استشهاد 10 فلسطينيين إثر توغل اسرائيل في غزة والضفة الغربية

هنية: تل ابيب تسعى الى أبعد من قضية الجنود المخطوفين

فرح سمير (نابلس) عبدالقادر فارس (غزة)

قتل عشرة فلسطينيين امس الاربعاء في عمليات توغل اسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة حيث يشن الجيش الاسرائيلي منذ ثلاثة اسابيع هجوما اوقع 93 قتيلا. وقال مسؤول كبير في الحكومة الاسرائيلية ان «الحكومة الامنية التي عقدت اجتماعا صباحا قررت مواصلة العمليات العسكرية في لبنان وغزة دون تحديد سقف زمني لها». وقتل سبعة فلسطينيين بينهم ثلاثة من الجناح المسلح لحركة المقاومة الاسلامية حماس في توغل اسرائيلي قرب مخيم المغازي للاجئين في وسط قطاع غزة قرب الحدود مع اسرائيل، فيما قضى اربعة مدنيين فلسطينيين في انفجار قذيفة مدفعية سقطت في قطاع مكتظ من المخيم. واوقع الهجوم 70 جريحا معظمهم من المدنيين وبينهم ثمانية اصاباتهم بالغة حسب ما اعلن مدير المستشفى المحلي ابراهيم المصادر. واكد الجيش الاسرائيلي انه شن عند قرابة منتصف الليل امس الاول عملية استهدفت «بنى تحتية ارهابية» في مخيم اللاجئين. وقالت متحدثة باسم الجيش ان «العملية تركز على بنى تحتية ارهابية في اطار الجهود المتواصلة لتحقيق اهداف محددة: الافراج عن جلعاد شاليت (الجندي الذي اسرته مجموعات فلسطينية في 25 يونيو) ووقف صواريخ حزب الله» التي تطلق على اسرائيل. وفي الضفة الغربية افادت مصادر طبية فلسطينية ان ثلاثة فلسطينيين استشهدوا امس بنيران الجيش الاسرائيلي خلال توغل في مدينة نابلس في شمال الضفة الغربية. وقالت مصادر امنية فلسطينية ان الجيش الاسرائيلي يشن عملية في هذه المدينة بحثا عن ناشطين من كتائب شهداء الاقصى المنبثقة عن حركة فتح، وهذا ما اكده متحدث عسكري اسرائيلي بالقول ان هدف هذه العملية هو اعتقال ناشطين وان لا علاقة لها بمقتل الجندي امس الاول إثر انفجار عبوة في المدينة القديمة. وكانت مصادر فسطينية افادت في وقت سابق ان الجنود الاسرائيليين وصلوا في حوالى ثلاثين سيارة جيب ترافقهم دبابتان وثلاث جرافات وفتحوا النار وطوقوا مبنى تابعا للسلطة الفلسطينية. وقد غادر قسم منهم المبنى. وافاد مراسل لوكالة فرانس برس ان جرافة الحقت اضرارا جسيمة باحد المباني التابعة للسلطة الفلسطينية. وذكر مصدر طبي ان مصورا في قناة الجزيرة وسبعة فلسطينيين كانوا يلقون الحجارة على الجيش الاسرائيلي جرحوا برصاص مطاطي. من جهة اخرى أكد مدير معبر رفح ان هذا المعبر الذي يربط بين قطاع غزة ومصر، اعيد فتحه امس الاربعاء للسماح للفلسطينيين العالقين في مصر بالعودة الى غزة. من جهة ثانية اتهم رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية اسرائيل بالسعي الى ما هو ابعد من قضية اطلاق سراح الجندي الاسرائيلي المخطوف في غزة او الجنديين المخطوفين في لبنان. وقال هنية في خطاب له امام المجلس التشريعي الفلسطيني امس «الحكومة الفلسطينية قدمت مبادرة لاستئناف المفاوضات بشأن الجندي الاسرائيلي، وارسلنا هذه المبادرة لاطراف متعددة، ولكن الاحتلال لم يأبه بها واستمر في سياسته التدميرية». واضاف هنية «هذا الامر انما يعمق الاعتقاد لدينا بان ما تقوم به اسرائيل في غزة يتعدى قضية الجندي الاسرائيلي، وكذلك ما تقوم به في لبنان انما يتعدى قضية الجنديين الاسيرين ايضا». واوضح ان «ما تقوم به اسرائيل يهدف الى وضع المنطقة برمتها حسب الرؤية الاميركية والاسرائيلية». واكد هنية ان الحكومة الفلسطينية متمسكة بمطلبها اطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين والعرب من السجون الاسرائيلية «كبداية اولى» للتفاوض مع اسرائيل حول الجندي الاسرائيلي المختطف لدى مسلحين فلسطينيين في غزة. من جهة ثانية، دعا هنية الاطراف الفلسطينية الى البحث في «الاليات والتوقيت والظرف الملائم لتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية حسب ما تم الاتفاق عليه في وثيقة الاسرى» حيث اعلنت الفصائل الفلسطينية عشية قيام الجيش الاسرائيلي بمحاصرة قطاع غزة في السابع والعشرين من يونيو الماضي، الاتفاق على وثيقة قدمها المعتقلون الفلسطينيون، وتدعو الى تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية. وقال هنية «الحكومة ملتزمة بالاتفاق الذي تم على الوثيقة ولا تمانع ما جاء فيها، لكن التوقيت والاليات والظروف الملائمة لذلك هي مجال للنقاش، وتتطلب مزيدا من العمل الفلسطيني المشترك والمعمق».