نظرة فلسفية في تطوير المجتمع
الأربعاء / 23 / جمادى الآخرة / 1427 هـ الأربعاء 19 يوليو 2006 20:13
هادي بن محمد عبدالهادي العامري
عجيب أمر قوم يعم حياتهم اليأس والإحباط! خاصة في عالم مليء بالمتغيرات والتحديات والمغامرات. تجد الفرد غارقاً في الأحلام والأوهام وهو جالس في مكانه لا يتحرك، ينتظر قطار التنمية أن يرسل له دعوة للانضمام، وفي هذا قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم:
أقعدت مكتوف اليدين
وتقول حاربني الزمن
لو كــنت تبغـــي خـــيره
لبذلت من دمك الثمن
نسي هذا الفرد أنه لا يوجد أرخص من الكلام سوى الأحلام. وما حجة هذا المسكين؟ أنه حاول وفشل! من منا لم يخطئ ويفشل في حياته؟ وهل هذا يعني أن كلاً منا فاشل؟ بالطبع لا. الفاشل ليس من يقع على الأرض بسبب خطأ ارتكبه، بل من لا يستطيع أن يقف بعد أن وقع، والأكثر فشلاً هو الذي يحاول ولا يريد أن يقف حتى إن مدت له يد المساعدة. على هذا الفرد أن يتذكر قول الرسول عليه الصلاة والسلام: «كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون». التوبة في الدين، أما في الحياة العملية فالتوبة تكون بالتعلم من الخطأ وعدم الوقوع فيه مرة أخرى، بهذه الطريقة يمكن جعل كل يوم أفضل من سابقه، وما أكره علي أن أسمع من يقول: لا توجد فرص! يا أخي الكريم، الفرص تصنع ولا توجد. ولا يقول هذا إلا الكسول المتهاون، وقد نسي أن التأخير والتأجيل والكسل أعداء النجاح.
لكل شيء ثمن، فإذا كان ثمن الفشل باهظاً، فللنجاح -بدوره- ثمنه المرتفع، وما ثمن النجاح؟ الكد وبذل الجهد في تطوير المهارات والقدرة على الإبداع، وفي هذا قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم:
العز له دربين بادع وتابع
واللي حوى الاثنين صار رفيع
الإبداع طريق للعز، ومن منا لا يريد العز؟
ولكي تبدع عليك أن تتميز، والتميز لا يأتي إلا عن طريق توسيع أفق الرؤية والتمكن من الظهور عبر تحقيق الهدف المراد وتحقيقه بأفضل وجه ممكن، فإذا كان الأفضل ممكناً، فالجيد ليس كافياً، وغياب الجديد يعني الروتين، والروتين عدو التطور. وبالجديد هنا أقصد الأفكار الجديدة التي تقود الفرد الى التميز ومن ثم إلى الإبداع، والذي هو بدوره طريق التطور.
كل المنجزات عبارة عن حلم وفكرة وإرادة، ولكي تنجز عليك أن تستمتع بعملك وإلا لن تنتج. حاول أن تجعل من عملك متعة لتتقنه، اعمل ليومك كأنك تموت غداً، واعمل لغدك كأنك تعيش أبداً. انظر إلى المستقبل بنظرة تفاؤل، ولا تعش يوماً بيوم وتقول لندع ما لغد لغد، فكر بما يحمله الغد من تحديات تواجهك، فكر بكيف ستواجهها، تعلّم من أخطائك اليوم كي لا تكررها غداً، نظم وقتك ورتب أولوياتك، فلا حياة بلا تنظيم، احترم مواعيك فالالتزام بالمواعيد من أدب الملوك.
من منا ولد عالما؟ وكيف يصبح العالم عالماً دون أن يكتشف شيئاً جديدا، سواء كان نظرية جديدة أو اختراعاً جديداً. وكيف كان ليصبح عالماً لو لم يتعلم في البداية؟ والتعلم يكون عن طريق المدارس والجامعات إلى حد معين، ومن بعدها يكون التعلم عن طريق المطالعة في مجالات مختلفة ومن ثم بالسؤال، على عكس العلم والجهل، وهو داء داؤه السؤال، وقال الدكتور غازي بن عبدالرحمن القصيبي في كتاب حياة في الإدارة: «لا تستح أبداً من أن تعترف بجهلك وأن تعالجه بخبرة الخبراء». والمعالجة تكون بالسؤال عند الرجوع إليهم.
لنعتبر الحياة مدرسة، نتعلم فيها من أخطائنا ولا نتوقف عندها، بل نعمل بجد أكثر وإرادة أكبر للبقاء فيها، فالبقاء لا يأتي بالتمني، علينا أن نعتبر الأخطاء مواعظ وعبراً نستفيد منها ونفيد بها الآخرين، أما إذا توقفنا عند أخطائنا واعتبرناها فشلاً، فسيفوتنا قطار التطور، نبقى مكاننا بدون تقدم، ويعم على الحياة البؤس والحزن والملل.
انتهينا من الفرد، وبقي المجتمع الذي نحلم بتطويره، إذا كان سر تطوير المجتمع هو تطوير الفرد، كما قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: }إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم|، فكيف نتوقع من مجتمع أن يتطور وأفراده في حالة يأس وإحباط ولا يريدون التطور؟ أليس من الأولى أن نبدأ بالفرد وإذا تطور الفرد فالمجتمع بدوره يطور نفسه تلقائياً؟
أترك للقارئ الإجابة على هذه الأسئلة.
