نحقق ــ نراقب ــ نداهم ــ ولا نعرف التعامل مع السلاح مطلقاً

مديرة القسم النسائي في شرطة جدة بسمة رجب لـ عكاظ:

نحقق ــ نراقب ــ نداهم ــ ولا نعرف التعامل مع السلاح مطلقاً

حوار: منال الشريف ــ جدة

تدير بسمة رجب قسما في شرطة محافظة جدة، تعمل فيه 80 سعودية ليس من بينهن واحدة تحمل مسمى الجندي فلانة فالكل مدنيات. انخرطت رجب في العمل الشرطي منذ 17عاما موظفة مدنية بالمرتبة السادسة، عاملة في البحث الجنائي بحكم تخصصها في الخدمة الاجتماعية. تبين في حوار مع «عكاظ» أن عمل المرأة في شرطة جدة تغير منذ عامين؛ لذا تعمل الآن في التحقيق، المراقبة، الدهم والسجون. وترى مديرة القسم النسائي في شرطة جدة بسمة رجب أن المأمورات العاملات في السجون يجب أن يتم التعامل معهن على أساس الرتب العسكرية. وأوضحت رجب أن مسألة التوعية الأمنية توسعت في المدارس والجامعات لتبصير الطالبات بمخاطر المشكلات الأمنية التي قد تقع لهن. إلى تفاصيل الحوار:



• كيف نشأت فكرة القسم النسائي في شرطة جدة وكيف كانت البدايات؟

ــــــ أعمل في وزارة الداخلية منذ 17 عاما، وكنت ضمن أول ست جامعيات تخرجن من قسم الخدمة الاجتماعية من جامعة أم القرى في مكة المكرمة وعملن في هذا القطاع، وحصلن على التعيين من ديوان الخدمة المدنية كمفتشات على المرتبة السادسة والسبب هو طلب مدير البحث الجنائي في ذلك الوقت موظفات جامعيات على قدر كبير من التعليم؛ لأن القضايا والتحقيقات كانت تتطلب متخصصات، لذلك تم تعييننا فور تخرجنا.

والحقيقة أن دور المرأة في ذلك الوقت كان مغيبا جدا في القطاع، على العكس من الآن حيث بدأ الاهتمام بها في السنوات القليلة الماضية بعد أن قدمت وزارة التربية والتعليم دراسة وبحث متكامل عن الانحرافات السلوكية التي تمت ملاحظتها على طالبات المراحل المتوسطة والثانوية وكانت تلك الدراسات والتي تضمنت عدة توصيات منها تنشيط الجانب النسائي في شرطة جدة للتوعية ما جعلت مدير شرطة محافظة جدة اللواء علي الغامدي يدفع بهذا الاتجاه وبالفعل تم التعاون مع إدارة التعليم بنشر التوعية في المدارس والتعريف بدورنا في القسم وما هي المهام المسنودة إلينا وتحذير الطالبات من أخطار الانحرافات السلوكية ومن هنا تبلورت فكرة إنشاء القسم.

كما أن الحاجة استدعت توظيف نساء لمساعدة رجال الأمن إذا استدعت الضرورة وبتقديم تقارير ودراسات نفسية واجتماعية وجسدية قد لايراها المسؤول في المذنبة كونه رجل وكوننا نعمل في دولة تطبق الشريعة الإسلامية وتحكمنا العادات والتقاليد الملتزمة؛ لذلك كنا نقدم دراسات وأبحاث للجهات المعنية وبدون اختلاط وأقسامنا كانت مستقلة ولكن بدون إدارة نسائية.

وتوالت علينا الإدارات وكانت هناك اجتهادات من مديرينا مختلفة فالبعض من الموظفات ذهبن للعمل في أقسام أخرى كتحضير أسماء المأمورات وكتابة التقارير عنهن والبعض مكثن في البحث الجنائي حتى افتتاح قسم نسائي مستقل.

