المسنون المعددون .. واغتصاب الصغيرات

أسماء المحمد

غالبا حالات زواج الصغيرات التي عرفتها ساحات الإعلام والتقاضي أخيرا كان الطرف فيها رجل مسن «معدد»، وربما تكون الطفلة التي تزوجها هي رقم ثلاثة أو أربعة من بين زوجاته، في حين يمرر لنا عبر الإرث الاجتماعي مفهوم التعدد وزواج الرجال مثنى وثلاث ورباع على أنه يفترض في تحليله أنه ليس على إطلاقه مع الإلماح إلى أن الأولوية في التعدد للأرامل والمطلقات.. إلخ، من ذوات الظروف الاجتماعية التي تتدهور أوضاع المرأة فيها بسبب ربطها الدائم بولي أمر على أساس أنه سيكفلها ويقوم على شؤونها، فما بال القوم يصمتون على فكرة التعدد عبر تزويج الصغيرات..؟! وتزيغ عيون أشباه الرجال عندما تكون من ستحتل الرقم ثلاثة أو أربعة مجرد «طفلة».!
تورد عضوة الجمعية العلمية السعودية للسنة النبوية الباحثة السعودية فوزية الخليوي حزمة من الحجج التي تسوقها إلى المجتمع الإعلامي بعد أن قدمتها إلى مجلس الشورى على أمل أن تكون العلاقة مؤنسنة بين المجلس «والصغيرات» في المجتمع، فربما تكون بعض لجانه الموقرة المعنية بالمجتمع والظواهر السلبية التي تنتهك أبسط حقوق الطفل لم يأت دورها بعد ليطرحوها أو أنها ليست على سلم الأولويات.!
قدمت الخليوي في بحثها 11 مبررا يدحض فكرة زواج الصغيرات طالبت المجلس بمناقشتها بجدية لوضع حد لاستفحال الظاهرة، وبمناسبة أننا نتحدث عن الجزء الثاني من قضية «اغتصاب الصغيرات» أحببت أن أورد الرأي الطبي حتى نفهم بشاعة صمتنا على هذه الجريمة إلى أين سيؤدي بنا.
تلفت الخليوي إلى أن «القاعدة الشرعية تقضي بأنه (لا ضرر ولا ضرار) و(الضرر يزال)، وعلماء الطب الموثوق بهم يؤكدون يقينية الأضرار الصحية التي تتعرض لها الصغيرة إذا حملت (الحمل المبكر) وأصدرت اللجنة الوطنية الطبية، المختصة بدراسة الآثار الصحية المترتبة على زواج صغار السن، تقريرا شرحت فيه الآثار السلبية لزواج القاصرات، وشددت اللجنة على أن زواج القصر يؤثر بشكل سلبي على الصحة النفسية للأطفال، ثمرة ذلك الزواج، ويشعرون بالحرمان نتيجة عدم قيام الأم القاصر بدورها كأم ناضجة، كما يؤدي إلى تأخر النمو الجسدي والعقلي وزيادة مخاطر الإصابة بالشلل الدماغي، والإصابة بالعمى والإعاقات السمعية، وخلصت اللجنة إلى أن زواج القصر هو أحد العوامل الرئيسة التي تساعد على ظهور مشكلات صحية ونفسية، ما يؤدي إلى زيادة الأمراض في الأسرة والمجتمع، ويشكل عبئا اقتصاديا على النظام الصحي.. انتهى.
تحذير
غدا سيخرج من يقول إن الإعلام والإعلاميين يتاجرون بنشر القضايا الحقوقية التي تمس المجتمع، في حين أرى أن تدليل «المسنين المعددين» بدون وجه حق هو التشويه الحقيقي لثروة ومستقبل هذا المجتمع وما لم ينهض الإعلام والمجتمع بأدواره ويواجه الظاهرة و«يجرمها» ويقبحها فلا تحلموا بثبات الحال سيتفاقم إلى الأسوأ وينتج لنا جيلا مشوها من الأمهات والأطفال.
asma22asma@gmail.com

للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 239 مسافة ثم الرسالة