قـلِّدوا هؤلاء !

إبراهيم عبدالله مفتاح

كعادتي كل صباح أبدأ أعمالي الدنيوية ــ رغم أني لم أكن رجل أعمال ولا مال ــ أبدأ صباحاتي ــ دائما ــ بتقليب جهاز «الريموت» متنقلا بين فضائية وأخرى وخاصة تلك التي تغلب على صبغتها الأخبار العالمية الملطخة بحمرة الدم ودوي الانفجارات ومآسي الاغتيالات وقتل الأبرياء من النساء والأطفال والولدان الذين لا حول لهم ولا قوة سوى وجودهم في أماكن تستهدفها قوى الظلم ومحترفو الانتحار وهواة التلذذ بالمآسي وبث الرعب في نفوس المطمئنين الآمنين الذين ليس لهم في حلبة صراع الأطماع لا ناقة ولا جمل بل ولا حتى خروف ولا شاة. كان صباح يوم الخميس 24/8/1431 هـ أحد تلك الصباحات التي لا تختلف حالاتها عن بعضها لولا ذلك الخبر الإنساني الذي تناقلته وكالات الأنباء وجعلته شاشات الأخبار خبرا رئيسا يتصدر نشراتها ومفاد ذلك الخبر أن أربعين مليارديرا ومليونيرا أمريكيا قد لبوا دعوة كل من المليارديرين الأمريكيين «وارين بافيت» و «بيل جيتس» بأن يتبرع كل واحد منهم بنصف ثروته للجمعيات الخيرية، وحسب اعتقادي الشخصي أن هؤلاء الأربعين ما هم إلا بداية لمجموعات أخرى من هؤلاء الأغنياء في العالم الغربي قد ينضم إليهم آخرون انطلاقا من حسهم الإنساني في محاولة للتخفيف مما يعصف بإنسان هذا العصر من ويلات الحروب وجحيم الطغيان وتفشي الأمراض المستعصية على العلاج كالسرطان والإيدز وملحقاتها من الأمراض الفتاكة الأخرى بالإضافة إلى كوارث الطبيعة التي ليست آخرها فيضانات الأمطار في الباكستان والهند والصين وحرائق روسيا والزلازل المدمرة في مختلف بقاع الأرض.. بعد هذه التخريجة الكتابية أعود إلى المقارنة بين ما يقوم به هؤلاء الكفار وبين ما سمعناه وقرأناه عن أوضاع الجمعيات الخيرية وبعض القائمين عليها في بلادنا وبين ما حدث من تجاوزات وإنفاق في مجالات وأمور انحرفت بمسار هذه الجمعيات إلى أعمال منافية للخير برهنت على سوء نوايا أصحابها وبشاعة أهدافهم التي تغلغلت حتى في الأوساط النسائية، وثاني هذه المقارنة الذي يأتي في صيغة سؤال لا يطلب من أغنيائنا أن يتبرعوا بنصف ثرواتهم ــ كما فعل أولئك الكفار ــ ولكن أن يستجيبوا لقول الله تعالى في المؤمنين: ( ويؤتون الزكاة ) .. أعتقد أنه لو تمت الاستجابة للآية لما بقي في هذه الأمة محتاج ولا فقير، خاصة في شهر رمضان المبارك.

للتواصل إرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو زين 737701 تبدأ بالرمز 101 مسافة ثم الرسالة