منتظري الميت يهدد النظام الحي
الأربعاء / 13 / محرم / 1431 هـ الأربعاء 30 ديسمبر 2009 23:00
عبدالله بن بجاد العتيبي
موت المرجع الإيراني منتظري ذي التاريخ الطويل في محاربة النظام البهلوي السابق، وذي الدور الكبير في نجاح الثورة الإسلامية في إيران هي شاهد آخر على الأزمة العميقة التي تعيشها إيران.
إن حجم الغضب الشعبي الإيراني المستمر منذ عدة أشهر وإن حمل بعض الأبعاد الدينية إلا أن المحرك الأساس له هو السياسة داخليا وخارجيا والاقتصاد أيضا، وذلك ما لم تستوعبه القيادة الإيرانية بعد، تلك القيادة المشغولة ببسط نفوذها في المنطقة ومناكفة الغرب في المشروع النووي، والتي نسيت في ما نسيت الشعب الإيراني الذي تحكمه وتخاطب العالم باسمه.
مشاهد العنف الأمني الحكومي تنتشر في إيران منذ بدء الأزمة، وهي تتراكم لتصبح وقودا لما يشبه الثورة الجديدة، فعند التحليل نكاد أن نردد ما أشبه الليلة بالبارحة، فممارسات نظام الثورة الإسلامية اليوم تشابه إلى حد كبير ممارسات النظام البهلوي السابق قبيل اشتعال الثورة الإسلامية، وذلك حين تطغى الأحلام الكبيرة للقيادة على حقوق الشعب وحريته، فتقوم بقمعه بالقوة الأمنية العنيفة ملغية إرادته وتوجهه.
لقد اضطر الخميني على تجرع السم، حسب تعبيره في إيقاف الحرب الإيرانية العراقية، التي أنهكت بلاده ومواردها ومقدراتها، وإن استفاد في بدايتها من خلق عدو خارجي يساعده على توحيد الصف الداخلي، غير أن القيادة الإيرانية الحالية تفعل شيئا مختلفا، فهي حتى قبل أن يبدأ إضراب داخلي كانت تسعى بجد واجتهاد لخلق عداوات خارجية هي في غنى عنها، وبالإمكان رصد تعاملها مع دول الخليج كمثال.
إن أجهزة إيران الأمنية والعسكرية اليوم تمارس نفس ما كان يمارسه جهاز السافاك والقطاعات الأمنية والعسكرية زمن الشاه في مواجهة الغضب الشعبي، والمراقب يكاد أن يطابق بين المشهدين، مشهد ما قبل الثورة والمشهد المعاصر، غضب شعبي عارم وفي تصاعد يقابله استهتار رسمي يؤثر استخدام منطق القوة ويلغي تماما قوة المنطق.
كثرة المواسم الاحتفالية أو البكائية التي تضطرم فيها المشاعر وتلتهب فيها العواطف واحد من ما يميز المذهب الشيعي عن غيره من المذاهب الإسلامية الأخرى، وللمراقب أن يتساءل اليوم: لماذا أصبح النظام الذي كان يرى في هذه المواسم داعما له يراها اليوم خطرا عليه، ويشعر بالاستفزاز من تكاثر هذه المواسم ويخشى أشد الخشية من أي تجمع جماهيري وأي احتشاد شعبي!
هذا النوع من الأسئلة والتأمل ينبغي أن يجبر النظام على التوقف ومحاولات الإجابة الهادئة، ولكن الشعور الطاغي بالقوة يعمي صاحبه عن الرؤية الصافية ويبعد عنه الإجابات الحقيقية، لأنه يعتقد أنه يمتلكها كاملة وأن المخالفين له لا يعدون مجرد غوغاء يستطيع القضاء عليهم بأيسر السبل وأسهل المسالك.
ما جرى في أحداث عزاء منتظري وما حدث في يوم عاشوراء من مواجهات عنيفة تجعلنا نشير إلى أن المظاهرات التي يتم فيها اعتقال آلاف المواطنين والتي يقتل فيها قتلا عشرات الأشخاص تتجاوز وصف المظاهرات ويصبح توصيفها الأليق هو الاضطرابات، والإضرابات هي الخطوة الأخيرة قبل الثورات، ولعل ما يجري في إيران اليوم يشير إلى بواكير ثورة شعبية تتخلق شيئا فشيئا، تزداد ولا تنقص، تتصاعد ولا تتراجع.
