ملك في القلوب

محمد العثيم

يوم البيعة يوم وطني آخر نستعيد فيه الفرح بالأمن، والاستقرار، ونراجع حجم الإنجاز نستعيد كل هذا وفي خلفية ذاكرتها عظمة رجل الإنجاز خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وهو فاصلة كبرى في تاريخ العرب الحديث، ونموذج الحاكم العادل الصادق، وصاحب منهج مختلف في الحكم يفخر به شعبه، وتحترمه وتقدره الشعوب العربية، بل تعلن ذلك في كل مناسبة، أو استفتاء، فمن أين جاء هذا التميز القيادي لمليكنا المحبوب.
بمختصر المختصر ما يوصف به الملك عبد الله بن عبد العزيز أنه مصلح بمعنى الكلمة الواسع، ففي الخمس سنوات الأولى فقط من حكمه، وهي فترة قصيرة جدا، رأينا الملك العظيم يغير وجه المملكة بمشاريع جبارة توزعت على مساحة الوطن، وفي جزء منه، ورأيناه يختط سياسة متوازنة خارج الصراعات العالمية، والعربية لترسيخ التنمية بعيدا عن الدخول في مشكلات المشاغلات التي جعلت أكثر البلاد العربية في شغل عن التنمية مع قوة في الدفاع عن حدود المملكة، وحرمة أراضيها من أي باغ، أو متسلل لإثارة الفتن، مع عمل دؤوب لمحاربة سموم العصر (المخدرات) التي تستهدفنا.
أخذنا كلنا وعد الملك، وعهده منذ البداية لأننا عرفناه الرجل الصادق، والعادل، والرجل الذي له نظرة مختلفة في طريقة حكم الناس بالعدل، فهو يعلن العدل بصوت مرتفع في كل مناسبة، ويطلب من الناس إبلاغه بأي تقصير يأتي من الحكومة، أو خلل في مسيرة بناء المشروعات، أو ظلم يحل بإنسان، وقد ضرب الملك عبد الله بيد من حديد على الفساد والفاسدين، الظاهر من الفساد وما بطن، والمثل في فاجعة مدينة جدة، حيث لم تأخذه في الحق لومة لائم.
كما أن الملك عبد الله، يحفظه الله، رفع الروح المعنوية للسعوديين، وبث بينهم التفاؤل بمستقبل زاهر لهم ولأبنائهم وهو لا يفتأ يقيم البنيات الأساسية لرفع مستوى الإنسان وتغيير حياته، فهو يضرب المثل بنفسه بالعمل والإخلاص.
ويتميز الملك عبد الله بأنه المقنع، والمقتنع بكل أعماله ومشروعاته الإنسانية فهو يستفتي عنها الشرع الحنيف، ثم يتوكل على الله ويتخذ القرار الصائب الذي يناسب مقتضى الحال، فالمملكة في سنين حكمه وقفت في مصاف الدول الكبرى ببنية اقتصاد كلي قوي لم تهزه ظروف الأزمة المالية العالمية، ففي الوقت الذي تتعثر المشاريع في كل أنحاء العالم يزدهر اقتصاد المملكة، ويعطي مؤشرات إيجابية..
الملك عبد الله رجل شجاع يواجه المواقف الصعبة بنفسه بقرار حازم، ولا يتسع المجال هنا لتعداد الحالات التي فاجأ الناس فيها بتنظيمات قد تستغرق من رجل غيره عقودا من الزمن، مثلا، نظام القضاء، ونظام هيئة البيعة ونظم أخرى، وفي الطريق الكثير من القرارات التي تحتاج إلى رجل شجاع بقدرة الملك عبد الله القيادية.
والملك عبد الله من فتح الطريق واسعا أمام نساء الوطن للمشاركة في بناء الوطن إلى جانب إخوانهن الرجال، فالمملكة بلا شك تستشرف اليوم مستقبلا عظيما بنى أسسه هذا الملك .. والاحتفال بيوم بيعته هو احتفال بيوم من أبهج أيام الوطن.
alqulam2@hotmail.com

للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 240 مسافة ثم الرسالة