القتل والتدمير وعمى المواقف

عائض الردادي

لا يشبه عمى الألوان إلا عمى المواقف، فالتأييد المطلق لاسرائيل في كل ما تفعل أظهر بجلاء ان مواقف القوى المؤيدة لاسرائيل تشبه عمى الألوان فكل قتل وتدمير تقوم به اسرائيل هو دفاع عن النفس، لقد شنت حرب إبادة في غزة، فقتلت الاطفال والنساء، وهدمت مباني الحكومة الفلسطينية، فقال مؤيدوها ان ذلك دفاع عن النفس، ودمرت الجسور في لبنان وقصفت الاطفال في (مروحين) اللبنانية، فقالوا ان ذلك دفاع عن النفس، مما يؤيد ان العالم في فوضى ستدمره ما دام ان اسرائيل هي التي تديره بإدارتها للقوى المهيمنة.
«المجتمع الدولي» و«الشرعية الدولية» و«الأمم المتحدة» و«مجلس الأمن» لم تعد الا الفاظاً خالية من المعنى الا اذا اتخذت قراراً بأن كل قتل وازهاق للارواح وتدمير لفلسطين ولبنان والعراق هو دفاع عن النفس، تلك النفس الصهيونية العنصرية التي امسكت الآن بألباب القوى الكبرى فأعمت ابصارها ومواقفها.
لقد اوضحت الفتوى التي اعلنها مجلس الحاخامات اليهودي في الضفة الغربية المحتلة من فلسطين ان كل الجرائم الاسرائيلية جائزة حسب ما تنص عليه التوراة التي يدين بها الصهاينة واليمين الصهيوني، فقد اصدر هذا المجلس (حسب ما نقلته القناة الاسرائيلية السابعة) فتوى تبيح قتل الابرياء من النساء والاطفال في لبنان وقطاع غزة وان من يترحم على اطفال فلسطين ولبنان ينظر الى اطفال اسرائيل بوحشية، وطالب حكومة اسرائيل بإصدار اوامرها بقتل المدنيين الفلسطينيين واللبنانيين بصفتهم موالين للعدو، وهذا هو واقع العدوان على فلسطين ولبنان.
هذا هو منطق حرب الابادة التي شنتها اسرائيل ومن ورائها مؤيدوها على فلسطين ولبنان، مدعية ان حياة (3) اسرى تفوق حياة شعبين وان اسر جنود محاربين يعدّ خطفاً، اما خطف اعضاء حكومة واعضاء مجلس تشريعي فهو مباح ما دام ان المؤيد لها لا يرى الحصانة الدبلوماسية الا لاسرائيل، كما ان حق الحياة والحرية لاسرائيل ومن جلبتهم من مختلف اصقاع العالم ليقتلوا شعباً ويشردوه بعد ان اغتصبوا ارضه، ومع كل هذه الظلمات والظلم المتراكم فإن الحق سيعلو وسيُهزم الجمع ويولي الدبر، لأن سلاح القوة والهيمنة ليس هو السلاح الوحيد، واذا كانت قلوب اليهود تموت هلعاً من الحرب فإن اطفال الحجارة لهم قلوب كالحجارة تجعل المعتدي ومناصره يموت كمداً من صبرهم وجلادهم وصمودهم بالرغم من المجازر البشرية.
تنويه:
في الاسبوع الماضي كتبت تأبيناً للاستاذ الدكتور محمد رجب البيومي، اعتماداً على ما نشرته احدى صحفنا عن وفاته وما كتبه الاستاذ عبدالفتاح ابو مدين في تأبينه وقد هاتفني الاستاذ عبدالعزيز الربيع في اليوم التالي مفيداً بعدم صحة الخبر، وزودني بهاتف د. البيومي فهاتفني وهو بخير والخبر عارٍ من الصحة كما تكرر وسائل الاعلام، والحمد لله على كذبه.


للتواصل: ص.ب.45209 الرياض 11512
فاكس: 01231105