«أبو ريالين»..المرض الرخيص

«أبو ريالين»..المرض الرخيص

منيرة المتروك ــ مكة المكرمة، إبراهيم القربي، عبد الرحمن الختارش، هاني باحسن، أسماء الغابري ــ وفاء باداود ــ جدة، افتخار باحفين ــ جازان، محمد دهام ــ الدمام، أحمد العطوي ــ تبوك، فهد الماضي ــ تيماء

سلع مغشوشة وأخرى منتهية الصلاحية، ومستحضرات تجميل ومناديل وعطور وحفاظات لا تحمل أي علامات تجارية، ومنتجات مجهولة وأخرى مجهولة تكتظ بها محال (أبو ريالين) وسط إقبال كبير من المتسوقين على شرائها، حتى لو كانت من فائض «قمامة المصانع»، غير آبهين لما يترتب على استخدامها من مضار صحية، في حين أثبتت الدراسات أنها سبب رئيس في الإصابة بأمراض الحساسية والإلتهابات والأمراض السرطانية لما تحتويه من نسب عالية من التركيبات الكيماوية.
جولة «عكاظ» في محال «أبو ريالين» رصدت بيع مستحضرات تجميلية وصحون بلاستيكية وعطور ومنظفات، فيما أشار عدد من المتسوقين لأضرارها على البشرة والوجه واليدين وفروة الرأس، مطالبين بتشديد الرقابة عليها حماية للمستهلك.



المكياج المغشوش
سهى ناجي من جدة قالت: أنا من مرتادات محال أبو ريالين، لأن المكياج الموجود فيها ليس سيئا كما يشاع عنه، فقد كنت في السابق أشتري مكياجا من ماركات معروفة، واضطررت إلى التخلص منه بسبب جفافه أو انتهاء تاريخ صلاحيته، حتى أخبرتني إحدى صديقاتي عن المكياج الموجود في هذه المحال، فجربته ووجدته جيدا ولم يسبب لي أي أضرار.
وتقول نجلاء عبد الباقي من جدة: كنت استهتر بزميلاتي اللاتي يستخدمن المكياج المتواجد في محال التخفيضات، وبالصدفة المحضة كنت عند إحدى صديقاتي واحتجت إلى أحمر شفاه، فاستخدمت خاصتها ولم أكن أعرف سعره فوجدته جيدا، ولما سألتها عن نوعه، فوجئت بأنه من تلك المحال، فلم أجد فرقا بين أحمر الشفاه أبو ريالين، والآخر البالغ سعره مائة وخمسون ريالا!
وتؤكد جميلة جميل من جدة أن التجربة خير برهان«كنت في السابق متخوفة جدا من أنواع المكياج، وكنت أشتر أكثر الماركات شيوعا، وكلما قالت إحدى صديقاتي عن المكياج المخفض أو مكياج أبو ريالين تحديدا، كان يسكنني الخوف من أضرار هذا المكياج، ولكن عندما أرهقتني الميزانية الخاصة بمكياجي، قررت أن أجرب نوعية المخفض فوجدته ممتازا، ومر علي استخدامي لها أربعة أعوام ولم أجد ضررا منها.
ووصفت مها أحمد من جدة تجربتها مع مكياج أبو ريالين بأنه ليس مغشوشا، بل ربما كان ليس بعالي الجودة، مضيفة: استخدم هذا المكياج بشكل يومي، فيما استخدم مكياج الماركات للمناسبات فقط، لأنه يدوم فترة أطول ولم أجد فرقا بينها!
وفي نفس السياق قال عبد الله الناصر ــ مستهلك في مكة ــ أن الأسر محدودة الدخل لا تجد سبيلا لتوفير مستلزماتها من الأواني المنزلية والملابس وأدوات التنظيف، إلا من محال «أبو ريالين» باحثة عن أرخص الأسعار، مشيرا إلى أن هذه المحال سحبت البساط من المحال الكبرى، لأن أسعارها في متناول الجميع.
