بودي قارد: مأساة حقيقية في كوميديا كاذبة

أما النجاح، فقد شاهدته بعيني، وتابعته وسط الزحام، وقد كان كاسحا، أما الجودة، فقد كانت في الحضيض، لا أتحدث عن برنامج (شاعر المليون)، ولكن عن (عادل إمام) ومسرحيته الباهتة (بودي قارد)، التي أذهلني حضورها الجماهيري، الطاغي فعلا، فأن يمتلئ مسرح الزعيم، في القاهرة، بكل هذا العدد من الناس، بعد مرور أكثر من عشر سنوات، على العرض الأول، شيء غير طبيعي فعلا، واستثنائي بحق، وأنت حين تتفرس في وجوه الحاضرين، يتأكد لك، أن السوّاح العرب، قرروا، اعتبار عادل إمام، هرما رابعا، لا يمكن لك زيارة القاهرة، دون المرور به، ولما فتحت الستارة، ظهر عزت أبو عوف، وسعيد عبد الغني، وآخرين، وصفقنا كثيرا، وفجأة يكسر عادل إمام (أدهم) الجدار، فلا يتوقف التصفيق، إلى أن يتعب عادل إمام، نفسه، من انحناءة التحية، كل شيء كان يوحي بعرض مسرحي، شديد الفتنة، لكن ربع ساعة مقبلة من الوقت، تبدد كل شيء، وتكتشف كمتفرج، أنك أدخلت نفسك في خدعة كبيرة، فالمسرحية، لا ترقى لأن تكون عرضا تهريجيا، في سيرك شعبي، لا شيء، لا شيء بالمرة، مجرد كلمات بذيئة، وتلميحات أكثر بذاءة، وحركات خادشة للحياء، أو هي مفتقدة للذوق، والأدب، قصة بلا حبكة، ومضامين بلا معنى، وفرجة بلا فرجة، رغم ما في الإخراج المسرحي، من جهد للنهوض بالعمل، لكن المسرح المفتقر، للأدوات اللازمة، لم يساعد هذا الجهد، وخذله أكثر من مرة، نعرف جميعنا أن عادل إمام كبر في السن، لكن أن يتواطئ معه العمل المسرحي، لهذا الحد، شيء غير طبيعي، وغير مقبول بالمرة، والنتيجة: عمل مسرحي، أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه، تافه، وشديد السطحية، مأساة حقيقية، في كوميديا كاذبة!