الأمم المتحدة تؤجل اجتماعها مجددا و تقارب في مواقف واشنطن وباريس

داليما يحذر من اتساع الحرب و أبو الغيط لايستبعد استهداف سوريا

الأمم المتحدة تؤجل اجتماعها مجددا و تقارب في مواقف واشنطن وباريس

محمد المداح (واشنطن) إيمان عثمان (دمشق) الوكالات (عواصم)

اعلن موظف كبير في الامم المتحدة أمس ان الاجتماع المقرر عقده اليوم بين الدول التي قد تشارك في القوة الدولية التي يبحث في نشرها في لبنان، تأجل مرة ثانية. وكانت فرنسا رفضت المشاركة فيه. وقال احمد فوزي في لقاء مع الصحافيين حول الوضع في لبنان ان «الاجتماع قد اجل مرة اخرى». وهذا الاجتماع الذي كان يفترض في بادئ الامر ان يعقد الاثنين في مقر الامم المتحدة في نيويورك، اجل مرة اولى حتى اليوم . ولم يشر فوزي الى الاسباب الكامنة وراء التاجيل الجديد الا ان فرنسا اعتبرت في وقت سابق ان الاجتماع سابق لاوانه وبالتالي لن تشارك فيه ولو انها ترغب في المشاركة في القوة الدولية المزمع نشرها في جنوب لبنان. بدوره قال المتحدث باسم الخارجية الامريكية شون ماكورماك «ان وجهة نظرنا ووجهة نظر الفرنسيين تتطابقان الى حد اننا بتنا نعمل على مشروع قرار وحيد».بشأن الأزمة في لبنان. واضاف «اننا متفقون حول كل النقاط الرئيسية. الامر يتعلق الان بجمع كل هذه العناصر معا وصياغتها بهدف ان نجعل منها نصا لقرار يصدر عن الامم المتحدة».
واوضح ماكورماك ان واشنطن تأمل في وضع اللمسات الاخيرة على اتفاق مع باريس وتقديم نص مشترك في غضون بضعة ايام من الان وحتى نهاية الاسبوع او مطلع الاسبوع المقبل. من جهة ثانية دعا رئيس الجمعية البرلمانية داخل مجلس اوروبا روني فان دير ليندن أمس الى وقف فوري للقتال في الشرق الاوسط.
وقال فان دير ليندن في بيان وزع في ستراسبورغ ان «استمرار اسرائيل في اللجوء الى القوة بشكل غير متكافئ، وبشكل خاص الهجمات التي تشنها من دون تمييز ضد الاهداف المدنية، هو امر غير مقبول على الاطلاق». واضاف البيان «ان هذه السياسة لا يمكن الا ان تصب في مصلحة الارهابيين ومؤيديهم المتطرفين».
وزير الخارجية الايطالي ماسيمو داليما حذر من جهته أمس من خطر «توسع» و«تدويل» النزاع بين اسرائيل وحزب الله بحيث يشمل الشرق الاوسط برمته. وقال داليما امام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب «فتح سيناريو جديد، سيناريو ما بعد العراق يهدد بالانتشار، ثمة خطر تصعيد عسكري وخصوصا خطر تدويل النزاع».
وانتقد داليما الموقف الاسرائيلي الذي يقول ان النزاع لن ينتهي الا عندما يتم نشر قوة متعددة الجنسية في جنوب لبنان. وفي دمشق التقى وزير الخارجية الاسباني انخيل ميغيل موراتينوس نظيره السوري وليد المعلم ونقلت وكالة الانباء السورية عنه قوله ان «حل الازمة الناجمة عن العدوان الاسرائيلي يجب ان يتم بالتوافق بين جميع الاطراف من اجل التوصل الى قرار عن مجلس الامن في اسرع وقت ممكن لوقف اطلاق النار».
من جهة ثانية، تلقى المعلم اتصالا هاتفيا من وزير خارجية المانيا فرانك فالتر شتاينماير بحثا خلاله «ضرورة تكثيف الجهود المشتركة من اجل التوصل الى وقف فوري لاطلاق النار في لبنان»، كما ذكرت الوكالة السورية.
و اعلن وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط في بيروت انه لا يستبعد احتمال توسع الهجوم الاسرائيلي على لبنان ليشمل سوريا ايضا.
وردا على سؤال حول اعلان وزير الخارجية السوري وليد المعلم ان هناك احتمالا لتعرض سوريا لهجوم اسرائيلي قال الوزير المصري «ان توسع العمليات العسكرية وهذا العدوان هو امر لا نستطيع ان نتجاهله وهو محتمل» مضيفا «نأمل الا تصل الامور الى هذا الامر وان تشهد الايام القليلة المقبلة وقفا لاطلاق النار».
من جهته، اكد المتحدث باسم الخارجية الاميركية شون ماكورماك ان تقدما تحقق في الاتفاق على قرار لانهاء الازمة في لبنان. وقال «اعتقد انكم بدأتم ترون بعض التقدم الحقيقي على الصعيد الدبلوماسي وراء الكواليس».
واضاف ان هناك «اتفاقا واسعا» على ضرورة ان يشمل قرار لوقف القتال بين القوات الاسرائيلية وحزب الله في لبنان ثلاثة عناصر من بينها تمكين الحكومة للبنانية من بسط سلطتها على معاقل حزب الله في الجنوب اللبناني.
وتابع ان العنصرين الآخرين هما انهاء ثلاثة اسابيع من القتال في لبنان وتحديد الدور الذي يمكن ان تلعبه قوة دولية لاحلال الاستقرار في جنوب لبنان، موضحا ان «هناك افكارا عديدة لكنها تدور كلها حول هذه العناصر الثلاثة».