وبدأت الفكرة تأخذ حيز التنفيذ كقسم مستقل يتولى جميع شؤون المرأة عندما بدأ عدد الموظفات والمأمورات يزداد فاقترح افتتاح القسم منذ سنتين من الآن وأنا كنت قبل ذلك مديرة القسم النسائي في البحث الجنائي، وعملنا كان يندرج تحت مظلة إدارة البحث، ولم نكن نخدم شرطة جدة حتى أتت الموافقة على افتتاح القسم وتم نقلنا كمشرفات على الموظفات العاملات في المراكز التابعة لشرطة جدة في الحقوق المدنية في الشمال والجنوب، الأدلة الجنائية، البحث الجنائي، الأمن الوقائي، هيئة التحقيق والإدعاء العام، المحكمة الجزئية ونحن هنا في الإدارة الأم و نشرف على أكثر من 80 موظفة بالإضافة إلى المأمورات الموزعات على مراكز الشرط وموظفات الأدلة الجنائية وبعضهن مكلفات في السجن العام للنساء لرفع البصمات.

• لماذا تم اختيارك لرئاسة القسم ؟

تم النظر للأقدمية في التعيين وربما لأنني كنت الأكثر في تقديم الدراسات التي أكدت على أحقيتي في هذا القسم من قبل رؤسائي، كما كنت رئيسة القسم النسائي في البحث الجنائي لذلك تم اختياري لهذا المنصب وهذه ثقة من رؤسائي اعتز وافتخر بها وتحملني مسؤولية أكبر، وتعمل معي ست موظفات في المكتب الرئيسي.

• ألا ترين أنه حان الوقت لمنح النساء العاملات في المجال الأمني رتب عسكرية؟

ــــــــ نحن مدنيات ولسن عسكريات ونعمل تحت نظام الخدمة المدنية بجميع التصنيفات الوظيفية الموجودة ولسنا على رتب عسكرية، ولكن يهمنا أن يكون للمأمورات (السجانات) بالذات رتب عسكرية أو استحقاق بدلات خطر ومناوبة، فالمأمورات أعمالهن قريبة من عمل العسكر وهن مدنيات ولا زلن على هذا الحال.

• في ظل تسارع إيقاع المجتمع السعودي ما هي الدورات التي تخضعن لها؟

ــــــ نخضع لدورات حول التعريف بمهمات الشرطة والمهمات المنوطة بالعمل ومهارات الاتصال وعلم النفس الجنائي.

• هل تجيدين التعامل مع قطع السلاح التي يستخدمها رجال الشرطة؟

ــــ لا أعرف التعامل مع السلاح الناري ولم استعمله قط وليس لدي تصريح بعد وأنا أطمح لتحقيق العدالة بالسلام دون اللجوء إلى العنف.

• أصبحت المرأة تؤخذ كغطاء في عمليات إجرامية فكيف تتصرفن حيال ذلك؟

الأقسام الرجالية هي المخولة في تلك الحالة من الاقتحام فوجود المأمورات هو حفاظ على حرمة البيوت، وعند رؤيتنا لأي شيء مخالف لابد من إبلاغ السلطات والجهات المختصة كلا في مجاله.

• ما هي معايير الاستعانة بالسجانات؟

ــ لا يوجد أي تدريب بدني للمأمورات، ولكن تلك الوظيفة لها ملامح معينة يمكن معرفتها أثناء المقابلة الشخصية من ناحية الصحة وهي أحد الاعتبارات المهمة، بالإضافة إلى مؤهلاتها وإجاباتها على الأسئلة المطروحة عليها وما إلى ذلك.

• أنتن العاملات في الشرطة تمثلن قلة فكيف تتعاملن مع العاملين من الرجال في ذلك؟

ـــ طبيعة العمل لدينا تنقسم إلى ثلاثة أقسام إدارية، ميدانية وتوعوية فالإدارية منوط بها كتابة الخطابات، الإجازات، المحاضر، التحقيقات، دراسة ومتابعة ملفات جميع موظفات الشرطة بكافة الأقسام، كذلك نوصي بالترقيات لبعض الموظفات اللواتي تميزن بحسن الأداء والتفاني في العمل.