حماية المستهلك
وتتساءل كل من منى عبد الله وآمال الجهني في مكة عن دور حماية المستهلك في مراقبة المحال التي تبيع منتجات قد تضر بمستخدميها، خصوصا ما يتعلق بالبشرة أو العيون، مطالبتين بتكثيف الرقابة من قبل وزارة التجارة وحماية المستهلك للوقوف على المخالفات المرتكبة من بعض التجار الذين يسعون للربح بأي طريقة.
قمامة المصانع
ووصفت رجاء الشهري من مكة محال أبو ريالين بـ«قمامة المصانع»، مطالبة بعدم استغلال حاجة الأسر وبيعها منتجات منخفضة الجودة، مستدركة أن ليس كل المنتجات الرخيصة سيئة، ولكن هناك منتجات تدعي الجودة والأصالة وسعرها رخيص جدا، ما يجعل الشك يساور أي شخص يريد إقتناءها بينما تنطلي الحيلة على البعض، ليكتشف أنه راح ضحية لمنتجات لا تستحق نصف قيمتها.
ويرى إبراهيم عيسى في مكة؛ أن موسم العودة للمدارس وبعض المناسبات الاجتماعية والأعياد، تسبب الكثير من الضغط على الأسر، خصوصا الأسرة التي يصل عدد أبنائها وبناتها إلى سبعة طلاب، فتكون محال «أبو ريالين» بمثابة المنقذ.
النظارات الشمسية
ويشير زكريا إبراهيم الذي يمتلك محلا لبيع النظارات الشمسية في مكة إلى بيع بعض التجار نظارات مقلدة على أنها ماركات معروفة عالميا، يصعب اكتشاف تقليدها وبأسعار باهظة، قد تسبب أضرارا لمستخدميها، ناصحا المستهلكين بعدم جعل السعر هو العامل الحاسم للشراء، لما قد تلحقه الأنواع الرخيصة من النظارات الشمسية من ضرر بالغ بالعيون، لأنها لا توفر الحماية الكافية لها من الأشعة فوق البنفسجية، إضافة إلى أن الزجاج الملون يؤدي في كثير من الأحيان لاتساع حدقة العين، ما يلحق ضررا أكبر بها جراء تعرضها لهذه الأشعة.
ماكينات الحلاقة
وقال علي اليامي في مكة ابتعت ماكينة حلاقة بـ 60 ريالا من بائع، قال إنها أصلية ومصنوعة في اليابان، وأنا أعلم أن الأصلي منها بـ 120 ريالا، وعندما سألته لماذا سعرها هكذا، قال: هذه تصفية ولكن للأسف لم تلبث أكثر من أسبوع، وعندما رجعت لنفس المحل لأطالبه بثمنها لم أجد البائع فقد ذهب إلى مكان آخر!.
عطور مقلدة
ويشرح أحمد عبد الله الذي يمتلك محلا لبيع العطور ومستحضرات التجميل في مكة الطريقة التي يستخدمها بعض التجار لبيع العطور، وذلك بشراء كمية أصلية ومثلها مقلدة تقليدا متقنا ليبيع الكمية الأصلية بسعر السوق، ومن ثم يبيع الكمية الأخرى من خلال طرحه لتخفيضات على منتجاته المقلدة، ما يجعل الكثير من المتسوقين يسارعون لشراء العطور بعد تخفيضها دون أن يعلموا أنها مقلدة.
ويضيف «هناك من المستهلكين من يبحث عن العطور المقلدة، إلا أننا لا نوفرها لاحترامنا للزبون في الدرجة الأولى وللمحافظة على صحتهم، فيما أوضح شقيقه محفوظ عبد الله أن مستحضرات التجميل والكريمات المقلدة تنتشر بشكل كبير في الأسواق، وفي المقابل هناك الكثير من الزبائن يفضلون الماركات العالمية مهما كان ثمنها لمعرفتهم بجودتها، مشيرا إلى أن هناك ماركات أصلية غالية يتم توفيرها لإتاحة أكبر قدر ممكن من الخيارات أمام المستهلك، بعيدا عن المنتجات المقلدة الرخيصة التي تلحق الضرر بالزبائن، كما تسبب الضرر لنا كبائعين أيضا من جراء التعامل معها وتخزينها.
