزة وغاراتها المستمرة على مختلف الأهداف والبنى التحتية في لبنان. معبرة عن قلقها العميق حول العواقب الوخيمة للعمليات العسكرية الاسرائيلية غير المتكافئة مطالبة بوقف «الحرب» والمغامرات والبحث عن الحلول السياسية. وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية ان رفض الرئيس جورج بوش الضغط على اسرائيل لوقف عدوانها يشجع الدولة العبرية على المضي قدما في عملياتها العسكرية المدمرة في كل من قطاع غزة ولبنان، مؤكدة ان هذا الرفض يعد دليلا اخر على ضعف الادارة الامريكية وفقد نفوذها وقدرة السيطرة على الاوضاع المتردية والمتفجرة في المنطقة. وأضافت الصحيفة ان هذا الرفض ليس جديدا في السياسة الامريكية الموالية لاسرائيل، ولكن الغريب هو غياب الدور الأمريكي في عملية السلام المتعثرة، مما أدى الى ايصال الاوضاع الى هذا المستوى الخطير الذي يهدد باشعال المنطقة برمتها. وأشارت صحيفة لوس انجليس تايمز الامريكية الى ان الرئيس بوش منعزل تماما في تأييده المطلق لاسرائيل وعدم مطالبة تل أبيب بوقف مغامراتها، مؤكدة ان بقية جميع زعماء العالم متفقون على ضرورة وقف اطلاق النار واللجوء الى الحل الدبلوماسي للازمة بدلا من استمرار العمليات العسكرية وقتل المدنيين الابرياء والتهديدات المتبادلة بتوسيع دائرة الحرب والدمار والاقتتال. وأوضحت الصحيفة ان اختلاف وجهات النظر بين بوش وبقية قادة العالم حول الازمة قد يؤدي الى انقسام قمة الدول الكبرى الصناعية الغربية في روسيا، وذلك في الوقت الذي تأمل فيه ادارة بوش ان يتفق زعماء هذه الدول على اتخاذ موقف موحد ضد البرنامج النووي الايراني والصواريخ والتهديدات النووية الكورية الشمالية. وأكدت الصحيفة ان الوضع المتفجر في الشرق الأوسط فرض نفسه على القمة، مما أدى الى تهميش القضايا الاخرى، مثل الطاقة والتجارة والاقتصاد والحرب العراقية، ناهيك عن ايران وكوريا الشمالية.ولتخفيف حدة الانتقادات الاقليمية والدولية ضد الولايات المتحدة، قالت وزيرة الخارجية الامريكية كونداليزا رايس في وقت متأخر الليلة قبل الماضية انه ينبغي لاسرائيل ممارسة ضبط النفس، موضحة انها بعثت برسالة بهذا المعنى الى رئيس وزراء اسرائيل اولمرت عبر القنوات الدبلوماسية الخاصة. وكان الرئيس الفرنسي جاك شيراك والاتحاد الاوروبي وعدد كبير من زعماء العالم قد أدانوا العدوان الاسرائيلي على لبنان، بينما وصف بوش هذا العدوان بأنه حق مشروع للدفاع عن النفس. وأوضحت صحيفة «لوفيجارو» الفرنسية ان اسرائيل قلقة جدا من قدرة حزب الله العسكرية المتطورة، وذلك بعد ضرب صواريخ الحركة بارجة اسرائيلية على بعد 20 ميلا من الحدود في ميناء حيفا وقتل 4 جنود اسرائيليين. ونقلت الصحيفة عن عمدة حيفا يونا باحاف قولها ان ضرب البارجة على هذه المسافة يعد دليلا اخر على ان مقاتلي حزب الله قادرون على ضرب اي هدف في اسرائيل ونسبت الصحيفة الى مسؤولين عسكريين اسرائيليين قولهم ان حزب الله يملك صواريخ قادرة على الوصول الى عمق الدولة العبرية وان الحركة تستخدم الآن جميع ما تملك من أسلحة. وقالت المتحدثة باسم الجيش الاسرائيلي نوامير بأن حزب الله يمتلك ما لا يقل عن 100 صاروخ يبلغ مداها 45 ميلا. وذكرت صحيفة فايتننشيال تايمز البريطانية ان كلا من سوريا وايران تتعرضان الآن لضغوط دولية للسيطرة على حزب الله واقناعه بالتعقل وتهدئة الامور تمهيدا للحل السياسي. ومن جهة اخرى قالت صحيفة الاندبندنت البريطانية ان ناشطين وجماعات ضغط بريطانيين طالبوا الحكومة البريطانية بالغاء صفقة لبيع معدات عسكرية لاسرائيل تبلغ قيمتها 23 مليون جنيه استرليني، وذلك بمثابة بادرة للتنديد بالعدوان الاسرائيلي ضد اللبنانيين والفلسطينيين.