أطفال غزة يُخلقون مشوَّهين .. والحرب السبب

الخوف من مأساة وراثية

أطفال غزة يُخلقون مشوَّهين .. والحرب السبب

ردينة فارس ـ غزة

في الوقت الذي يحتدم فيه الجدل السياسي حول إدانة ممارسات الاحتلال الإسرائيلي على سلوكه في عدوانه على غزة، فإن الأطفال مازالوا يتكاثرون وهم مشوهون، حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أن معدل الأطفال «الخدج» والأجنة المشوهة ارتفع بشكل ملحوظ منذ انتهاء الحرب الإسرائيلية قبل عام، مؤكدة أنها لم تسجل حالات تشوه غير معلومة السبب.
وقال الدكتور معاوية حسنين، مدير الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة، إن هذه التشوهات هي نتيجة للأسلحة الفتاكة التي استخدمتها قوات الاحتلال ضد الفلسطينيين خلال حرب غزة، مثل الفسفور الأبيض و «الدايم» وانفجار الوقود الهوائي، الذي يخلف سحابة من ذرات الوقود التي تحترق، وتؤدي إلى تفحم الهدف الذي يجري تعريضه لهذا النوع من الذخائر.
وأوضح حسنين أن وزارة الصحة أحصت بعد عام على الحرب نحو 75 حالة تتشابه فيها حالات التشوه، بشكل يؤكد أنها ليست بفعل عوامل وراثية، مستدركا أن أيا من التشوهات في الجينات إذا ما كتبت الحياة للطفل ومارس حياته بشكل طبيعي فسينتقل هذا الخلل إلى أولاده وراثيا. وقال لقد وجدنا حالات تشوه لمواليد حملت بهن نساء خلال فترة الحرب وبعدها، وأثبتت نتائج الفحوص والعينات التي أخذت بواسطة مستشارين وخبراء بعلم الأجنة أنهم أصيبوا بهذه التشوهات جراء استخدام الأسلحة المحرمة دوليا، متوقعا أن يؤدي ذلك إلى ما اسماه «مآس وراثية» أخرى، خصوصا مرض السرطان كنتيجة حية لاستخدام الأسلحة الفتاكة.
وتقول إحدى الأمهات، اللواتي أنجبن طفلا مشوها، إن طفلها الأخير الذي يبلغ ثلاثة أشهر يعاني من اضمحلال في الرئتين وانسداد في أحد صمامات القلب. وتؤكد الأم، والتي لديها خمسة أطفال، أن تفاعل طفلها ليس كما أخوته الأربعة وهم في مثل سنه، فهو قليل البكاء ويتلقى الرضاعة بشكل دائم.
ويرجع والد الطفل، الذي يسكن شمال قطاع غزة، حالة طفله إلى أن زوجته استنشقت غاز الفسفور حين ضربت الطائرات الإسرائيلية أراضي بلدة بيت لاهيا، حيث فقد منزله.
وكانت مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان، قد سجلت في تقرير نشر أخيرا، ارتفاعا في عدد المواليد المشوهين ومعدلات الإجهاض المبكر، وهو ما عدته ظواهر «خطيرة وغير طبيعية» بعد عام من الحرب.
وكشفت «الضمير» أن عدد حالات الأطفال المولودين بتشوهات خلقية خلال ثلاثة أشهر بعد العدوان «47» حالة، وهو ما يعني تضاعف عدد الحالات ما قبل الحرب.