أسماء طالبة في مكة تقول: اعتقدت أنني أنجزت صفقة مهمة باقتنائي عشر علب «كريمات» وماكياج بـ 200 ريال، على أساس أن العلبة الواحدة لا يتجاوز سعرها عشرين ريالا، لكن للأسف عرفت أني أنجزت أسوأ صفقة في حياتي، لأنه بمجرد أن بدأت في استعمال العبوة الثانية حتى بدأت البثور تظهر على بشرة وجهي ثم أصابها العفن، وانتهى الأمر إلى التوجه إلى الطبيب الاختصاصي ومازلت أخضع لعلاج مكثف حتى أعيد لبشرتي وضعها السابق.
الباعة الجائلون
طلال مهيوب الذي كان يتسوق وسط البلد في جدة وهو يبحث عن عطر يرى أن هناك الكثير من السلع تباع في محال أبو ريالين بثمن رخيص، ما يعطي انطباعا بأن هذه السلع مقلدة.
فيما أوضح علي باحميش أن هذه البضائع تنتشر بشكل كبير في الأسواق الشعبية داخل المحال والبسطات والأرصفة، أو من خلال الباعة الجائلين.
وطالب عبد الرحمن الحمادي أهمية متابعة هذه المحلات وعدم السماح لها ببيع أي منتج ضار بالصحة.
ويشير هاني حسن فقيه، بائع في محل ملابس في جدة، أن محال أبو ريالين مناسبة لمن يستطيع أن يفرق بين البضاعة المقلدة والأصلية ويختار ويتحمل مسؤولية اختياره، ويؤكد منيف وهو بائع في إحدى هذه المحلات أن بضائعهم جيدة ولها زبائنها.
ويقول بشير محمد، مسؤول في أحد مراكز البيع بأسعار زهيدة في جدة: نحرص على جودة البضائع ونسعى لتوفير ما يحتاجه المستهلك، عن طريق شركات معروفة، ونرفض البضائع المقلدة والمغشوشة، وفي بداية العام الدراسي يقبل الناس على شراء الأدوات المدرسية، وفي رمضان يكون الإقبال مركزا على الأواني المنزلية، وفي المناسبات يرتفع شراء الهدايا، وفي الأعياد على الإكسسوارات وصحون الزينة، أما أدوات وسوائل التنظيف والمناديل ومستلزمات النظافة يكون الإقبال عليها طوال العام.
آثار صحية
وقال عبد الستار ــ بائع بأحد المحال المخفضة في تبوك ــ نجلب البضائع من جدة بأرخص الأثمان كون الشرائح الاجتماعية تختلف في قوتها الشرائية، ومثل هذه المحال تساعد ذوي الدخل المحدود ومن لايستطيع التبضع من المحال الكبرى.
وقال محي الدين بائع آسيوي يعمل في محل أبو ريالين في جازان ليست لدينا أي صلاحيات للكشف عن مدى خطورة هذه السلع على الصحة العامة.
الرقابة حاضرة
وأكد كل من محمد علي ــ مشرف مبيعات ــ ومصطفى ومحمد ــ بائعان ــ في محل للسلع المخفضة في الدمام؛ أن الدور الرقابي الذي تمارسه التجارة والصناعة حاضر بقوة، حيث يزور مندوبو الوزارة هذه المحال بشكل مفاجئ عدة مرات خلال الأسبوع الواحد، بهدف التأكد من صلاحية البضائع، وبالتالي فرض غرامة على المخالفين وسحب البضائع منتهية الصلاحية على الفور.
وذكرت نورة محمد وزوجها أسعد جمعه ــ من البحرين ــ أنهما يترددان دائما على هذه المحال للاستفادة من أسعارها المنخفضة في الحصول على احتياجاتهما المنزلية بالدرجة الأولى، وبيع الكثير منها لعدم وجود مثل هذه المحال في البحرين.