* كلية الرياض لطب الأسنان والصيدلة
أقعدت مكتوف اليدين
وتقول حاربني الزمن
لو كــنت تبغـــي خـــيره
لبذلت من دمك الثمن
نسي هذا الفرد أنه لا يوجد أرخص من الكلام سوى الأحلام. وما حجة هذا المسكين؟ أنه حاول وفشل! من منا لم يخطئ ويفشل في حياته؟ وهل هذا يعني أن كلاً منا فاشل؟ بالطبع لا. الفاشل ليس من يقع على الأرض بسبب خطأ ارتكبه، بل من لا يستطيع أن يقف بعد أن وقع، والأكثر فشلاً هو الذي يحاول ولا يريد أن يقف حتى إن مدت له يد المساعدة. على هذا الفرد أن يتذكر قول الرسول عليه الصلاة والسلام: «كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون». التوبة في الدين، أما في الحياة العملية فالتوبة تكون بالتعلم من الخطأ وعدم الوقوع فيه مرة أخرى، بهذه الطريقة يمكن جعل كل يوم أفضل من سابقه، وما أكره علي أن أسمع من يقول: لا توجد فرص! يا أخي الكريم، الفرص تصنع ولا توجد. ولا يقول هذا إلا الكسول المتهاون، وقد نسي أن التأخير والتأجيل والكسل أعداء النجاح.
لكل شيء ثمن، فإذا كان ثمن الفشل باهظاً، فللنجاح -بدوره- ثمنه المرتفع، وما ثمن النجاح؟ الكد وبذل الجهد في تطوير المهارات والقدرة على الإبداع، وفي هذا قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم:
العز له دربين بادع وتابع
واللي حوى الاثنين صار رفيع
الإبداع طريق للعز، ومن منا لا يريد العز؟
ولكي تبدع عليك أن تتميز، والتميز لا يأتي إلا عن طريق توسيع أفق الرؤية والتمكن من الظهور عبر تحقيق الهدف المراد وتحقيقه بأفضل وجه ممكن، فإذا كان الأفضل ممكناً، فالجيد ليس كافياً، وغياب الجديد يعني الروتين، والروتين عدو التطور. وبالجديد هنا أقصد الأفكار الجديدة التي تقود الفرد الى التميز ومن ثم إلى الإبداع، والذي هو بدوره طريق التطور.
كل المنجزات عبارة عن حلم وفكرة وإرادة، ولكي تنجز عليك أن تستمتع بعملك وإلا لن تنتج. حاول أن تجعل من عملك متعة لتتقنه، اعمل ليومك كأنك تموت غداً، واعمل لغدك كأنك تعيش أبداً. انظر إلى المستقبل بنظرة تفاؤل، ولا تعش يوماً بيوم وتقول لندع ما لغد لغد، فكر بما يحمله الغد من تحديات تواجهك، فكر بكيف ستواجهها، تعلّم من أخطائك اليوم كي لا تكررها غداً، نظم وقتك ورتب أولوياتك، فلا حياة بلا تنظيم، احترم مواعيك فالالتزام بالمواعيد من أدب الملوك.
من منا ولد عالما؟ وكيف يصبح العالم عالماً دون أن يكتشف شيئاً جديدا، سواء كان نظرية جديدة أو اختراعاً جديداً. وكيف كان ليصبح عالماً لو لم يتعلم في البداية؟ والتعلم يكون عن طريق المدارس والجامعات إلى حد معين، ومن بعدها يكون التعلم عن طريق المطالعة في مجالات مختلفة ومن ثم بالسؤال، على عكس العلم والجهل، وهو داء داؤه السؤال، وقال الدكتور غازي بن عبدالرحمن القصيبي في كتاب حياة في الإدارة: «لا تستح أبداً من أن تعترف بجهلك وأن تعالجه بخبرة الخبراء». والمعالجة تكون بالسؤال عند الرجوع إليهم.
لنعتبر الحياة مدرسة، نتعلم فيها من أخطائنا ولا نتوقف عندها، بل نعمل بجد أكثر وإرادة أكبر للبقاء فيها، فالبقاء لا يأتي بالتمني، علينا أن نعتبر الأخطاء مواعظ وعبراً نستفيد منها ونفيد بها الآخرين، أما إذا توقفنا عند أخطائنا واعتبرناها فشلاً، فسيفوتنا قطار التطور، نبقى مكاننا بدون تقدم، ويعم على الحياة البؤس والحزن والملل.
انتهينا من الفرد، وبقي المجتمع الذي نحلم بتطويره، إذا كان سر تطوير المجتمع هو تطوير الفرد، كما قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: }إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم|، فكيف نتوقع من مجتمع أن يتطور وأفراده في حالة يأس وإحباط ولا يريدون التطور؟ أليس من الأولى أن نبدأ بالفرد وإذا تطور الفرد فالمجتمع بدوره يطور نفسه تلقائياً؟
أترك للقارئ الإجابة على هذه الأسئلة.
* كلية الرياض لطب الأسنان والصيدلة