قمة إفرست تقبع في تراثنا الإسلامي

معن الجربا

جبل إفرست، يعد أعلى جبل في العالم، فهو يرتفع إلى 9 كم تقريبا فوق سطح البحر، وهو أحد الجبال التي تتكون منها سلسلة جبال الهملايا، ويقع على حدود الهند والتيبت ونيبال، سمي الجبل دوليا وعلميا باسم مكتشفه السير (جورج إفرست) عام 1856م، أما سكان التيبت فيطلقون على هذا الجبل اسم (شومولونجما)، وسكان النيبال يسمونه (ساجارماثا).
اختلف العلماء حول الارتفاع الصحيح لقمة جبل إفرست، فقد جاء في تقرير خاص ببعثة بريطانية قامت بمسح هذا الجبل أن ارتفاعه هو (8.848م)، ولكن التقدير غير الرسمي الشائع بين الناس لارتفاع الجبل هو (8.882م)، وتغطي طبقات الثلوج الجبل من كل جانب، إلا أن قمة الجبل خالية تماما من الثلوج بسبب شدة الرياح التي تهب عليها، ويقول العلماء إن هذا الجبل تشكل من طبقات الحجر الجيري، التي ما زالت إلى الآن تندفع ببطء إلى الأعلى، بسبب تحركات الكتلة الأرضية.
حاول العديد من متسلقي الجبال الوصول إلى قمة جبل إفرست منذ بدايات القرن العشرين، كان معظمهم بريطانيون وسويسريون بمساعدة أفراد قبيلة (الشربا) كمرشدين، إلا أن الانهيارات الثلجية والشقوق العميقة والرياح العاصفة بالإضافة إلى شدة انحدار الجبل ونقص الأكسجين في الهواء جعل تسلقه أمرا بالغ الصعوبة. ولكن في نهاية الأمر لقد تم قهر قمة إفرست بسبب زيادة المعلومات العلمية لدى المتسلقين وتطور المعدات التي تم إنتاجها خلال تلك الفترة، فقد نجح السير (إدموند هيلاري) نيوزيلندي الجنسية، بصحبة رفيقه الدليل (تنزينغ نورغاى) أحد أفراد قبيلة (الشربا) بنيبال، من الوصول إلى قمة الجبل لأول مرة في التاريخ عام 1953م.
ومما أسعدني أنه يوجد في تراثنا الإسلامي ما يشير إلى هذه الحقيقة العلمية، فقد روى الإمام الطبري في تاريخه عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال (أهبط الله تعالى آدم عليه السلام في الهند على جبل، ذروته من أقرب ذرا جبال الأرض إلى السماء)، أي أن قمة هذا الجبل هي من أقرب قمم الجبال إلى السماء أي أعلاها.. وإذا كان هذا الأمر قد أسعدني كثيرا، إلا أنه أحزنني في نفس الوقت، لأن هذه المعلومة ظلت قابعة في كتب تراثنا حتى جاء غيرنا ليكتشفها.. فعجبا لأمة تملك تراثا عظيما ولكنها أمة خاملة!.
maanaljarba@ hotmail.com

للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 273 مسافة ثم الرسالة.