الأطباء يحذرون
حذر أطباء الجلدية من استخدام المنتجات والمستحضرات والوصفات الشعبية غير المعتمدة، لما تحويه من مواد سامة لا يدرك ضررها المستهلك، إلا بعد استخدامها وظهور نتائجها، خاصة الدهون والكريمات التي قد تسبب تشوهات وحروقات.
كريمات كورتزون
تروي الدكتورة سحر إسماعيل استشارية الأمراض الجلدية والتجميل في جدة، عن حالة الطفلة نوف التي كانت تعاني في سن الرابعة من فشل في الغدة الكظرية وبعد فحوص مطولة، تبين أن السبب استخدام والدتها لكريمات الكورتيزون ودهن ابنتها بها لعلاج التهاب الحفاظ، وعندها أدت نتائج جيدة في البداية، واستمرت في استعمالها ثلاثة أعوام، وعند سؤال الأم عن مصدر الكريم، كانت إجابتها إنها ابتاعته من محال السلع المخفضة لتفتيح البشرة بعد نصيحة من إحدى صديقاتها، بأنها كالسحر في علاج التسلخات فاستخدمته وحدث ما حدث.
مشددة أن من غير المقبول أن تعرض هذه المحال مستحضرات طبية أو تجميلية لخطورة هذا الأمر، فعيادات الأمراض الجلدية لا تخلو من المرضى الذين يعانون من سوء استخدام هذه المنتجات، إذ إن أغلب هذه المنتجات تحتوي على مواد كيميائية مسرطنة وأصباغ غير مصرح باستخدامها تؤدي على المدى الطويل إلى أمراض خطيرة، بل أن بعض هذه المحال يعرض كريمات تحتوي على كورتيزون قوي المفعول، وهناك أدوية مخصصة لعلاج أمراض مثل الصدفية والأكزيما، وقد وجد أن أحد أعراضها الجانبية حدوث بياض في الجلد، فيما تستخدم السيدات هذه الكريمات لتفتيح البشرة وبعد فترة من الاستعمال يحدث إدمان الجلد على الكورتيزون الموضعي والذي يؤدي على ضمور الجلد وتشققه وتمدد الأوعية الدموية السطحية.
ألعاب الأطفال
ويرى الدكتور أسامة الخولي استشاري الأطفال في جدة أن ألعاب الأطفال التي تباع في محال أبو ريالين خطرة، ويعود الإقبال عليها لجهل بعض الأسر بتأثيراتها السلبية، لما تحويه من مواد سامة، بالإضافة إلى سهولة كسرها ما قد يؤدي إلى تحويلها إلى أدوات مؤذية بل قاتلة.
ويضيف: بعض الألعاب تدخل في صناعتها مواد كيميائية قد تصل لجسم الطفل عن طريق الفم، وقد تسبب ضررا بالغا في القناة الهضمية إذا التصقت بجدارها، وقد يتطلب ذلك تدخلا جراحيا.
وبالنسبة إلى مستحضرات التجميل الرخيصة التي تقبل عليها بعض النساء لقلة ثمنها غير مدركات لأضرارها على الجلد والبشرة، فتؤدي إلى التهابات بالجلد وحساسية عند تعرضها لأشعة الشمس بشكل متواصل، ويدخل في تركيبها مادة الرتنين والتي بدورها قد تضر الإنسان، إذا لم يتم استخدامها بمعايير وضوابط معينة، مشيرا أن معظم مستحضرات التجميل تحتوي على مواد مصنوعة من النفط، وقد تكون ضارة بالعين إذا لم تخضع لاختبارات السلامة، وعلى سبيل المثال يدخل في مستحضرات التجميل عنصر الرصاص الذي قد يضر بالجهاز البصري ومادة الزئبق، التي قد تسبب تسمما في الجسم عند ابتلاعها خاصة من قبل الأطفال.
