الابتعاث بين الأمس واليوم 2/2
الأربعاء / 07 / جمادى الأولى / 1431 هـ الأربعاء 21 أبريل 2010 21:52
عبدالله بن بجاد العتيبي
استكمالا لموضوع الابتعاث الذي تطرقنا إليه الأسبوع الماضي، وهو دون شك موضوع جدير بالعناية والاهتمام، وحري بالمتابعة والتطوير، نستعرض في هذا المقال مزيدا من التفاصيل في تناول موضوع بهذه الأهمية.
لقد كان الجو العام في العالم إبان موجة الابتعاث الكبيرة التي امتدت من منتصف السبعينيات إلى منتصف الثمانينيات يدفع المبتعثين السعوديين والعرب والمسلمين لمزيد من التشبث بالرؤى الإسلامية العتيدة في مواجهة الشيوعية، غير أن الجو العام في الموجة المعاصرة من الابتعاث يدفع باتجاه محاربة التطرف والإرهاب والاتجاه نحو التنمية والإبداع والتطوير، وهذا فارق آخر من أهم الفوارق بين ابتعاث الأمس وابتعاث اليوم.
فرق آخر، يكمن في أن تلك البعثات تمت حينما كان العالم منفصلا بشكلٍ كبير عن بعضه البعض، خاصة في المجال الاجتماعي والإنساني، أما اليوم ومع ثورة الاتصالات الحديثة فالوضع مختلف تماما، فكثير من الشباب الذين حظوا بفرصة البعثة اليوم هم من قبل الحصول عليها منخرطون في كل وسائل العولمة والاتصال الحديث، فهم يعرفون عبر الفضائيات ومواقع الإنترنت المتقدمة والمتطورة عن العالم أكثر بكثير مما كان يعرف نظراؤهم في السبعينيات وبداية الثمانينيات.
بطبيعة الحال ليس هذا الابتعاث مثاليا، فبعض المبتعثين يشتكي من سوء التوجيه قبل الابتعاث واقتصاره على وعظ دينيٍ ونحوه، وليس كما ينبغي أن يكون، أي أن يكون مبنيا على برنامج متكامل تثقيفي توعوي، يسعف المبتعثين ويزودهم بالتفاصيل المهمة التي يجب أن يعرفوها قبل الانخراط في البعثة والذين هم بأمس الحاجة إليها، ومن ذلك التعريف بالبلدان التي يتوجه إليها الطلاب وطبيعة الثقافة فيها، وحقيقة المجتمع الذين سيعيشون في أكنافه سنوات ذوات عدد، والقوانين التي تحكمها، والأساليب التي ينبغي للطالب اتباعها للظفر بالنجاح بالمهمة المطلوبة منه لوطنه جراء هذه البعثة، ونحو ذلك.
كما يشتكي بعض الطلاب من سوء المتابعة من قبل الملحقيات والسفارات في الخارج، وأن بعضهم لا يتلقى إنذارا حين يخطيء أو يقصر في دراسته، بل ينتظر المشرفون حتى يكتمل نصاب أخطائه وتقصيره ويقومون بإرجاعه فورا بلا تردد ولا إنذار ولا توجيه.
يجب أن يغلب منطق الرغبة في الحصول على كوادر متعلمة في أرقى جامعات العالم وفي تخصصات تحتاجها البلاد على منطق العقاب المؤقت على بعض التفاصيل، ولا يعني هذا بحالٍ التخاذل عن محاسبة المقصر ولكن يجب وضع هذه المحاسبة في إطار منهجي وعلمي يراعي كافة الجوانب.
Bjad33@gmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 250 مسافة ثم الرسالة
لقد كان الجو العام في العالم إبان موجة الابتعاث الكبيرة التي امتدت من منتصف السبعينيات إلى منتصف الثمانينيات يدفع المبتعثين السعوديين والعرب والمسلمين لمزيد من التشبث بالرؤى الإسلامية العتيدة في مواجهة الشيوعية، غير أن الجو العام في الموجة المعاصرة من الابتعاث يدفع باتجاه محاربة التطرف والإرهاب والاتجاه نحو التنمية والإبداع والتطوير، وهذا فارق آخر من أهم الفوارق بين ابتعاث الأمس وابتعاث اليوم.
فرق آخر، يكمن في أن تلك البعثات تمت حينما كان العالم منفصلا بشكلٍ كبير عن بعضه البعض، خاصة في المجال الاجتماعي والإنساني، أما اليوم ومع ثورة الاتصالات الحديثة فالوضع مختلف تماما، فكثير من الشباب الذين حظوا بفرصة البعثة اليوم هم من قبل الحصول عليها منخرطون في كل وسائل العولمة والاتصال الحديث، فهم يعرفون عبر الفضائيات ومواقع الإنترنت المتقدمة والمتطورة عن العالم أكثر بكثير مما كان يعرف نظراؤهم في السبعينيات وبداية الثمانينيات.
بطبيعة الحال ليس هذا الابتعاث مثاليا، فبعض المبتعثين يشتكي من سوء التوجيه قبل الابتعاث واقتصاره على وعظ دينيٍ ونحوه، وليس كما ينبغي أن يكون، أي أن يكون مبنيا على برنامج متكامل تثقيفي توعوي، يسعف المبتعثين ويزودهم بالتفاصيل المهمة التي يجب أن يعرفوها قبل الانخراط في البعثة والذين هم بأمس الحاجة إليها، ومن ذلك التعريف بالبلدان التي يتوجه إليها الطلاب وطبيعة الثقافة فيها، وحقيقة المجتمع الذين سيعيشون في أكنافه سنوات ذوات عدد، والقوانين التي تحكمها، والأساليب التي ينبغي للطالب اتباعها للظفر بالنجاح بالمهمة المطلوبة منه لوطنه جراء هذه البعثة، ونحو ذلك.
كما يشتكي بعض الطلاب من سوء المتابعة من قبل الملحقيات والسفارات في الخارج، وأن بعضهم لا يتلقى إنذارا حين يخطيء أو يقصر في دراسته، بل ينتظر المشرفون حتى يكتمل نصاب أخطائه وتقصيره ويقومون بإرجاعه فورا بلا تردد ولا إنذار ولا توجيه.
يجب أن يغلب منطق الرغبة في الحصول على كوادر متعلمة في أرقى جامعات العالم وفي تخصصات تحتاجها البلاد على منطق العقاب المؤقت على بعض التفاصيل، ولا يعني هذا بحالٍ التخاذل عن محاسبة المقصر ولكن يجب وضع هذه المحاسبة في إطار منهجي وعلمي يراعي كافة الجوانب.
Bjad33@gmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 250 مسافة ثم الرسالة