الابتعاث بين الأمس واليوم 1/2
الأربعاء / 29 / ربيع الثاني / 1431 هـ الأربعاء 14 أبريل 2010 21:48
عبدالله بن بجاد العتيبي
يحدثنا خير الدين الزركلي وهو أحد رجال الملك عبدالعزيز المقربين أن «إرسال أول بعثة من خريجي المدارس في أوائل 1346هـ 1927م، وبدأ العاملون في العهد الجديد يدركون قيمة تعليم أبنائهم في الخارج، وكان إرسال البعثات الذي تعاقب بعد ذلك أنجع عمل للمعارف في المملكة، ويمكن اعتباره (حجر الأساس) في بناء الدولة العلمي الحديث» الوجيز ص636. ويضيف: «وأرسلوا إلى مصر في هذا العام ولم يلبثوا بعد تخرجهم أن عادوا إلى بلادهم 1935 و1939م».
هكذا تحدث الزركلي عن بداية الابتعاث في المملكة العربية السعودية، وما يرجى منها لخير البلاد وتطويرها، وهو ما كان ورواه التاريخ، فقد عادت السواعد المتعلمة والمتدربة إلى الوطن ومنحته كل ما ملكت من قدرات وإمكانيات، وتوالت بعدها البعثات الخارجية.
في النصف الثاني من السبعينيات والأول من الثمانينيات حدثت الموجة الأكبر للابتعاث في السعودية والخليج، واليوم ها نحن نعيش نهضة ابتعاثية تعليمية جديدة أكبر من سابقتها، غير أن من الجدير بالاهتمام أن نراعي الفروق بين المرحلتين والبعثتين.
أول هذه الفروق هو أن البعثة التالية أكبر من الأولى بكل المقاييس والأرقام، وأكثر تخصصاً وإحكاماً، وذاك أمر طبيعي.
وثاني تلك الفروق يكمن في الغرب وفي الدول العربية من حيث التعامل مع الحركات الإسلامية وتوجهاتها بشتى تصنيفاتها، ففي الغرب كانت المعركة الأكبر بالنسبة له تتمثل في الشيوعية والدب الروسي، وقد رأت في دعم توجهات الإسلام السياسي آنذاك سلاحاً ناجعاً لها، ولم تن الدول العربية تدعم هذا التوجه حينها وتؤيده.
ثالث تلك الفروق هو أن الدول العربية قد استيقظت أبكر من الدول الغربية، فيما يتعلق بالحركات الإسلامية، واستشعرت الخطر قبلها، فطاردت المتطرفين، وربما قسى بعضها في تلك المطاردة، غير أن الدول الغربية كانت ـــ حينذاك ـــ تمنحهم المأوى والمال والأمان الكامل، ليعيشوا حياة طبيعية حسب ما كانت تظن، ولكنهم استغلوا الفرصة لينفذوا خططهم ويطبخوا عملياتهم على نار هادئة، وقد كانوا ـــ آنذاك ـــ ينتشرون في الجامعات والمعاهد والمراكز الإسلامية بكثافة وقوة.
أما اليوم فقد وعى الغرب الدرس القاسي، وأصبح يعرف أن كثيراً من هؤلاء إنما يستغلون قوانينه الحضارية لخدمة أهدافهم المتخلفة والمتطرفة والإرهابية، وأن تكوينهم التنظيمي يمنعهم من الانخراط الطبيعي في المجتمعات، ويحتم عليهم مواصلة تنفيذ مخططاتهم وأهدافهم الإرهابية. وللحديث بقية.
Bjad33@gmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 250 مسافة ثم الرسالة
هكذا تحدث الزركلي عن بداية الابتعاث في المملكة العربية السعودية، وما يرجى منها لخير البلاد وتطويرها، وهو ما كان ورواه التاريخ، فقد عادت السواعد المتعلمة والمتدربة إلى الوطن ومنحته كل ما ملكت من قدرات وإمكانيات، وتوالت بعدها البعثات الخارجية.
في النصف الثاني من السبعينيات والأول من الثمانينيات حدثت الموجة الأكبر للابتعاث في السعودية والخليج، واليوم ها نحن نعيش نهضة ابتعاثية تعليمية جديدة أكبر من سابقتها، غير أن من الجدير بالاهتمام أن نراعي الفروق بين المرحلتين والبعثتين.
أول هذه الفروق هو أن البعثة التالية أكبر من الأولى بكل المقاييس والأرقام، وأكثر تخصصاً وإحكاماً، وذاك أمر طبيعي.
وثاني تلك الفروق يكمن في الغرب وفي الدول العربية من حيث التعامل مع الحركات الإسلامية وتوجهاتها بشتى تصنيفاتها، ففي الغرب كانت المعركة الأكبر بالنسبة له تتمثل في الشيوعية والدب الروسي، وقد رأت في دعم توجهات الإسلام السياسي آنذاك سلاحاً ناجعاً لها، ولم تن الدول العربية تدعم هذا التوجه حينها وتؤيده.
ثالث تلك الفروق هو أن الدول العربية قد استيقظت أبكر من الدول الغربية، فيما يتعلق بالحركات الإسلامية، واستشعرت الخطر قبلها، فطاردت المتطرفين، وربما قسى بعضها في تلك المطاردة، غير أن الدول الغربية كانت ـــ حينذاك ـــ تمنحهم المأوى والمال والأمان الكامل، ليعيشوا حياة طبيعية حسب ما كانت تظن، ولكنهم استغلوا الفرصة لينفذوا خططهم ويطبخوا عملياتهم على نار هادئة، وقد كانوا ـــ آنذاك ـــ ينتشرون في الجامعات والمعاهد والمراكز الإسلامية بكثافة وقوة.
أما اليوم فقد وعى الغرب الدرس القاسي، وأصبح يعرف أن كثيراً من هؤلاء إنما يستغلون قوانينه الحضارية لخدمة أهدافهم المتخلفة والمتطرفة والإرهابية، وأن تكوينهم التنظيمي يمنعهم من الانخراط الطبيعي في المجتمعات، ويحتم عليهم مواصلة تنفيذ مخططاتهم وأهدافهم الإرهابية. وللحديث بقية.
Bjad33@gmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 250 مسافة ثم الرسالة