سرطانات جلدية
وأوضح الدكتور سليمان الغلاييني استشاري أمراض جلدية في مكة، أن مستخدمي المواد المقلدة من عطور ومستحضرات تجميل يتعرضون في بادئ الأمر لتهيجات جلدية وحساسية تتطور إلى سرطانات جلدية، كما تسبب بعض المستحضرات هالات سوداء تحت أسفل العين، إضافة لترهلات وتجاعيد يصعب علاجها، مضيفا أن أغلب المنتجات التجميلية المقلدة أو التي لاتحمل اسما تجاريا معروفا، يتم تحضيرها في شركات ليست طبية تجميلية وتستخدم في تحضير مكوناتها مواد غير معروفة لدى المستهلك أو الطبيب، إضافة إلى أنها غير مسجلة من ضمن الشركات التجميلية المعروفة عالميا، وبالتالي لايمكن الوثوق بمكوناتها التي قد تؤذي البشرة، مشيرا أن هناك الكثير من الحالات المرضية التي تم رصدها نتيجة استخدامها مواد غير معروفة أدت إلى تساقط شعر الرأس وحروق وتهيج في البشرة.
وأكد الغلاييني أن الإسراع في المعالجة عند حدوث مشكلات في البشرة سيعجل بالشفاء، أما التأخير فحتما سيؤدي إلى تفاقم المشكلة، موضحا أن أكثر المشكلات التي يعاني منها المستهلك تتمثل في عدم تواجد تاريخ انتهاء الصلاحية على العديد من المنتجات التجميلية، ما أدى إلى دخول منتجات تقليدية بكثرة إلى الأسواق، لافتا إلى ضرورة عمل اختبار بسيط للتأكد من سلامة المنتج على البشرة عن طريق دهن كمية صغيرة منه على الرقبة والمكوث لساعة أو ساعتين وفي حالة ظهور حكة أو احمرار، فينبغي الابتعاد عنه.
وطالب محمود أبو الحسن طبيب أمراض جلدية في مستوصف خاص في جازان تشديد الرقابة على محال بيع مستحضرات التجميل ونقلها من المحال التجارية إلى الصيدليات، مؤكدا حرص الصيدليات على حفظها في أماكن باردة وخلوها من المواد المسرطنة.
وبدوره أوضح مهند الخالدي ــ أخصائي في الهيئة العامة للغذاء والدواء في منفذ الطوال في منطقة جازان ــ أن الهيئة لا تتهاون مع كافة الواردات، حيث تجري فحوصات دقيقة عليها، مشيرا إلى أن الهيئة في حال الاشتباه في بعض البضائع المستوردة التي تتضمن بعض المواد الكيماوية الضارة، تحجز تلك الإرساليات للتأكد من خلوها من المواد الضارة.
رقابة ميدانية
ومن جانبه أكد مدير عام الأسواق في أمانة جدة الدكتور بشير نجم مصادرة المواد التي لا تحمل شهادة المنشأ أو التي يتم تخزينها في أجواء غير ملائمة، وذلك عن طريق لجنة مكافحة الغش التجاري في الغرفة التجارية، فضلا عن مشاركتهم مع وزارة التجارة في حملات فجائية على بعض الأسواق الشعبية ومحال البضائع الرخيصة.
سوء التخزين
وأكد المشرف الميداني على أعضاء هيئة الضبط والغش التجاري في أمانة في جدة أحمد معبر، أن هناك مجموعة من التجار يتعاقدون مع شركات متخصصة آسيوية تبيع بضائع رخيصة، ولكن أغلبها ذات جودة جيدة وعند قرب انتهاء السنة الميلادية، يشتريها غالبية التجار بأرخص الأسعار على أنها (استوكات) مخزنة في المستودعات وتباع بأسعار متدينة جدا.
