أطول كسوف في الألفية الثالثة يبدأ من تشاد

استقر جزئيا في الدول العربية وعبر المحيط الهندي

أطول كسوف في الألفية الثالثة يبدأ من تشاد

محمد داوود ـ جدة، سعيد الباحص ـ الدمام

شهد سكان العالم صباح أمس كسوف الشمس، الذي يعد الأطول في الألفية الثالثة ورصد جزئيا في سماء المملكة والدول العربية، وسط اهتمام كبير من الباحثين والفلكيين وسكان الدول.
مسار الكسوف
وأوضح أستاذ الفيزياء والمشرف على المرصد الفلكي لمركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز (سايتك) الدكتور علي الشكري أن مسار الكسوف الحلقي بدأ من تشاد وغرب وسط أفريقيا الوسطى لحظة شروق الشمس وقطع وسطها واتجه إلى شمال الكونغو وأوغندا ثم كينيا فجنوب الصومال وتاركا قارة أفريقا، وعابرا المحيط الهندي إلى شمال سريلانكا وأقصى جنوب الهند فبورما ثم إلى وسط الصين، حتى غرب قرص الشمس على ساحلها الشرقي، وتم رؤيته كسوفا جزئيا في جميع أنحاء العالم ما عدا قارات أستراليا وأمريكا الشمالية والجنوبية والمتجمدة الشمالية وغرب وشمال أوروبا والمحيطات الأطلسي والهادي والمتجمد الشمالي.
ولفت الدكتور الشكري الى أن مركز سلطان بن عبدالعزيز للعلوم والتقنية (سايتك) التابع لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن ممثلا في المرصد الفلكي رصد الكسوف باستخدام المناظير الفلكية، والنظارات الخاصة بالكسوف مع تقديم شرح علمي عن الظاهرة.
بقع شمسية
وفي جدة رصد قسم العلوم الفلكية في جامعة الملك عبدالعزيز الكسوف الجزئي في السابعة و40 دقيقة بمتابعة الدكتور حسن باصرة رئيس القسم، من خلال معمل الشمس واستخدام التلسكوب الشمسي المزود بمرشح خاص برصد الشمس، كما تم تزويد الحضور من الطلاب وهيئة التدريس والعاملين في الجامعة بنظرات واقية لرؤية الشمس مباشرة.
وأوضح الأستاذ المشارك في قسم العلوم الفلكية الدكتور علاء الدين فؤاد أنه ظهرت في صورة الشمس بعض البقع الشمسية التي تعتبر من مظاهر النشاط الشمسي.
أنواع الكسوف
واعتبر الباحث المصري أيمن إبراهيم في محاضرته أمس أن الكسوف الشمسي يعد من أروع الظواهر الطبيعية، ويحدث عندما يمر القمر بين الأرض والشمس فيسقط ظل القمر على سطح الأرض، ويتحرك بسرعة كبيرة وفي المناطق التي يمر عليها ظل القمر يرى الكسوف الذي له أربعة أنواع هي الجزئي والكلي والحلقي والحلقي ــ الكلي.
وأشار إلى أن الكسوف الكلي يرى فقط في المناطق التي يمر عليها الظل، وهي مناطق محدودة تقع على امتداد شريط ضيق طويل هو المسار الذي يقطعه الظل على الأرض ولا يتجاوز عرض مسار الظل على سطح الأرض حوالي 200 كيلو متر، ويصاحب الكسوف الكلي دائما كسوف جزئي يكون مرئيا في الأماكن التي يغطيها شبه الظل واتساعها ألوف الكيلو مترات.
وأضاف أن الكسوف الشمسي الحلقي (ظاهرة مثيرة ومبهرة) وفيها لا يحجب القمر الشمس تماما، بل تبقى من الشمس حلقة براقة شديدة السطوع تحيط بالقمر تسمى «حلقة النار» وفي هذا النوع من الكسوف الحلقي لا يمكن رؤية الهالة الشمسية، أما النوع الرابع من الكسوف وهو الكسوف الحلقي ــ الكلي فهو نادر الحدوث.
الكسوف القادم
وفي السياق نفسه يترقب الفلكيون حدوث كسوف كامل للشمس في الحادي عشر من يوليو المقبل ويجري معظمه فوق جنوب المحيط الهادئ، وعندئذ سيكون حجم قرص القمر كبيرا ما يكفي لحجب كوكب الشمس تماما عند النظر إليه من الأرض.