كيف تعمل الخلايا

سعد عطية الغامدي

الفاسد يستقوي دائماً بنوعين من الخلايا: إما خلايا ضعيفة لا تقاوم فيمارس عليها نفوذه حتى تستسلم وتنهار أو تستجيب لمطالبه، أو خلايا مريضة تشاطره المرض فيتسارع الانتشار.
هذا هو السرطان وهذه هي طبيعته ولذا ينصب العلاج على استئصال الخلايا المريضة وتقوية مناعة الخلايا الضعيفة فإن لم تستجب يجري استئصالها حفاظاً على الجسد كله.
في الإدارات المختلفة في القطاع العام أو الخاص يشكل الفاسدون ما يشبه نظام خلايا السرطان أو خلايا المافيا ويمارس كل عضو في هذه الخلايا هيمنته على الضعاف.
يأتي الخوف غالباً من الطمع في المال أو الحرص على الكرسي، لكن حين يضع كل إنسان في حسابه أنه قوي لأنه صاحب اختيار وصانع قرار وأن موهبته هي التي تحفظ له المكان وتصنع له المكانة فإنه يكون بذلك قد سد فجوات يتسرب منها الخوف ويستغلها الفاسدون.
غالباً ما يتشدق هؤلاء بالنظام وهم أول المحاربين للنظام، حتى أن أحدهم وكان ذا وظيفة مرموقة قال ذات يوم في غرور عريض: أستطيع أن أجعل غير النظامي نظامياً والنظامي غير نظامي.
لـم يقل ما قال إلا لأنه عرف الخلايا التي يستطيع من خلالها أن يمارس سلطاته ويتخير مواطن الضعف التي لا يكاد يخلو منها جهاز أو نظام بشري.
السبيل الوحيد لمحاربة المفسدين هو قوة الإرادة والبحث عن مواطن القوة والنزاهة وتجسير العلاقة معها على نحو واضح سليم، وفي الوقت نفسه معرفة مواطن الضعف وتقويتها بما يجعلها أكثر قدرة على المقاومة ومنع تسرب الفساد عن طريقها.

للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 241 مسافة ثم الرسالة