تتبدل المواقع ... وتبقى المواقف
الاثنين / 05 / جمادى الأولى / 1431 هـ الاثنين 19 أبريل 2010 20:29
وليد احمد فتيحي
قليل هم أولئك الذين يسطرون بأعمالهم ما يكتبونه بأقلامهم، وبمثل هؤلاء يعتدل ميزان الحياة، وبمثل هؤلاء يقيم الله الحق ويبطل الباطل، وعلى يد مثل هؤلاء يظهر الله الحقائق وربك يخلق ما يشاء ويختار.
وكثير أولئك الذين يشتغلون بالدعوة للفضيلة ويحلمون بالمدينة الفاضلة، ويطالبون غيرهم بالعدل والشفافية، وطالما عابوا التشبث بالمناصب ونددوا بتغليب المصالح الشخصية، ويرون أن نهضة المجتمعات تبدأ أولا بإصلاح المؤسسات المدنية وضربها مثلا للناس.
وإذا سألت أحدهم الإيضاح؟ أعطاك وصفا دقيقا لعمل تلك المؤسسات والذي يجب أن تكون عليه كأنه يراها رأي العين، حتى تقنع بلا ريب أن الأمر إذا آل إليه، فسيكون الذي وصفه لك واقعا على الأرض، مما أراك من عزيمة في كلامه، ودقة في وصفه، وحدة وحزما على كل مخالف.
ولكن الخالق سبحانه العليم بما في الصدور، ينظر إلى الأعمال لا إلى الكلمات التي تزين السطور، ولم يكن ليترك من ادعى يمضي إلى يوم القيامة دون اختبار، (ياأيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون)، بل يقيم الحجة له أو عليه، فيضعه في الموقع الذي تناوله بقلمه ...، فيكون الحساب على قدر سعة الفجوة بين ماكتبه على الورق وماسجله في الواقع، وتكون الشهادة من جوارحه على جوارحه ومن نفسه على نفسه ومن كلماته على أعماله وأفعاله. فيخرج من الامتحان إما بوسام الصدق والأمانة والقوة والكفاءة، وإما بعار النفاق والكذب و الضعف والعجز.
كم كتب من كتب عن انتخابات تجرى في دول مجاورة، وكم انتقد من انتقد الذين يستعملون سلطتهم لضمان نتائج الانتخابات لصالحهم ... كم صوروا لنا ببلاغة أقلامهم المؤثرة عظم جرم ما يفعل هؤلاء ... فأين هؤلاء الذين سجلوا ببلاغة مواقفهم مما يقولون؟
إننا نعيش في بلادنا الغالية مرحلة مصيرية، ونلمس نقلة هامة في إصلاح المؤسسات المدنية بدعم من قيادة رشيدة تدعو إلى حوكمة تلك المؤسسات، وتطالب بتطبيق أعلى صور الشفافية والنزاهة فيها، وتحارب استغلال المواقع للمصالح الشخصية من مثل تطويع نتائج الانتخابات بطرق غير متكافئة، وهذا كله مما يبدد هذه المساعي المخلصة ويقوض دور المؤسسات المدنية في المشاركة في دفع عجلة التقدم في بلادنا الحبيبة ويعطل فرص النجاح والازدهار.
ومجتمعاتنا أحوج ما تكون لكل مخلص يكتب وينادى بالشفافية، ولكل صادق أمين يجعل من قلمه وكلماته حارسا على أفعاله وأعماله ومواقفه، ولكل ممارسة انتخابية نزيهة داخل مؤسساتنا المدنية تضرب المثل المفقود، ولكل صوت اعتبره صاحبه أمانة مقدسة كالعرض لايوهب بوكالة مفتوحة، ولكل ضمير لا يهمه أن يبرر فعله أمام الشرع والقانون، ولكن يوقظه دائما قول الله تعالى (كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون).
فلينظر كل منا لنفسه بمرآة الآخرة لا بمرآة الدنيا، وليحمد الله على ما يراه أو فليستغفر، وليعد قراءة ما كتب وليضعه على ميزان الحق الذي به قامت السموات والأرض، ثم ليسأل نفسه هل أقام الوزن بالقسط أم أنه ــ والعياذ بالله ــ ممن طغوا في الميزان؟!
ولنعزم إذن ولنقل: «من اليوم نسطر بأعمالنا ما كتبناه في الأمس بأقلامنا» ولننشد مع الشاعر متعاهدين مع ربنا وقرائنا.....
ولا تكتب بخطك غير شيء
يسرك في القيامة أن تراه
حقا تنمحي الكلمات، وتضيع العبارات وتطيح الإشارات وتتبدل المواقع وتبقى شامخة وحدها المواقف.