أما المأمورات فينحصر عملهن في الميدان ويرافقهن رجال الشرطة كفرقة في المداهمات، مرافقة السجينة في كل مكان وأيا كان الأمر، سواء حضورها للتحقيق مع السجينة في هيئة التحقيق والإدعاء العام أو إلى الترحيل أوفي التوقيف أثناء مثولهن أمام البحث الجنائي، إضافة إلى الخفارة والتي تلزم المأمورة مرافقة السجينة في المستشفى إذا كانت مريضة ومراقبتها، وبالنسبة للمرأة العاملة في الميدان فنكلفها بمراقبة المقاهي، المطاعم والأسواق للتغلب على بعض التجاوزات والمراقبة على بعض الأوضاع الغير اللائقة واستدعاء الفرقة المخولة لمواجهة اللواتي يجلسن بدون محارمهن ويعملن أعمالا تخدش الحياء ، كذلك البعض من الموظفات يحضرن محاضرات أو ندوات سواء صحية أو بنكية أو منتديات اقتصادية من أجل ضبط الأمن، وهناك تعاون مع دار الحماية الأسرية وهيئة حقوق الإنسان والمختصة بالعنف الأسري لدراسة حالات المعنفات، فلدينا من يحملن شهادات جامعية في الخدمة الاجتماعية وعلم النفس وعلم الاجتماع ونكلفهن بتقديم التقارير اللازمة في حين تكون الضحايا من النساء أو الأطفال ونوعي أمنيا منذ سنتين الطالبات في المدارس، الجامعات والمؤسسات الاجتماعية للتعريف بدور المرأة في الشرطة ومحاولة نشر الوعي بطريقة التبليغ في حالات التحرش اوالاعتداء أو العنف الأسري، وكذلك طرق الوقاية من الانحرافات السلوكية التي تقع فيها الفتيات.

• الحصول على وظيفة في الشرطة أمر قليل الحدوث بالنسبة للنساء في المملكة، فهل كانت مصدر حرج اجتماعي وعائلي لك؟

ـــــــ في الحقيقة كنا متخوفات من قبول الوظيفة، وسبب الأمر ربكة للعائلة ولكنهم كانوا صامتين إلى أن وجدتهم فجأة موافقين على التحاقي بالعمل، وعلمت بعدها بأن أغلب أفراد أسرتي عملوا استقصاء وكل منهم لا يعلم بالآخر وبدأتها والدتي التي اتصلت على مدير القسم حينها وسألته عن طبيعة العمل الذي سوف نكلف به وهل هناك خروج ميداني ومشاركة الرجال في المداهمات والمساعدة بالقبض على اللصوص والمنحرفين وما إلى ذلك فقال لها: إن عملنا إداري لا أكثر، وفي نفس الوقت اتصل أخي وزوجي بالمدير نفسه دون أن يدري كل منهم عن الآخر.

إلى جانب إنني كنت أميل إلى هذا العمل وأتوق إليه بالرغم إنني حاصلة على نسبة 93 في المائة في الثانوية العامة، ورفضت أن التحق بكلية الطب بالرغم من أن الفرصة كانت متاحة، كما إنني كنت لا أرغب في أن أكون معلمة لذلك فضلت الدراسة في قسم الخدمة الاجتماعية.

• ما هي الأجندة التي تعملين عليها في المستقبل كمسؤولة القسم النسائي في شرطة جدة؟

ـــــــ الخطوة المقبلة هي أنني أطمح بأن ننشئ تعاونا مشتركا بيننا وبين الأقسام النسائية في الدوائر الحكومية عبر منتدى كبير مع إدارة التعليم وشرطة جدة وادارة مكافحة المخدرات ومؤسسة رعاية الفتيات وهيئة حقوق الإنسان للتعريف بالخدمات التي يقدمها كل قطاع و تذليل الصعوبات التي تواجهنا والتعاون في القضاء عليها.