Bjad33@gmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 250 مسافة ثم الرسالة
إن حجم الغضب الشعبي الإيراني المستمر منذ عدة أشهر وإن حمل بعض الأبعاد الدينية إلا أن المحرك الأساس له هو السياسة داخليا وخارجيا والاقتصاد أيضا، وذلك ما لم تستوعبه القيادة الإيرانية بعد، تلك القيادة المشغولة ببسط نفوذها في المنطقة ومناكفة الغرب في المشروع النووي، والتي نسيت في ما نسيت الشعب الإيراني الذي تحكمه وتخاطب العالم باسمه.
مشاهد العنف الأمني الحكومي تنتشر في إيران منذ بدء الأزمة، وهي تتراكم لتصبح وقودا لما يشبه الثورة الجديدة، فعند التحليل نكاد أن نردد ما أشبه الليلة بالبارحة، فممارسات نظام الثورة الإسلامية اليوم تشابه إلى حد كبير ممارسات النظام البهلوي السابق قبيل اشتعال الثورة الإسلامية، وذلك حين تطغى الأحلام الكبيرة للقيادة على حقوق الشعب وحريته، فتقوم بقمعه بالقوة الأمنية العنيفة ملغية إرادته وتوجهه.
لقد اضطر الخميني على تجرع السم، حسب تعبيره في إيقاف الحرب الإيرانية العراقية، التي أنهكت بلاده ومواردها ومقدراتها، وإن استفاد في بدايتها من خلق عدو خارجي يساعده على توحيد الصف الداخلي، غير أن القيادة الإيرانية الحالية تفعل شيئا مختلفا، فهي حتى قبل أن يبدأ إضراب داخلي كانت تسعى بجد واجتهاد لخلق عداوات خارجية هي في غنى عنها، وبالإمكان رصد تعاملها مع دول الخليج كمثال.
إن أجهزة إيران الأمنية والعسكرية اليوم تمارس نفس ما كان يمارسه جهاز السافاك والقطاعات الأمنية والعسكرية زمن الشاه في مواجهة الغضب الشعبي، والمراقب يكاد أن يطابق بين المشهدين، مشهد ما قبل الثورة والمشهد المعاصر، غضب شعبي عارم وفي تصاعد يقابله استهتار رسمي يؤثر استخدام منطق القوة ويلغي تماما قوة المنطق.
كثرة المواسم الاحتفالية أو البكائية التي تضطرم فيها المشاعر وتلتهب فيها العواطف واحد من ما يميز المذهب الشيعي عن غيره من المذاهب الإسلامية الأخرى، وللمراقب أن يتساءل اليوم: لماذا أصبح النظام الذي كان يرى في هذه المواسم داعما له يراها اليوم خطرا عليه، ويشعر بالاستفزاز من تكاثر هذه المواسم ويخشى أشد الخشية من أي تجمع جماهيري وأي احتشاد شعبي!
هذا النوع من الأسئلة والتأمل ينبغي أن يجبر النظام على التوقف ومحاولات الإجابة الهادئة، ولكن الشعور الطاغي بالقوة يعمي صاحبه عن الرؤية الصافية ويبعد عنه الإجابات الحقيقية، لأنه يعتقد أنه يمتلكها كاملة وأن المخالفين له لا يعدون مجرد غوغاء يستطيع القضاء عليهم بأيسر السبل وأسهل المسالك.
ما جرى في أحداث عزاء منتظري وما حدث في يوم عاشوراء من مواجهات عنيفة تجعلنا نشير إلى أن المظاهرات التي يتم فيها اعتقال آلاف المواطنين والتي يقتل فيها قتلا عشرات الأشخاص تتجاوز وصف المظاهرات ويصبح توصيفها الأليق هو الاضطرابات، والإضرابات هي الخطوة الأخيرة قبل الثورات، ولعل ما يجري في إيران اليوم يشير إلى بواكير ثورة شعبية تتخلق شيئا فشيئا، تزداد ولا تنقص، تتصاعد ولا تتراجع.
Bjad33@gmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 250 مسافة ثم الرسالة