* طبيب استشاري، ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للمركز الطبي الدولي
فاكس: 96626509659+
okazreaders@imc.med.sa
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 197 مسافة ثم الرسالة
وكثير أولئك الذين يشتغلون بالدعوة للفضيلة ويحلمون بالمدينة الفاضلة، ويطالبون غيرهم بالعدل والشفافية، وطالما عابوا التشبث بالمناصب ونددوا بتغليب المصالح الشخصية، ويرون أن نهضة المجتمعات تبدأ أولا بإصلاح المؤسسات المدنية وضربها مثلا للناس.
وإذا سألت أحدهم الإيضاح؟ أعطاك وصفا دقيقا لعمل تلك المؤسسات والذي يجب أن تكون عليه كأنه يراها رأي العين، حتى تقنع بلا ريب أن الأمر إذا آل إليه، فسيكون الذي وصفه لك واقعا على الأرض، مما أراك من عزيمة في كلامه، ودقة في وصفه، وحدة وحزما على كل مخالف.
ولكن الخالق سبحانه العليم بما في الصدور، ينظر إلى الأعمال لا إلى الكلمات التي تزين السطور، ولم يكن ليترك من ادعى يمضي إلى يوم القيامة دون اختبار، (ياأيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون)، بل يقيم الحجة له أو عليه، فيضعه في الموقع الذي تناوله بقلمه ...، فيكون الحساب على قدر سعة الفجوة بين ماكتبه على الورق وماسجله في الواقع، وتكون الشهادة من جوارحه على جوارحه ومن نفسه على نفسه ومن كلماته على أعماله وأفعاله. فيخرج من الامتحان إما بوسام الصدق والأمانة والقوة والكفاءة، وإما بعار النفاق والكذب و الضعف والعجز.
كم كتب من كتب عن انتخابات تجرى في دول مجاورة، وكم انتقد من انتقد الذين يستعملون سلطتهم لضمان نتائج الانتخابات لصالحهم ... كم صوروا لنا ببلاغة أقلامهم المؤثرة عظم جرم ما يفعل هؤلاء ... فأين هؤلاء الذين سجلوا ببلاغة مواقفهم مما يقولون؟
إننا نعيش في بلادنا الغالية مرحلة مصيرية، ونلمس نقلة هامة في إصلاح المؤسسات المدنية بدعم من قيادة رشيدة تدعو إلى حوكمة تلك المؤسسات، وتطالب بتطبيق أعلى صور الشفافية والنزاهة فيها، وتحارب استغلال المواقع للمصالح الشخصية من مثل تطويع نتائج الانتخابات بطرق غير متكافئة، وهذا كله مما يبدد هذه المساعي المخلصة ويقوض دور المؤسسات المدنية في المشاركة في دفع عجلة التقدم في بلادنا الحبيبة ويعطل فرص النجاح والازدهار.
ومجتمعاتنا أحوج ما تكون لكل مخلص يكتب وينادى بالشفافية، ولكل صادق أمين يجعل من قلمه وكلماته حارسا على أفعاله وأعماله ومواقفه، ولكل ممارسة انتخابية نزيهة داخل مؤسساتنا المدنية تضرب المثل المفقود، ولكل صوت اعتبره صاحبه أمانة مقدسة كالعرض لايوهب بوكالة مفتوحة، ولكل ضمير لا يهمه أن يبرر فعله أمام الشرع والقانون، ولكن يوقظه دائما قول الله تعالى (كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون).
فلينظر كل منا لنفسه بمرآة الآخرة لا بمرآة الدنيا، وليحمد الله على ما يراه أو فليستغفر، وليعد قراءة ما كتب وليضعه على ميزان الحق الذي به قامت السموات والأرض، ثم ليسأل نفسه هل أقام الوزن بالقسط أم أنه ــ والعياذ بالله ــ ممن طغوا في الميزان؟!
ولنعزم إذن ولنقل: «من اليوم نسطر بأعمالنا ما كتبناه في الأمس بأقلامنا» ولننشد مع الشاعر متعاهدين مع ربنا وقرائنا.....
ولا تكتب بخطك غير شيء
يسرك في القيامة أن تراه
حقا تنمحي الكلمات، وتضيع العبارات وتطيح الإشارات وتتبدل المواقع وتبقى شامخة وحدها المواقف.
* طبيب استشاري، ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للمركز الطبي الدولي
فاكس: 96626509659+
okazreaders@imc.med.sa
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 197 مسافة ثم الرسالة