وأضاف: المشكلة لاتكمن في البضائع نفسها فغالبيتها جيدة، ولكن سوء التخزين هو الذي أدى إلى فسادها، ودورنا معاينة هذه البضائع وإذا اكتشفنا تغيرا في الخواص الطبيعية بالنسبة للمواد التجميلية أو المنظفات سواء في الشكل أو اللون بسبب تعرضها لأشعة الشمس أو الحرارة الشديدة، يتم حجزها وسحب عينات منها وإرسالها لمختبرات هيئة الغذاء والدواء، مشيرا أن هناك تجارا يدمجون البضائع الجيدة بالرديئة، مشددا على ضرورة معرفة تاريخ صلاحية المنتج، فأغلب المستهلكين لايعرفون تاريخ انتهاء المنتج، فيركزون اهتمامهم على الأسعار فقط.
وأضاف أما المنتجات الكهربائية رديئة الجودة، فلا يتم السماح لها أصلا بالدخول، إلا بعد أن تجرى لها اختبارات من قبل هيئة المواصفات والمقاييس،لافتا إلى ضبط 30 ألف منتج كهربائي رديء الجودة وكميات أخرى لازالت محجوزة حتى يتم إتلافها، نافيا أن تكون الهيئة قد تلقت بلاغات حول حوادث أو حالات وفاة نتيجة استخدام هذه المواد.
ونصح المعبر جميع المستهلكين بالتأكد عند شرائهم المواد التجميلية من مكوناتها وبياناتها التي لابد أن تكون باللغة العربية وتاريخ الإنتاج والانتهاء، وطرق تخزين المنتج، بأن يراعى تواجدها في بيئة نظيفة وباردة بعيدة عن الحرارة والرطوبة أو أشعة الشمس الحارقة.
وأكد مدير فرع التجارة والصناعة في منطقة جازان المكلف خالد الأمير أن فرع التجارة خلال جولاته على عدد من المحال التجارية في المنطقة كشف عن ضبط عدد من المنتجات الممنوعة والمسرطنة تقدر بحوالى 3689 منتجات استهلاكية و592 مواد غذائية.
وأخلى حسين البلوشي المتحدث الرسمي لأمانة الدمام مسؤولية إدارته عن محال أبو ريالين، وقال إنها لا تدخل ضمن اختصاصها، بل هي مسؤولية الهيئة العامة للغذاء والدواء وزارة التجارة والصناعة، مضيفا أن الأمانة لم تتلق أي توجيه بإغلاق محال تبيع مواد غير صحية.
مكافحة الغش التجاري
وأكد مدير العلاقات العامة في جمعية حماية المستهلك في مكة المكرمة عبدالعزيز الشايع، أن هناك تنسيقا بين الجمعية وعدة جهات كوزارة التجارة وهيئة الغذاء والدواء وهيئة المواصفات والمقاييس والجودة ومصلحة الجمارك والبلديات للوقوف على أي مخالفات من قبل التجار من خلال ما يرد للجمعية من ملاحظات وشكاوى من قبل المستهلكين.
وأضاف :على الرغم مما تعانيه الجمعية من قله عدد أفرادها، إلا أنها تنشط في الكثير من النشاطات والمهرجانات بهدف توعية المستهلك لإيضاح مواصفات المنتجات الجيدة وحثهم على البحث عن المنتج الجيد ذي السعر المعقول، إضافة إلى طرح العديد من الخيارات التي تجعل المستهلك يختار ما يريده دون أن يتعرض للضرر جراء اللجوء لمنتجات رخيصة ورديئة الجودة.
ومن جانبه أوضح الدكتور نبيل الزيبق مدير شركة تجميل في جدة؛ أن معايير منتجات التجميل التي تحمل ماركات معينة تمر بعدة أبحاث على المنتج، بهدف تطويرها، وهذا ما يميزها عن غيرها، فيما تجرب الشركة المنتج على متطوعات للتأكد من جودته قبل طرحه في الأسواق، كما يخضع المنتج إلى تجارب طبية من قبل متخصصين، وبالتالي يترفع سعر المنتج بشكل تلقائي، فيما تتحكم العلامة التجارية في رفع سعر المنتج على العكس من المنتجات المقلدة التي لا تمر بتلك المراحل وتستخدم فيها مواد أولية غير مطابقة للمواصفات الطبية بالإضافة للتعبئة الرديئة.